أسرة واحدة في مواجهة كورونا.. جهود شخصية وعمل دؤوب من مديري المدارس لاستقبال العام الجديد - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 9:38 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسرة واحدة في مواجهة كورونا.. جهود شخصية وعمل دؤوب من مديري المدارس لاستقبال العام الجديد

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 19 أكتوبر 2020 - 11:56 ص | آخر تحديث: الإثنين 19 أكتوبر 2020 - 11:56 ص

فيروس كورونا هو أحد التحديات الحالية الكبيرة التي تواجه الناس خلال هذه الفترة، ومع بداية العام الدراسي كان الأمر يشوبه الكثير من التخوفات حول كيف ستتعامل المدارس مع الظرف الجديد الذي فرض نفسه على الحياة، وضعت وزارة التربية والتعليم التوجيهات والإرشادات المختلفة لكي يسير عليها مديرو المدارس في كافة أنحاء الجمهورية.

 

لكن مصر دائما تختلف في تعاملها مع الأمور، لأن بها نماذج مشرفة من الأشخاص، لا يسعون لكسب شيء ما، إنما يحبون عملهم بشكل متفانٍ، وفي ضوء ذلك نقترب من نموذجين يحاولان السعي في حدود وظيفتهما لدعم النظام الدراسي بكل مجهود.

 

في دلتا مصر وصعيدها، كان الرجلان يستعدان بهمة كبيرة للعام الدرسي الجديد، محمد سيد أحمد هو مدير مدرسة "الصالحية للتعليم الأساسي" في محافظة الشرقية، أكثر من 20 عاما في مجال التربية والتعليم، اشتهر بعمله الجاد داخل المدرسة بنفسه، والقيام بأعمال النظافة وتهيئتها لاستقبال الطلاب.

 

في البداية تحدث محمد لـ "الشروق" عن تفكيره في وباء كورونا وقال: "منذ انتهاء العام الدراسي الماضي، ونحن نضع في ذهننا أن هذا الوباء يشبه الحرب، لذلك يجب أن نكون جميعا يد واحدة، لكي ننتصر عليه ولا ينتصر علينا، خاصة أن المدرسة ستستقبل ما لا يقل عن 800 طالب وهو أمر صعب، ولكن باتباع توجيهات الوزارة قمنا بتوزيع الجداول والحضور لكي نحقق الإرشادات المطلوبة من التباعد الاجتماعي".

 

وأضاف: "نحن نعمل جميعا في المدرسة كأننا يد واحدة، قمنا بتنظيم عمليات النظافة وتجهيز المدرسة، بجهود شخصية قائمة على مبادرات من المدرسين وجميع العاملين بها، لأن المرض لن يصيب فرد ويترك الآخر، بل جميعنا في مركب واحدة تستدعي التكاتف لإنقاذها".

 

لم يحبذ محمد الحديث عن ذاته وعمله الدؤوب في التنظيف والقيام بكثير من أعمال التعقيم بنفسه مع العمال، وقال: "المدير ما هو إلا فرد من أفراد المدرسة يقوم بعمل مثل زملائه، لا فرق بين الجميع، ويجب أن يكون قدوة لمن يعملون معه وللطلاب، فعندما يرى الطالب مديره ينظف أو يرفع القمامة سيتخذه مثلا أعلى له".

 

إلتزم محمد بالقرارات التي صدرت عن وزارة التربية والتعليم، مع مراعاة ظروف المدرسة التي يديرها للتوفيق بين ما هو مطلوب وما هو متاح، وتحقيق مستويات عالية من النضافة والتعقيم، وتوزيع الطلاب على الفصول بحيث لا يزيد كل فصل عن 20 طالبا فقط، وهي إجراءات عامة على كافة المدارس.

 

ومن الشرقية إلى المنيا، تحديدا في مدرسة "الشهيد علي محمد بيه"، وقف مدير مدرستها، أحمد فاروق عبدالقوي، منذ فترة مبكرة قبل بدء الدراسة لفحص ورصد الأشياء التي تحتاجها لاستقبال العام الدراسي الجديد.

 

"من التجهيزات المهمة التي حرصنا على إتمامها قبل بداية العام الدراسي، وضع علامات ذات مسافات تحافظ على التباعد الاجتماعي بين الطلاب أثناء الوقوف في ملعب المدرسة وساحتها، وتجهيز غرفة العزل لاستقبال أي حالة يتم الكشف عنها سواء من الطلاب أو المدرسين"، يقول أحمد عبدالقوي مدير المدرسة.

 

الجهود الشخصية والمبادرات المادية الفردية كانت عنوان العمل داخل المدرسة لسد احتياجاتها من منظفات وأدوات للتعقيم، والتكاتف للعمل كأسرة واحدة داخلها، ويضيف أحمد: "الإنفاق على بيتي الثاني لا يعد أمرا نتفضل به على المدرسة، لأنها جزء من حياتنا، فقد عملت بالتربية والتعليم من بداية عام 1992، وقضيت عمري متنقلا بين التلاميذ وبناء علاقات جيدة معهم، ونحب أن نكون قدوة لهم داخل المدرسة، ولا أذكر هذه الأعمال طلبا لشيء أو افتخارا بل ليحتذي زملاءنا في العمل بما نقدمه".

 

وأكد أن ما يفعله من عمل يدوي داخل المدرسة، هو وزملاؤه، قد تعلموه ممن سبقوهم في المجال التعليمي، فهي راية يتسلمها جيل بعد آخر، فتعلم زراعة وروي زهور المدرسة وأشجارها بنفسه كل صباح منذ بداية عمله.

 

وأضاف: "كل ما نقوم به حبا في العمل والبلد التي عشنا وكبرنا في خيرها، ويجب أن ندعمها في وقت الأزمات والشدة، ووباء كورونا هو أزمة كبرى نواجهها جميعا، لذلك لا نفكر في أنفسنا بقدر ما نفكر في الصالح العام للدولة ككل".

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك