نجحت الأجهزة الأمنية في بني سويف من كشف لغز العثور على جثة رجل مجهول الهوية، مكبل اليدين والقدمين بالحبال، وعلى فمه شريط لاصق، داخل سيارة ملاكي بطريق بني سويف – القاهرة الصحراوي، أمام مركز الواسطى شمال المحافظة.
بداية الواقعة
تلقى اللواء أسامة جمعة، مدير أمن بني سويف، بلاغًا يفيد بالعثور على سيارة متوقفة بمنطقة المصانع في نطاق مركز الواسطى، وبداخلها جثة رجل موثق اليدين والقدمين، وفمه مغطى بشريط لاصق، ما يُرجّح وجود شبهة جنائية وراء الوفاة.
وعلى الفور، تم تشكيل فريق بحث رفيع المستوى، تحت إشراف اللواء محمد الخولي، مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، وبرئاسة الرائد عماد عثمان، رئيس مباحث مركز شرطة الواسطى، وعدد من ضباط المباحث، لكشف ملابسات الجريمة.
مفاجأة في التحريات
أسفرت التحريات عن مفاجأة صادمة، حيث تبيّن أن الضحية يحمل جنسية عربية، وكان قد تعرف عبر الإنترنت على فتاة تعمل خادمة، أقنعته بأنها ترغب في العمل لديه، وبعد تواصلهما عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، اتفقا على اللقاء في منطقة الرماية.
وخلال لقائهما داخل سيارته الخاصة، قدمت له عصيرًا يحتوي على مادة مخدّرة، ثم التحقت بها مجموعة من أقاربها، بينهم شقيقاها: "م. م."، 25 سنة، "ب. م."، 19 سنة، اصطحبوه إلى قريتهم بإحدى قرى محافظة الجيزة، وهناك التقى باقي المتهمين، وهم: والدها، "ش. ن."، 30 سنة (أحد الأقارب)، "رجب. ن."، 25 سنة (قريب آخر).
وبحسب ما كشفته التحقيقات، قام الجناة بتوثيق الضحية من اليدين والقدمين، ووضعوا شريطًا لاصقًا على فمه لمنعه من الاستغاثة، ثم سرقوا منه مبلغ 10 آلاف جنيه، وبعد تنفيذ جريمتهم، تخلصوا من الجثة بإلقائها داخل سيارته، وتركها في منطقة صحراوية تابعة لمركز الواسطى، قبل أن يلوذوا بالفرار.
إجراءات التحقيق والضبط
تحت إشراف المستشار أحمد عطية، المحامي العام الأول لنيابات بني سويف، تم تحديد هوية المتهمين الستة، وضبطهم جميعًا خلال 24 ساعة فقط من وقت العثور على الجثة. وأمرت النيابة بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، واستدعاء الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان أسباب الوفاة الدقيقة، فضلًا عن التحفّظ على السيارة وأدوات الجريمة، بما في ذلك الحبال والشريط اللاصق المستخدم.
وكشفت التحقيقات أن الجريمة نُفذت بدافع السرقة بعد تخطيط مُسبق، ووقعت في إطار استدراج الضحية من محافظة إلى أخرى، وصولًا إلى موقع التخلص منه في صحراء بني سويف.