الصحيفة: الرئيس الأمريكى يرى أنه لا فائدة من الحلف.. وقائد عسكرى سابق: الانسحاب هدية القرن لبوتين
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعرب فى جلسات خاصة خلال العام الماضى عن رغبته فى انسحاب واشنطن من حلف شمال الأطلسى (الناتو)، فى خطوة ترقى إلى حد تدمير الحلف.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين بارزين فى الإدارة الأمريكية (لم تسمهم) القول إن العديد من المسئولين السابقين والحالين، ممن يدعمون الحلف، يخشون من أن يعود ترامب إلى تهديده بانسحاب واشنطن من الناتو، خاصة وأن النفقات الدفاعية لدول الحلف لا تصل للمستوى الذى حدده ترامب.
وذكرت «نيويورك تايمز» أنه عقب أيام من اجتماعات قمة الناتو فى الصيف الماضى، أخبر ترامب كبار مسئولى الأمن القومى فى إدارته أنه لا يرى فائدة للحلف، معتبرا أن الأخير عنصر استنزاف للولايات المتحدة، الأمر الذى دفع فريق الأمن القومى وعلى رأسه وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومى جون بولتون إلى المسارعة للحفاظ على الاستراتيجية الأمريكية دون التطرق إلى فكرة الانسحاب، الذى سيحد بشكل كبير من نفوذ واشنطن فى أوروبا ويدفع روسيا إلى التمادى أكثر لعقود.
وأضافت الصحيفة أن رغبة الرئيس الأمريكى فى الانسحاب عادت تطفو مرة أخرى حاليا، الأمر الذى زاد من مخاوف مسئولى الأمن القومى»، مشيرة إلى أن تلك المخاوف مدفوعة بتقريرها عن فتح مكتب التحقيقات الفيدرالى (إف.بى.آى) تحقيقا فى احتمالات عمل ترامب لصالح موسكو، فضلا عن تقرير صحيفة «واشنطن بوست» الذى قالت فيه إن ترامب أخفى تفاصيل لقاءاته مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين عن كبار مساعديه.
وأوضحت الصحيفة أن انسحاب واشنطن من الناتو سيأتى فى مصلحة بوتين، فى ظل رغبته الواضحة فى إضعاف الحلف، كما أكد مسئولو الأمن القومى أن موسكو ركزت بشكل كبير على تقويض التضامن بين الولايات المتحدة وأوروبا، والحد من نفوذ الناتو الذى تعتبره روسيا تهديدا.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى باتريك شاناهان يدعم حلف الناتو، إلا أنه أكد على ضرورة ألا تتحول وزارة الدفاع إلى «وزارة لا» أمام الرئيس.
من جانبها، قالت نائبة وزير الدفاع الأمريكى الأسبق، ميشيل فلورنوى إن انسحاب واشنطن من الناتو «ستكون أحد أكثر الأمور تدميرا التى يمكن أن يرتكبها أى رئيس بحق المصالح الأمريكية».
وقال القائد السابق لقوات الناتو فى أوروبا، الأميرال المتقاعد جيمس ستافريديس إن الانسحاب الأمريكى من الحلف سيشكل «خطأ جيوسياسيا»، معتبرا أن مجرد الحديث عن امكانية تنفيذ الفكرة يعتبر «هدية القرن لبوتين».