مدرسة «ويصا واصف» للإبداع الفطري على النسيج.. قيمة فنية مهددة بالاندثار - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:44 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مدرسة «ويصا واصف» للإبداع الفطري على النسيج.. قيمة فنية مهددة بالاندثار

إيمان عثمان
نشر في: الأربعاء 22 يونيو 2022 - 5:32 م | آخر تحديث: الأربعاء 22 يونيو 2022 - 5:32 م

"قطع فنية متميزة ونادرة، مصنوعة من المنسوجات الصوفية والقطنية، تعكس مشوارا ممتدا من الإبداع التلقائي لمجموعة من الفنانين الفطريين على النسيج"، نقلها ووثقها معرض جاليري "أوبونتو" في منطقة الزمالك، الذي أعاد التذكير بالتجربة المصرية الفريدة لمركز "رمسيس ويصا واصف" القائم على الإبداع على النسيج، دون تصاميم أو رسومات مسبقة.

امتد المعرض لمدة 4 أيام انتهت في 21 يونيو الجاري، شهد خلاله عرض مجموعات فنية نادرة ما بين المنسوجات الصوفية والقطنية، وهي القطع التي لم تتقيد بشكل أو نمط واحد، أو قوالب بصرية محددة، وبالنظر إلى اسم صاحب المركز "رمسيس ويصا واصف"، فهو ابن لأب يعمل في السياسة، هو السياسي الكبير والنائب الوفدي المخضرم "ويصا واصف"، الذي كان محبا للفنون.

درس "ويصا" الابن في فرنسا، وتأثر كثيرا بالمنهج التجريبي في الفن، وهو ما كان له أكبر الأثر عليه عند عودته، ودفعه لخوض تجربته الفريدة التي أسس خلالها مركز الفنون المحلية في قرية الحرانية بمحافظة الجيزة.

ويعد رمسيس ويصا واصف، من أبرز فنانى معماريى القرن العشرين في مصر، آمن بأن الحرفة فن وأن الحرفي فنان، وأكد على ذلك تجربته العملية في مدرسته للنسيج بقرية الحرانية، التي أرسى قواعدها في أربعينيات القرن الماضي، وبدأ الجيل الأول من فناني هذه المدرسة في الخمسينات 1952 إلى 1962 تحديدا، وضم 15 ولدا وبنتا في عمر الـ11، بدأوا بأعمال الصوف والفخار والقطن والباتيك، ومن أسماء هؤلاء الفنانين: تحية علي، وكريمة علي، وزينب شيحة، وسميحة أحمد، وجارية محمود، ومحمد موسى، وعاشور مصلحي، وشحاتة حمزة، وفوزي موسى، وعطيات سليم، وعلي سليم، ولطفية شعبان.

واعتمدت جوهر فلسفة رمسيس منذ البداية على حرية التعبير الفطرية، فاتجه إلى ذهن الطفل وصفحة ذاكرته البيضاء التي تمنحه حرية الإبداع دون تنميط أو توجيه ولو حتى من فنانين آخرين.

"لم أصطحب أبداً النساجين الأطفال إلى قاعة فن أو متحف"، بهذه الكلمات أوضح فنان النسيج علي سليم، أن رمسيس كان يصحبه إلى الصحراء ليرى الجمل، حيث كان طفلاً في بيئة ريفية لا تعرف الصحراء، وكان يذهب معه للصحراء (طريق مصر- إسكندرية) في أوقات مختلفة، ليجعله يرى الشروق والغروب ودرجات الألوان واختلاف المشاهد.

وأشار، في تصريحات لـ"الشروق"، إلى أنه كان يفعل ذلك مع الجميع، مؤكدا أنه عمل على ترسخ علاقتهم بالطبيعة وملاحظة جمال الطبيعة والتواصل مع هذا الجمال حتى احتفظوا به في ذاكرة أناملهم و أرواحهم.

وفي سياق متصل، قال إكرام نصحي، مدير وراعي المؤسسة، "بدأ الجيل الثاني منذ عام 1972 إلى عام 1985 تقريباً، وهي الأعوام الأولى للتدريب وتعلم التقنية وإجادتها تماماً. خصوصاً وأن جوهر الفكرة لدى رمسيس هي تلقائية الطفل الفنان وحريته في التعبير عن خياله بدون رسم أو تصميم"، مشيرا إلى أن ذلك من أجل ألا تتحول التقنية مع الوقت لنظام رتيب وخال من الإبداع المتجدد.

وأضاف، في تصريحات لـ"الشروق": "كانوا 10 يعملون بالصوف مع زوجتي سوزان ويصا واصف، و12 يعملون بالقطن مع (يوانا) الابنة الأخرى لرمسيس، وتتراوح أعمارهم الآن بين 60 : 74 عاما، ومن أسمائهم أيضا: (في الصوف) محروس عبده وبسيمة محمد وتحية إبراهيم ومنى سليم ونجلاء فاروق وصابرة أبو السعود ونجاح سيد ورضا أحمد ونادية محمد وثريا حسن، و(في القطن) سعيد شعبان ومحمد عاشور وعبدالشافي شعبان وجيهان رزق وحلاوة محمد وحربية علي وصباح إبراهيم وهانم عبدالحي ورضا عبدالحي ونادية رزق وممدوح علي".

وتابع: "حين بدأت الفكرة في منتصف القرن الماضي كانت القرية التي اختارها المؤسس (واصف) هي الحرانية لخلوها من مظاهر الحياة المادية والمصنعة، حيث لم تمتلك القرية حينها تليفزيون واحد وحتى أجهزة الراديو كانت نادرة، ولم يكن من بين سكانها من يستطيع صناعة سلة من الخوص".

وأوضح أنهم كانوا يعتمدون على الزراعة فقط، لافتا إلى أن القرية كانت خالية من أي نشاط حرفي ولذلك كانت أرض صالحة لزراعة فكرة رمسيس الجديدة وكان رهانه على طاقة الإبداع الفطري الموجودة داخل كل إنسان، حتى لو لم يكن يعلم عن وجودها بداخله.

وأكمل: "تستخدم المدرسة خيوط الغنم البلدي ويصبغون بأنفسهم فيما يشبه الطقس الاحتفالي سنوياً من ألوان الطبيعة التي يزرعون بعضها بحديقة المركز، وهي (النيلة والفوة والرزداليتيولا) للحصول على الألوان الأساسية الأزرق والأحمر والأصفر"، مؤكدا أنه عندما بدأت التجربة في بداياتها كانت القرية لا تزال موجودة، وكانت مختلفة عما نراه الآن، موضحا أن المجتمع في القرية كان مختلف لم تكن في الحرانية مدرسة حتى.

أما عن خطة المؤسسة تجاه مستقبلها، قال، لـ"الشروق": "اليوم نحن مؤسسة عمرها 70 عاما، ووصلت شهرة المدرسة آفاق العالم واستوعب المتلقى نسيج هؤلاء الفنانين الفطريين، لا أقول إن مدرسة (ويصا واصف) ستنتهي لأننا نعمل على تطوير المتحف لدينا وسيتم افتتاحه قريباً بحيث سيضم المجموعة الدائمة، وهي أشغال كل نساج منذ بدايته وحتى النهاية، كما أننا نملك الجاليري الذي تعرض فيه الأعمال فور اكتماله".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك