مذكرات يهودي مصري- لـ ألبير آريه.. وثيقة تاريخية ترصد فصول اجتماعية وسياسية هامة - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:07 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مذكرات يهودي مصري- لـ ألبير آريه.. وثيقة تاريخية ترصد فصول اجتماعية وسياسية هامة

أسماء سعد
نشر في: الإثنين 20 مارس 2023 - 1:53 م | آخر تحديث: الإثنين 20 مارس 2023 - 2:53 م

• منى أنيس: آريه قدم دروسا مفيدة في تاريخ مصر طوال 91 عاما
• آلان جريش: كتاب رائع يساهم في الحفاظ على تاريخ كامل
• محمد أبو الغار: مضمون الكتاب يبرهن على وطنية آريه وعشقه لمصر
• سامي ألبير: أهمية مذكرات والدي تكمن في مقدار حياديتها

نظمت "دار الشروق"، حفل إطلاق ومناقشة كتاب «مذكرات يهودي مصري» لـ ألبير آريِّه، الصادر عنها حديثا، أمس الأحد، وذلك بمبنى قنصلية في وسط البلد، حيث إشادات توالت بالمضمون الثري للكتاب، واعتباره وثيقة تاريخية شديدة الأهمية، ارتبطت بفصول ممتدة من التاريخ المصري.

أدار اللقاء الدكتور محمد أبو الغار الطبيب والمفكر السياسي، وتحدث عن الكتاب كلا من الكاتبة والناقدة منى أنيس محررة الكتاب، والكاتب الصحفي الفرنسي آلان جريش، سامي ألبير آريه ممثل الأسرة.

جاء ذلك بحضور ومشاركة كل من إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق، وأحمد بدير مدير عام دار الشروق، وأميرة أبو المجد العضو المنتدب بدار الشروق، وزياد بهاء الدين نائب رئيس وزراء مصر الأسبق، والدكتورعماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، والروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد، والروائي نعيم صبري، والكاتب الروائي أحمد القرملاوي، والدكتورة مي التلمساني، والدكتور إيمان يحيي، والروائي المستشار أشرف العشماوي، والناشرة كرم يوسف، والكاتب الصحفي سيد محمود، والناشر شريف بكر مدير دار العربي، وماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية في مصر ، والباحث والكاتب نبيل عبدالفتاح، والكاتب أحمد سمير، وسهير شفيق زوجه آريه ونجلها هاني ألبير.

قال الدكتور محمد أبو الغار الطبيب والمفكر السياسي، إن علاقته بألبير آريه امتدت لـ18 عاما، وتوطدت تلك العلاقة على مدار سنوات طويلة، وخلال تلك الفترة تأكد من أن آريه شخصية مصرية لها قدر كبير من الأهمية، فكان إنسان غير عادي نادر الوجود، هو مصري صميم ووطني يحب مصر ويعشقها وتشعر أن الوطن بأكمله داخله وليس العكس.

وأضاف أن "آريه" لم يتخل عن مصريته قط، لدرجة أنه وهو مسجون رفض الحصول على حريته من خلال التخلي عن مصر وتركها، وقضى 3 سنوات إضافية في السجن لتمسكه بالجنسية المصرية، وكان لديه ارتباط قوي وشديد بمصر، كان لديه اهتمام خاص بأن تصبح أحوالها في أفضل وأحسن حال، كان يريد للمصريين تعليم وعمل ومعيشة أفضل، فأفكاره كلها كانت إنسانية بالدرجة الأولى، لم يكن يريد أن يصبح زعيم أو رئيس أو قائد لجماعة أو مجموعة، كان هدفه الوحيد أن تصبح مصر أفضل.

وتابع: كان "آريه" رجل واسع الثقافة وموسوعي، يعرف الثقافة المصرية والعالمية، يتحدث في كل شيء بطلاقة، وكان شديد التسامح، ولكنه لم يتسامح مع من كانوا يقهرون الناس ويظلمونهم، وكان يؤمن على الدوام بأن "الدين لله والوطن للجميع"، قبل أن يختتم قائلا: "هناك جهد يجب الإشارة إليه لمحررة الكتاب منى أنيس، التي عملت على تحريره بطريقة فنية جعلت منه كتاب قيم ومقروء ويسهل ترجمته، فهي صحفية قديرة وناقدة وكاتبة قديرة".

وقالت الكاتبة الصحفية منى أنيس محررة كتاب "ألبير آريه"، إنها بذلت أقصى جهد لديها لكي يخرج الكتاب بالشكل اللائق الذي نال إعجاب القراء،وأن أية حفاوة وترحاب غلف الكتاب، يعود إلى "ألبير آريه" نفسه وشخصيته وحياته الغنية، فهو صاحب الفضل الكبير في نجاح الكتاب، وأن هذا المؤلف يغطي فترة غنية للغاية من تاريخ البلاد الاجتماعي والسياسي، تبدأ من الثلاثينات وتنتهي 2021، أي ما يقارب 91 عاما من تاريخ مصر.

وأفادت بأن "آريه" قد بدأ الكتاب بالحديث منذ فترة مولده، التي وإن لم يكن واعيا لها بشكل كامل، إلا أنه تناولها بشكل لافت، أين مولده وطبيعة عائلته ومن أين جاءت، لذا فإن الكتاب أشبه مايكون بـ"درس في تاريخ مصر"، وقد تعلمت من الكتاب أن يكون لي نظرة خاصة للأشياء.

وأوضحت أنيس أن أسرة ألبير آريه، قامت بمجهود كبير في الإنصات للتسجيلات الصوتيه التي تركها "آريه" وتدقيقها وترتيبها، وإضافة الكثير من الشروح للسياق، حيث تضمنت عملية إعادة الكتاب إعادة ترتيب المخطوط لأجزاء وفصول، تنقيح اللغة وتخليصها من العامية، وبعدها عملية تدقيق وتصحيح نحوي، ضمن عديد المراحل التي أسفرت في النهاية عن المنتج النهائي في شكل كتاب من 4 أجزاء يضم 17 فصلا.

أعربت بعدها عن سعادتها بالكتاب الذي اعتبرته "هدية" لذكرى صديق عزيز تعلمت على يديه، وأنها اختارت بشكل مقصود ومتعمد ألا تضع إسمها على الغلاف الخارجي، ليكون إسم "ألبير آريه" متفردا بالظهور على غلاف الكتاب، وأنه ضم مجهود جماعي لي وللأسرة ولكن يظل الدور الأكبر هو لـ"ألبير آريه" ذاته.

بعدها قال الصحفي الفرنسي آلان جريش، رئيس تحرير صحيفة لوموند ديبلوماتيك السابق، إن "مذكرات ألبير آريه"، هي كتاب رائع يساهم في الحفاظ على تاريخ كامل، يتعلق بمصر والناس والمؤلف، ويسلط الضوء على دور المصريين اليهوديين في المجتمع والحركات السياسية.

واعتبر أن الكتاب سلط الضوء على الكثير من المحطات الهامة المتعلقة بدور الشيوعية، وأجواء موافقة الاتحاد السوفيتي على تقسيم فلسطين، والكثير من التفاعلات الخاصة بما يدور حول مصر، وأيضا مايدور بداخلها، حيث وجود حركات شعبية قوية وفعالة، وحدها جميعا هدف إنهاء الاحتلال البريطاني، ولكن تعددت إسهاماتهم، مابين حركات من الفلاحين للإصلاح الزراعي، وحركات عمالية وشبابية ونسائية تسعى لانتزاع حقها في التصويت والانتخابات وغيرها.

وكشف عن أن أحد أبرز رسائل كتاب "ألبير آرية"، هو أن الديمرقراطية والتعددية والكفاح من أجلهما مسألة شديدة الأهمية للتطور السياسي، وأنه انطلق في الإشارة إلى ذلك من أحداث وقعت في مصر تعلقت بالفترة الناصرية، وامتدت أيضا لتفاعلات جرت في مواقف تبناها الاتحاد السوفيتي، وكان من الظاهر حينها أن أزمة الحركة الشيوعية في مصر بل فى العالم، أن القرار لم يكن بيدهم بل في يد الاتحاد السوفيتي.

وأشار إلى أن الكتاب في جزء كبير منه كان يخص فترة اعتقال "آريه" والتي بدأت في العام 1953 حينما كان عمره حوالي 23 عاما، وظل في السجن حتى العام 1964 وأن جزءا كبيرا من كتابه يخص ويتعلق بتلك الفترة، ورغم ما كان فيها من صعوبات إلا أنه يشير إلى أنها كانت فترة هامة.

ورأى جريش، أن اليوم الذي نشأت فيه دولة إسرائيل كان معناه التأثير بشكل سلبي على وجود اليهود في الوطن العربي، بسبب الحرب وأجوائها، وأضاف أن إسرائيل هي من حاولت وصم كل من ينتمي لليهودية بأنه صهيوني، رغم الفوارق الكبرى بينهما، وأن أحد أهم الدروس التي أرساها "آريه" في كتابه، هو أنه لايمكن ولا يجب التعامل مع الإنسان كما لو أنه حيوان، نقوم بضربه وتعذيبه وإهانته، لأسباب سياسية أو فكرية، وأن الإنسانية لا يجب أبدا أن تتراجع أمام المواقف السياسية، وإنما هي المسألة الأساسية للكثيرين.

أما سامي آريه، نجل ألبير وممثل عائلته، فقال: إن والده قام بتأريخ جزء هام وممتد من تاريخ مصر، وأنه كان دائم التساؤل والقلق حيال من سيهتم بمذكراته، وكنت أجيب على ذلك بأن مقدار الأهمية التي تحتويها المذكرات، وماتتمتع به من حيادية، سيجعل منها محتوى ومادة مقروئة ومطلوبة، إلا انه لم يكن واثق من ذلك بشكل كامل.

"كتاب والدي، يبرهن على أن يهود مصر في سبيل إثبات وطنيتهم، حاولوا مرارا وتكرارا التأكيد على أنهم ضد كل ماهو إسرائيلي وصهيوني"، هكذا أكد سامي آريه، مضيفا: والدي تعرض للظلم سياسيا في مرات، لأن البعض حسبه على تيارات لم يكن ينتمي لها، وآن الأوان أن نعيد الحسابات وتقييم التاريخ لكي ننصف كل من عشق مصر، ووالدي لم يكن "متمصرا"، فوالدته مولودة في مصر، لم يكن لها جنسية أخرى، وهو أيضا مصري المولد، ولايمكن اختذال المصرية في مدى الدراية الكاملة باللغة العربية فقط.

وأردف بالقول: "اليهودية بالنسبة لوالدي لم تكن ديانة وإنما كانت هوية، وأنه تم ظلمه كثيرا بسبب نعته باليهودية".

وأضاف: "أوجه الشكر إلى آلان جريش، لأنه جاء من فرنسا خصيصا لحضور الندوة وحفل التوقيع"، مشيرا إلى أن علاقتهم قد توطدت كثيرا خلال الأيام الماضية.

وتابع: "كما أوجه الشكر للدكتور محمد أبو الغار"، مؤكدا دوره الهام والمؤثر في المساعدة في نشر الكتاب، لافتا إلى الدور الهام والحيوي التي قامت به منى أنيس في تحريرها للكتاب.

واختتم حديثه بتوجيه الشكر للأستاذة أميرة أبو المجد، والمهندس إبراهيم المعلم، على ترحيبهما بنشر الكتاب.

من جانبها، قامت سهير شفيق، زوجة ألبير أريه، بتوجيه "الشكر والامتنان لجميع الحاضرين"، مضيفة: "البير كان مثقفا جدا وشغوفا بالقراءة".

وأضافت: "طوال حياتي معه وخلال 55 عاما كان يقرأ بنهم وانتظام"، موضحة أنه "قرأ الكثير من الكتب حيث بدأ شغفه بالقراءة وهو في العاشرة من عمره، حيث كان يدخر مصروفه لشراء الكتب، وكان حريصا على الحفاظ على الكتب"، واختتمت حديثها قائلة: "ما يشغلني وأفكر فيه الآن أن الكتاب الأهم الذي كان مفترض أن يقرأه ألبير للأسف لم يقرأه".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك