ــ مستشار الأمن القومى محبط من موقف الرئيس الأمريكى.. والكونجرس يتلقى إفادات سرية بشأن طهران الأسبوع المقبل
ــ وزير الخارجية الإيرانى يطالب المجتمع الدولى بـ«خطوات عملية» لإنقاذ الاتفاق النووى
كرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس الخميس، نقلا عن مسئولين فى الإدارة الأمريكية القول إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أبلغ القائم بأعمال وزير الدفاع، باتريك شاناهان، بأنه لا يريد الدخول فى حرب مع إيران.
وأوضحت الصحيفة أن تصريح ترامب الذى جاء خلال اجتماع صباح الأربعاء الماضى، يعد رسالة إلى مساعديه المتشددين (تجاه إيران) بأنه لا يريد أن تنفجر حملة الضغط الأمريكية المكثفة ضد الإيرانيين إلى صراع مفتوح.
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكى قوله إن شاناهان ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد، قدما إلى ترامب مجموعة من الخيارات العسكرية، تشمل مستويات القوات وتكاليفها ومخاطرها. لكن ترامب كان حازمًا فى قوله إنه «لا يريد صدامًا عسكريًا مع الإيرانيين»، وفقا لما أفاد عدد من المسئولين الأمريكيين.
وكان ترامب قد صرح خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره السويسرى أولى ماورر، أمس الأول، بأنه يأمل ألا تندلع حرب بين الولايات المتحدة وإيران.
وتتولى سويسرا المحايدة رعاية المصالح الأمريكية فى إيران منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران. وكانت شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية قد ذكرت قبل أيام، نقلا عن مصدر دبلوماسى مطلع، أن واشنطن مررت رقم هاتف إلى سويسرا لتسليمه إلى إيران، كى تتصل بترامب.
وقالت «نيويورك تايمز» إن الإدارة الأمريكية التى بدت وكأنها تستعد للنزاع، تبدو حاليا أكثر عزمًا على إيجاد حل دبلوماسى، مضيفة أن وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أجرى اتصالا بسلطنة عمان، السلطان قابوس بن سعيد، الأربعاء الماضى، تناول التهديد الذى تشكله إيران، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن سلطنة عمان تعد منذ فترة طويلة وسيطا بين الغرب وإيران، وشكلت قناة سرية لإدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما فى عام 2013 خلال التفاوض على الاتفاق النووى مع إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن بومبيو طلب من المسئولين الأوروبيين المساعدة فى إقناع إيران بخفض حدة التوترات، التى تصاعدت بعد أن أشارت المخابرات الأمريكية إلى أن إيران قامت بتحميل صواريخ على قوارب صغيرة فى الخليج، فيما بدا أنه مؤشر على هجوم إيرانى وشيك على القوات الأمريكية أو حلفائها فى المنطقة.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسئولين أمريكيين (لم تسمهم) القول إن مستشار الأمن القومى جون بولتون (أحد أهم الصقور فى الإدارة الأمريكية عداء لإيران) أعرب عن إحباطه من ترامب، واعتبره غير مستعد للدفع من أجل إحداث تغييرات فى المنطقة.
وذكر مسئول أمريكى رفيع أن «ترامب يمزح مع جون بولتون فى الاجتماعات حيث يقول: إذا كان الأمر متروكًا لجون، فسنكون فى أربع حروب الآن».
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين (لم تسمهم) القول إن ترامب بدأ فى اللجوء لمستشارين من خارج إدارته، من بينهم الجنرال جاك كين، نائب رئيس أركان الجيش الأمريكى السابق ومهندس زيادة عدد القوات خلال الحرب على العراق عام 2003، والذى يظهر بانتظام على محطة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية.
من جهته، رفض كين مناقشة أى محادثات أجراها مع ترامب، لكنه قال: «أثق فى أننا لا نتجه إلى حرب مع إيران»، مؤكدا أنه سيتم قياس التدابير التى ستستخدمها واشنطن، إذا ارتكبت طهران فعلا استفزازيا».
فى سياق متصل، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى، إن إدارة ترامب لا تملك تفويضا من الكونجرس لشن حرب على إيران.
وأضافت بيلوسى إن الإدارة الجمهورية ستقدم إفادة بشأن إيران، الأسبوع المقبل، فى جلسة مغلقة لكبار النواب، الذين يطلق عليهم مجموعة الثمانى، وفقا لوكالة رويترز.
وقال معاونون بالكونجرس إن وزير الخارجية ورئيس هيئة الأركان المشتركة والقائم بأعمال وزير الدفاع سيحضرون جلسة عصر الثلاثاء المقبل أمام مجلس الشيوخ بكامل هيئته. ويسيطر رفاق ترامب الجمهوريين على أغلبية المقاعد فى مجلس الشيوخ.
فى غضون ذلك، ضغط رؤساء ثلاث لجان بالكونجرس تختص بالأمن القومى على وزير الخارجية مايك بومبيو ليفصح عما إذا كان تقرير لإدارة ترامب عن الحد من التسلح تم تسييسه وانحرف بالتقييمات التى تضمنها عن إيران.
وطلب رؤساء لجان الشئون الخارجية والقوات المسلحة والمخابرات فى مجلس النواب، وجميعهم ديمقراطيون، من بومبيو فى خطاب أن يقدم إيجازا من وزارة الخارجية ووثائق بهذا الخصوص فى موعد أقصاه 23 مايو الجارى.
وجاء فى نص الخطاب: «بلادنا تعرف كأحسن ما يكون مخاطر تجاهل وانتقاء معلومات المخابرات فى قرارات السياسة الخارجية والأمن القومى»، مشيرين إلى الاستخدام الانتقائى لمعلومات المخابرات «لتبرير الزحف إلى الحرب» فى العراق فى 2003.
وفى طهران، قال محمد صالح جوكار، نائب قائد الحرس الثورى الإيرانى إن «الصواريخ الإيرانية، حتى تلك القصيرة المدى، يمكنها الوصول للسفن الحربية الأمريكية فى الخليج»، مضيفا أن «الولايات المتحدة غير قادرة على تحمل حرب جديدة».
فى سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، لدى وصوله أمس إلى بكين، أن الحفاظ على الاتفاق النووى يتم عن طريق الإجراءات العملية.
وقال ظريف فى تصريحات للصحفيين: «أسافر إلى الدول الصديقة والشريكة لنا، وخاصة الدول الأطراف فى الاتفاق النووى للتشاور معهم حول آخر التطورات بشأن الاتفاق وكيفية الحفاظ عليه»، بحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.
وأضاف ظريف: «أكدنا لكل هذه الدول خلال هذه الجولة أن الحفاظ على الاتفاق النووى يتم عن طريق الإجراءات العملية وليس عن طريق إعلانات الدعم فقط لهذا الاتفاق».
وتابع: «إذا شعر المجتمع الدولى بان الاتفاق النووى انجاز مهم، فينبغى عليه القيام مثل ايران باتخاذ اجراءات عملية للحفاظ عليه». وكان ظريف قد زار كلا من تركمانستان والهند واليابان فى اطار جولته الآسيوية.