القاهرة: الجولان أرض عربية محتلة.. والرئيس الأمريكى: فكرت طويلا قبل الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة السورية

زعم وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، أمس، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مكلف بمهمة إلهية لإنقاذ الشعب اليهودى، فيما أكد ترامب، أنه فكر مليا بشأن تصريحاته الخاصة بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، والتى قوبلت بموجة رفض عربى ودولى واسعة.
وقال بومبيو فى مقابلة مع شبكة الإذاعات المسيحية «سى بى إن» الأمريكية، إن «الإله يمكن أن يكون قد بعث الرئيس ترامب لإنقاذ الشعب اليهودى»، مشبها ترامب بالملكة أستير التى أقنعت زوجها الملك الفارسى خشايارشا الأول بعدم ذبح اليهود قبل نحو 2500 عام، وفقا لما ورد بالتوراة.
وسئل بومبيو عما إذا كان يعتقد أن ترمب نسخة أخرى من أستير، فرد مبتسما: «كمسيحى، أعتقد بالتأكيد أنه ممكن»، مشيرا إلى أن «إيران تمثل التهديد الأكبر للشعب اليهودى فى العصر الحالى».
وقال ترامب فى مقابلة مع قناة «فوكس بيزنس» الأمريكية: «فكرت فى القيام بذلك فترة طويلة، لقد كان قرارا صعبا لجميع رؤساء الولايات المتحدة، ولم يتخذه أى منهم».
وأضاف ترامب أن «القرار يشبه قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لم يستطع رئيس فعل ذلك ولكنى تمكنت من تحقيقه»، نافيا أن يكون الأمر له علاقة بانتخابات الكنيست الإسرائيلى المقررة فى 9 إبريل المقبل لإعادة انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
وتوالت، أمس، ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بتصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمى فى وزارة الخارجية السورية قوله إن «هذا الموقف الأمريكى يعبر بكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية»، مشددا على أن تصريحات ترامب «لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا».
وفى القاهرة، أكدت وزارة الخارجية فى بيان على موقفها الثابت باعتبار الجولان السورية أرضا عربية محتلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية، مشددة على ضرورة احترام المجتمع الدولى لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن أى اعتراف أمريكى بسيادة إسرائيل على الجولان سيمثل ردة خطيرة فى موقف واشنطن من الصراع العربى الإسرائيلى.
وأكدت الأمم المتحدة أنها «ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة» التى تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولى، كما أكدت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبى، مايا كوسيانتشيش، أن موقف الاتحاد الأوروبى لم يتغير. فهو لا يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان.