فى ندوته بمهرجان القاهرة السينمائى.. خالد النبوى: الممثل يحمل أمانة الحفاظ على الهوية - بوابة الشروق
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 12:38 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

فى ندوته بمهرجان القاهرة السينمائى.. خالد النبوى: الممثل يحمل أمانة الحفاظ على الهوية

تصوير - دنيا يونس
تصوير - دنيا يونس
محمد عباس
نشر في: الإثنين 17 نوفمبر 2025 - 10:26 م | آخر تحديث: الإثنين 17 نوفمبر 2025 - 10:26 م

• حاربت ليكون مظهر العربى لائقا على شاشة السينما العالمية

• استمتعت بالتمثيل أمام يوسف شاهين.. وإشادة فريد شوقى بدورى فى «المهاجر» منحتنى شرعية

ضمن فعاليات الدورة الـ 46؛ أقام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، أمس الأول، ندوة حوارية للفنان خالد النبوى على المسرح المكشوف بدار الأوبرا، تحت عنوان «من نجم شاب إلى أيقونة سينمائية»، احتفاءً بتكريمه بجائزة فاتن حمامة للتميّز، تقديرًا لمسيرته الفنية.

وحرص على الحضور عدد من صناع السينما، الذين رافقوا النبوى محطات من مسيرته، منهم الفنان حسين فهمى رئيس المهرجان، والإعلامى محمود سعد وابنته، والإعلامية هالة سرحان، والمخرجة كاملة أبو ذكرى، والمؤلف مدحت العدل، والفنان نور النبوى، والمنتجين محمد السعدى وجابى خورى.

استهل خالد النبوى حديثه حول سبب إهدائه جائزة فاتن حمامة لـ «عمال السينما»، قائلاً إنه يقف احتراما لهم، ولما يقدمونه من تفانٍ وجهد لصالح الصناعة التى تقوم على أكتافهم، كاشفا عن موقف أثناء تصوير فيلم «المهاجر»: «كانوا يحضّرون لمشهد تفجير يستغرق على الشاشة أقل من 10 ثوانٍ، وبينما كانت ظروف العمل صعبة والعمال يمشون على حافة سور صغيرة، شعرت بالخجل والخوف من أن لا أقوم بتأدية المشهد بشكل صحيح، وأضيع مجهودهم».

وعن ذكريات فيلم «المهاجر»، قال النبوى: «لا أعلم كيف سيكون مصيرى لولا هذا الفيلم، فنحن هنا اليوم بفضل المخرج يوسف شاهين، لأنه حلم بفيلم يقدمه للجيل الجديد، الذى يعتبر مبهرًا بالنسبة لى كما كان لعائلاتكم منذ 31 سنة».

وتحدث عن تجربته مع يوسف شاهين بالفيلم التسجيلى «القاهرة منورة بأهلها»، والتى وصلت به إلى «المهاجر»، موضحا: «قال لى شاهين ستتحمل المصاعب، وبعدها سأقرر إن كنت ستجسد الدور أم لا، ولهذا كنت أبذل مجهودًا كبيرًا، لكن فى الأشهر الثلاثة الأولى لم أكن أعلم إن كنت قادرًا على أداء الدور أم لا»، ووصف شاهين بالمخرج «العبقرى»، وتأتى عبقريته من اهتمامه بأدق تفاصيل الممثل، وبالحالة
الشاعرية فى المشهد إلى درجة تأثير ذلك على طريقة قوله لكلمة «أكشن».

وعن أثر الفيلم على مسيرته الفنية، أكد النبوى: «كان خطوة غير عادية أن أشارك فى هذا الفيلم فى ظل الوضع الصعب للسينما المصرية آنذاك، ولكى أنجح فى حياتى العملية، كان علىَّ أن أنساه وأبدأ من جديد، ومن النادر أن تتاح لممثل فى حياته تجربة كهذه، حتى على المستوى العالمى».

وأوضح خالد النبوى، أن المخرجة كاملة أبو ذكرى تشترك مع المخرج الراحل يوسف شاهين، فى عبقرية خلق المناخ المناسب لكل لحظة، فكل لقطة لها مناخها المستقل، والمخرج الجيد هو من يعرف كيف يتعامل جيدا مع جميع التفاصيل.

ووجه النبوى شكرا خاصا للمخرجة إيناس الدغيدى، لموقفها النبيل معه بعد تعاقده على فيلم «ديسكو ديسكو» من إخراجها، قبل أن يأتى إليه يوسف شاهين، ويطلبه للمشاركة فى فيلم «المهاجر»، وأخبره أنه يحتاج إلى تفرغ كامل لمدة عام، قائلا: «عندما ذهبت إليها وحكيت لها حديثى مع شاهين، فقالت لى اذهب إلى شاهين فهو أهم منى بكثير، ولا تقلق بشأن العقد سأمزقه بيدى».

وعن سبب رغبته فى أن يكون ممثلا، كشف خالد النبوى، أنه لم يكن يعرف أنه يرغب بأن يكون ممثلا «كنت عايز شغلانة كويسه أكسب منها
عيش».
وتابع: «عندما كنت أدرس فى معهد التعاون الزراعى، كنت أجلس فى الكافتيريا بدلا من حضور المحاضرات، ثم وجدت بابا مكتوبا عليه «المسرح» فدخلت لأشاهد ماذا يفعلون فقابلنى المخرج وقال لى اقرأ هذا، فأجبته أننى جئت لأشاهد، فقال لى لا أحد هنا يأتى إما أن تعمل أو تقرأ».

وأضاف: «أخذت الورق ورجعت إلى منزلى لأتفاجأ بأنه دور البطولة، ثم بدأنا نجرى بروفات «ترابيزه»، وشعرت بالسعادة، وهو شعور ما زال
يرافقنى إلى الآن».

وتحدث خالد النبوى عن تأثير والديه فى حياته، مؤكدًا أنهما يمثلان «كل شىء» بالنسبة له، مشيرا إلى أن والده كان يتمنى أن يكون طبيبا، وهذا لم يحدث، ولم يكن راضيًا فى البداية عن التحاقه بالمعهد العالى للفنون المسرحية، قبل أن تتغير نظرته تماما بعدما شاهده على خشبة المسرح فى أول عرض يشارك فيه، حيث شعر بسعادة وفخر.

وعن فلسفته فى الحياة؛ قال خالد النبوى: «كُن مختلفًا ولو كنت وحيدًا، ولا تنتظر تقديرًا، سِر فى دربك واثبت طموحك»، مضيفا أن كلمة الممثل هى كلمة كبيرة جدًا، وأن الانضباط هو أساس الممثل، وعلق قائلا: «يجب على الممثل أن يكون لديه بُعد الشخص والشخص الآخر، بُعد الشخص هو الممثل نفسه، أما البُعد الآخر فهى الشخصية التى يقدمها ويجب أن يصدقها الجمهور، إلى جانب تمكنه من أدواته مثل أداة النطق، فيجب أن يفهم المشاهد جيدا ماذا تقول، وأن يستطيع إظهار مشاعر الشخصية التى يجسدها أمام الكاميرا وليس فقط الشعور بها، بالإضافة إلى الالتزام بالتعاون مع الجميع فى العمل فأنت لا تعمل وحدك».

وأوضح أنه تعلم الكثير من هذه المهنة، وما زال يتعلم ولديه شغف بمعرفة كل ما هو جديد، مؤكدا أن الممثل يحمل أمانة الحفاظ على الهوية فى التعامل مع الصناع العالميين، فهم قد لا يدركون بعض التفاصيل المترسخة فى هويتنا وديننا، مستشهدا بأحد مشاهد مسلسل «ممالك النار»، قائلا: «أثناء مشهد سجن تومان باى، أخبرت المخرج أنه من الضرورى أن يصلى تومان باى فى هذا الموقف ويتحدث مع الله ويطلب منه العون، فأجابنى أن الزنزانة ليس بها مصدر للمياه، فأخبرته أن فى ديننا يمكننا التيمم، وهو الأمر الذى انبهر به المخرج».

كما كشف عن تفاصيل مسرحيته «كامب ديفيد» عن السادات بأمريكا، قائلا: «كانت حفلات 2 و6 مخصصة لطلبة المدارس والجامعات وأساتذتهم، وكانت أكثر الحفلات التى توترنى، لأننى أحمل مهمة إيصال صورتنا الحقيقية لهم، وأن أظهر لهم أننا مسالمون ولا نسعى للحرب، ولسنا معتدين، ولكننا نريد الحصول على حقنا، وأننا متسامحون ولكننا لسنا ضعفاء، ولدينا ثقافة، كما كنت أرفض أى كلمة مسيئة تقال فى حق السادات، وأهددهم بانسحابى من المسرحية، فيقوموا بحذفها، وكان يجب أن أظهر السادات بمظهره الحقيقى رئيس وزعيم له هيبة عظيمة معتزا بكرامته وكرامة شعبه».

واستكمل خالد النبوى، حديثه فى إطار الأمانة التى يحملها الممثل، مشيرا إلى أنه من الأمانة أن يحارب لتغيير وجهة النظر عن الإنسان العربى فى أوروبا وأمريكا، وأن يكون مظهره لائقا، حيث كشف عن قصته مع الملابس فى عملى «مملكة الجنة» و«المواطن»، قائلا: «حرصت أن يكون مظهرى أنيقا، فى فيلم «المواطن»، فمنسقة الملابس كانت تريدنى أن أظهر بملابس رديئة ومتهالكة، فكيف أوافق على ذلك وأنا أجسد شخصية لبنانى، واللبنانى معروف أنه حتى إذا كان لا يمتلك أى مال بجيبه، لا يهمه إلا الاهتمام بمظهره وأناقته».

وتابع: «كما حدث أيضا فى فيلم «مملكة الجنة» عندما أصرت منسقة الملابس على أن تكون ملابس شخصيتى متسخة، ورفضت ذلك الأمر بشدة، لأنها شخصية طبيب عراقى، والطبيب شخص يهتم بنظافته حتى لو كان يمتلك قميصا واحدا، وحسب معرفتى بالعراقيين فهم يحافظون على نظافتهم، حتى بعدما تعرضت بلادهم لاحتلال ظالم».

وكشف خالد النبوى عن سبب استغراقه فترات طويلة بين أعماله، موضحًا أن الأمر لا يتعلق بغياب الفرص، بل باعتزازه الشديد بما قدمه ورغبته فى الحفاظ على مستوى اختياراته، فهو حريص على اختيار مشاريعه بعناية بالغة، حتى تبقى أعماله علامة فى مشواره الفنى.

وحرص خالد النبوى، على ذِكر النجوم الذين تعلم منهم، وعلى رأسهم حسين فهمى، الذى وصفه بالأستاذ والصديق، قائلا: «تعلمت منه فى الكواليس، والتى بها تفاصيل أهم مما يظهر أمام الشاشة، كما ذكر الراحل فريد شوقى، وقال إنه منحه الشرعية، عندما أشاد بدوره فى المهاجر، وكذلك صلاح السعدنى الذى شاركه أول بطولة على شاشة الدراما مع مسلسل (شارع المواردى).

وعن تجربته مع فيلم «الديلر» قال خالد النبوى، إنه يعشق العمل مع السيناريست مدحت العدل، الذى قدم معه أعظم أدواره، مضيفا: «العمل معه به أريحية كبيرة ويترك لك مساحة من الحرية لتقديم وجهة نظرك فى الشخصية، وهذا الأمر ظهر جاليا فى مشهد الخطبة أمام الجمهور».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك