تاريخ الطعام (5): الفتة.. طبق فرعوني الأصل.. فاطمي اللمسات - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:49 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تاريخ الطعام (5): الفتة.. طبق فرعوني الأصل.. فاطمي اللمسات

حسام شورى
نشر في: الجمعة 10 مايو 2019 - 10:27 ص | آخر تحديث: الجمعة 10 مايو 2019 - 10:27 ص

عندما يوضع أمامك طبق من الطعام الشهي الذي تفضله وتبدأ في التهامه.. هل فكرت أن وراء هذا الطبق حكاية طويلة تضرب بجذورها أحياناً عبر آلاف السنين؟! فوراء كل نوع طعام يتناوله الإنسان الآن في مصر والعالم قصة لا تقتصر على تطور أدوات وأساليب الصيد والقنص والطهي.. بل يتأثر في محطات عديدة بالتاريخ السياسي والاجتماعي والديني للشعوب.

 

وفي هذه السلسلة "تاريخ الطعام" الممتدة طوال شهر رمضان المبارك.. تستعرض "الشروق" معكم حكايات أنواع مختلفة من الأطعمة المحلية والإقليمية والعالمية.. وتنشر الحلقة يومياً الساعة 12 ظهراً بتوقيت القاهرة.
----------------------
«الفتة» من الأكلات الشرقية الشهيرة والتي تكاد لا تخلو المائدة المصرية منها في عيد الأضحى، فتعد من الوجبات الأساسية في هذه المناسبة التي يتم تقديمها مع لحوم الأضحية، بالإضافة إلى أكلات أخرى مرتبطة بالعيد مثل الرقاق والممبار وفواكه اللحوم.
والفتة من الوجبات التي تعبر عن زوال الفروق بين الطبقات الإجتماعية، فهي تعتبر وجبة شعبية يتم إعدادها بطرق مختلفة، تعبر عن ثقافة البلد التي تعد فيها، إلا أن «فتة الخل والثوم» من الأطباق المصرية الأصيلة، التى ارتبطت بوجدان المصريين منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هذا.
وبالرغم من اختلاف طرق تحضير الفتة في الدول العربية المختلفة، والتي تتميز كل منها بمذاقها الخاص، إلا أن أصل الفتة، قبل تطور طرق إعدادها، محل تساؤل وخلاف....

فرعوني:
فهناك من يقول إن الفتة فرعونية الأصل، حيث إن القدماء المصريين أول من قاموا بعمل هذا الطبق الذين أطلقوا عليه اسم «فتة» لأنه كان يصنع من فتات الخبز المضاف إليه الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، وكانت تعد من الوجبات رفيعة المستوى لاحتوائها على عناصر غذائية عالية، تقدم للملوك الفراعنة.

حكاية أول وصفة فتة عرفها التاريخ تحكيها نقوش معبد سوبيك، التي تشير إلى قصة الكاهنة المصرية "كارا" التي ذبحت خروفا، وحشته بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت فيه قطع العيش وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل، وقطعته، ووزعته في عيد الإله.

فاطمية:
في العصر الفاطمي ازدهرت الأكلات الشعبية، وهبات الحكام لعامة الشعب في الأعياد والمناسبات، فاستعادوا «الفتة» وأضافوا لها صلصلة الطماطم؛ فكان الفاطميون يكثرون من الذبائح فى أول أيام عيد الأضحى ويأمرون الطهاة بعمل أطباق الفتة وتوزيعها على عامة الشعب احتفالاً بتلك المناسبة.
ثم تطورت طريقة إعداد الفتة لتضاف لها الدقة من الثوم والبصل، والبهارات والسمن فى العصور الحديثة، وتعد بـ"تسقية" مكوناتها بشوربة اللحمة أو الكوارع.

شامية:
وهناك من يقول إن أصل الفتة شامي، معتبرين أن المصريون أخذوا طريقة إعدادها من الشام، وأضافوا لها اللمسات المصرية، إذ كانت تعد من أهم الوجبات لدى أبناء الشام في عيد الأضحى وفي عطلة الأسبوع، ويستخدمون أحيانا الحمص بدلا من اللحم في طهيها، والفتة السورية تقدم حتى الآن باسم «التسقية».

تطور الفتة:
في الفترات الأخيرة ومع انتشار المحلات السورية بمصر بدأت تظهر أنواع مختلفة غير التي اعتاد عليها المصريون، مثل فتة الشاورما، وفتة الفراخ، التي يتم إعدادها من الأرز البسمتي مضافًا له نكهات ومقبلات شامية، وقد تخلو من العيش المحمر الذي يعد أحد أهم مكونات الفتة التقليدية، فكثير من المقبلين على تلك الأنواع الجديدة يفضلون طعمها، إلا أنهم لا يعتبرونها بديلا عن فتة الخل والثوم بالطريقة المصرية.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك