ثار على المناهج الدراسية مبتكرًا نهجًا تفاعليًا جديدًا للتعامل مع طلابه، فكانت النتيجة أن طوروا أجهزة لحماية البيئة وأخرى لتوليد الطاقة عبر صفائح شمسية قبل أن يتجاوزوا الـ15 عامًا.
هكذا فعل المهاجر اللبناني وسام عبد الصمد، في العاصمة الأيرلندية دبلن حتى أن دوي أثره في طلابه وصل إلى مجلس النواب الأيرلندي، كما تحدثت عنه وسائل الإعلام بعدما منحه برنامج «Young Social Innovators» التي تديره الدولة لرعاية صغار المبتكرين، لقب "المعلم الأكثر تأثيرًا في أيرلندا".
وبعد 15 أمضاها كمهاجر عربي بالعاصمة الأيرلندية «دبلن»، قرر ابن قرية عماطور الشوف اللبنانية، العودة إلى بلاده حاملًا تجربته ساعيًا أن تصبح نهجًا متبعًا في مدارس لبنان والبلدان العربية كافة، بعد أن جلب معه موافقة لتطبيق نظام «يونج سوشال انفاتز» المعتمد لدى بلدان الاتحاد الأوروبي لدعم الطلاب المبتكرين عبر مسابقات علمية، ليتم اعتماده في المدارس اللبنانية، كما يعتزم تدشين جمعيته الخاصة لتدريب المعلمين حول كيفية تعزيز ثقافة التغييرالمجتمعي، عبر توظيف طاقات الطلاب.

* تجربة مؤثرة وانجازات ضخمة!
بالاستناد إلى نظريات الكاتب والفيلسوف والمعلم البرازيلي الشهير، باولو فريري، التي ترسخ لضرورة أن يكون التعليم فعلًا تحرريًا، تمكن المعلم اللبناني، وسام عبدالصمد، عبر خروجه من قولبة المناهج الدراسية وتنمية الحس النقدي لدى طلابه بمحاورتهم بعد تقسيمهم إلى مجموعات متنافسة من دفعهم لإحداث تغير في المجتمع من حولهم؛ فكان نتاج ذلك مجموعة من الانجازات الضخمة حققها طلابه كتدشينهم موقعًا إلكترونيًا يحوي دراسات للتوعية بمخاطر تعاطي المخدرات، وسبل الحماية منها، حمل اسم «ِAll about Maria» حصدوا بموجبه المركز الثاني في مسابقة «Make Our World Safer for Young People» التي تهدف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي رسختها الأمم المتحدة في العام 2017.
طور طلابه أيضًا آلة لإعادة تدوير النفايات وآخرى لحماية التربة، وجهازًا يمد مدرستهم بالكهرباء النظيفة عبر صفائح لتوليد الطاقة الشمسية اسموه «Off Grid»، عقب دراستهم إشكالية التغيرات المناخية ومناقشتهم معلمهم في سبل حلها، و قدم لهم البرلمان الأيرلندي تسهيلات لتنفيذه حتى أصبحت مدرستهم أول مدرسة أيرلندية يتم إمدادها بالطاقة الشمسية بجهود الطلاب، الأمر الذي نالوا بموجبه جائزة برنامج «يونج سوشال انيفاتورز» المعتمد لدى بلدان الاتحاد الأوروبي، وأهلهم للسفر إلى سان فرانسيسكوا ليمثلوا أيرلندافي مسابقة«World Cup Sage» العالمية لصغار المبتكرين.
حثً وسام طلابه على ضرورة تويثق إنجازاتهم فدشنوا معًا موقعًا إلكترونيًا، حقق صدى جعل وسائل الإعلام الآيرلندية تتحدث إليه؛ إذ ظهر بتقارير إخبارية واستضافته محطات إذاعية آيرلندية ليروي قصة نجاحه كمعلم عربي تمكن من دخول المنظومة التعليمية الآيرلندية.

أما طاقات الطلاب التي نجح في توظيفها فلم تتوقف لدى مجتمعهم، بل امتدت لتؤثر ببلدان أخرى إذ دشن طلابه في العام 2019 مشروعًا تطوعيًا لإنشاء أول مكتبة عامة بمدينة كابواي بزامبيا اسموه «The Icitabo project» تمكنوا بموجبه من جمع 4 آلاف يورو تبرعات فضلًا عن 5 آلاف كتاب شحنوها إلى زامبيا، التي طوروا تطبيقًا تحفيزيًا لمساعدة الراغبين في التطوع بالمشروعات الانمائية بها.
يعي وسام مسؤليته تجاه وطنه لبنان لذا قرر العودة في يونيو الماضي حاملًا خبراته في مجال التعليم بعدما جاب 63 دولة، ويطمح نقل تجربته إلى البلدان العربية كافة عبر مركز تدريب للمعلمين يسعى لتدشينه بمنطقة البرامية بصيدا، ويؤمن بما يسميه «فن التدريس» وإن لدى كل طالب طاقات وإمكانات على المعلم استكشافها وتوظيفها، لذا وجد سبيله إلى إحدى المدارس بصيدا بعدما تبنت نظام التعليم الديموقراطي، و تنفيذ برنامج «Young social innovators» بلبنان، لكنه يطمح أن تتبنى المنظومة التعليمية بلبنان نهجه وتقوم بتعميمه، حتى يصبح كل فصل دراسي غرفة تتسع لكل الأفكار، وتكتشف به كل إلإمكانات البشرية وتدار فيه الطاقات على حد تعبيره.
