تتسارع الأحداث المؤسفة جراء انتشار كورونا ولكن تظل الأحداث السعيدة البراقة لها مكانها وسط كل ذلك.
فى مدينة نيو ديلهى الهندية التى اعتاد أهلها لبس الماسكات قبل كورونا لتجنب تلوث الهواء، تظهر ظاهرة غير معتادة ألا وهى رؤية الناس لسماء زرقاء نظيفة صباحا ونجوم براقة لامعة ليلا.

وبحسب صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية أدت قلة السيارات علي الطرقات وإغلاق معظم المصانع وتوقف عمليات البناء لهبوط معدلات السحب السوداء والأدخنة فى المدينة لنسب تكاد تكون غير مسبوقة.

ويستغرب كبار السن الذين لم يشهدوا طوال عمرهم مثل ذلك إذ يقول سادهير كومار بروفيسور لغة إنجليزية 80 سنة "أجلس مذهولا فى شرفتى محدقا للسماء الزرقاء التى لم أعتد عليها وأتساءل كيف حدث هذا؟ ".

ومن الغريب أن السماء الزرقاء ومنظر النجوم لا يحل علي ديلهى إلا بعد إغلاق الحكومة للحدائق ومنعها المواطنين الخروج لتقتصر متعة الناس علي رؤية المنظر الخلاب من نوافذهم.

وليست ديلهى وحدها التى شهدت صفاءا غير معتاد بل حول الهند فى مدن مثل تشيناى وبنجلارو وأحمد آباد وغازى آباد أيضا تمتعت بأجواء نقية بل كان هذا حال معظم المدن الملوثة حول العالم كلوس أنجلوس وميلان وبكين.

وفى العام الماضى تصدرت الهند بلا منازع مركز أكثر دول العالم تلوث هواء إذ تضم الهند 14 مدينة من 20 مدينة ذات هواء خطير علي التنفس حول العالم.

ولكن علي النقيض فمنذ أسبوع ارتفعت مدينة ديلهى المعروفة بالتلوث من المركز 150 علي مستوي الهواء النقي للمركز 37 والذى يعد المركز الطبيعى لمدينة نقية الهواء.

وعادة فى فصل الشتاء حينما يكثف البرد عوادم السيارات والمصانع وتزيد سرعة الرياح من انتشاره كان سكان ديلهي يصابون بأمراض التنفس وأمراض الرئة الأخطر.

ويقول جراح الصدر آرفينت كومار إن مرضاه القدامى غير مصدقين الأمر إذ يشعر معظمهم بتحسن بل وبدأوا يقللون كثيرا من استعمال البخاخات وأدوية التنفس.

ووجد الناشط البيئي جى دارجبتا فرصته للرد علي من كانوا يتحججون بأن تلوث مدن الهند هو بسبب مكانها الجغرافى ومناخها المختلف.

ويقول جاى "كنتم تدعون أن التلوث لا يمكننا إنهاؤه وها هو توقف الآن ولكن رغما عنا بدون إرادتنا".

ويضيف "الآن بإمكان الكثيرين مشاهدة القمم الجليدية علي بعد مئات الأميال من الهيمالايا بل وسخر البعض مدعين رؤيتهم للوس أنجلوس الأمريكية من البنجاب الهندية وفى إعتقادى إننا قد نري الآلهة قريبا من شدة نقاء الهواء ووضوح الرؤية".

وفى كل صباح من أيام الحظر يتمتع سكان ديلهى بالهدوء التام بدون أبواق السيارات ولا صراخ المارة بينما الشوارع فارغة والسماء صافية لدرجة مشاهدة أندر الطيور غير المعتاد رؤيتها مثل صائد الذباب أحمر الزور وطائر البوق الرمادى.

وفى ليلة اكتمال القمر غرب الهند يبدو كوكب الزهرة ساطعا براقا دون أى شيئ يحجبه والسماء المظلمة تلتمع كل لحظة بكثير من النجوم التى لا يستطيع أحد أن يحصي عددها.