نظم متحف رشيد بمحافظة البحيرة، مهرجان «رشيد.. الأسطورة الواقعية 2»، وذلك في إطار احتفاله بالذكرى الـ62، التي وافقت يوم 19 سبتمبر، وكذلك احتفالات محافظة البحيرة بعيدها القومي والذي يواكب انتصار أهالي رشيد على الحملة الإنجليزية 1807م وحفاظا على دور المتحف في تقديم مهامه ورسالته.
وقال مدير متحف رشيد الدكتور سعيد رخا، إن مدينة رشيد تمثل متحفًا مفتوحًا للعمارة الإسلامية وتضم مجموعة متميزة من المنازل والمساجد التي ترجع إلى القرنين 18، و19م، كما تضم قلعة قايتباي الشهيرة التي عثر فيها على حجر رشيد.
وأضاف «رخـا»، لـ«الشـروق»، أن الفترة من 1 أغسطس تم عمل برنامج ليشمل الأنشطة والفعاليات وورش العمل والتي بدورها تهدف إلى معرفة مدينة رشيد التاريخية والتراثية، من خلال رسومات الرحالة وأعادة افتتاحه مرة أخرى بأيادى فنانين من شباب «أبناء المدينة ومحبين المتحف»، مؤكدا أن المتحف متوقف أمام الزائرين من فترة صغيره بتوجيهات من الوزارة، وذلك لبدء العمل فى عملية ترميمه واستعادة جاذبيته مرة أخرى، مؤكدا أن الانشطة والفعاليات لم تتوقف وتقام فى الحديقة المتحفية.
وأوضح أن مبنى المتحف مستقل عن الحديقة الرئيسية، فعمل الأنشطه والفعاليات به تجرى بشكل تفاعلى وعلى قدم وساق، مضيفا أنه قد شارك أمس فى الاحتفال بالعيد القومي بالمحافظة والذكرى الـ62 للمتحف عدد كبير من الهيئات والمؤسسات، مثل «جامعة الاسكندرية، والعالي للسياحة والفنادق والذي تم عمله في معرض ضخم شمل أعمال الطلبة في المعهد، من خلال تقديم الأعمال اليدوية وروسومات زيتية عديدة وكانت مبهرة بشكل كبير، إلى جانب عمل بورتريهات من الشخصيات المؤثرة في المجتمع كالرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضح أن متحف رشيد من المؤسسات المهمة فى المدينة، ونجحنا بشكل كبير خلال الفترة الماضية في التواصل مع المجتمع، من ناحية إعطاء الرآى لطلاب القسم التعليمي في المتحف وآراء تضيف إلى المتحف، وتعريفهم بالمقاومة الشعبية ومعرفتهم مدى أهمية ذكرى المتحف، وتجسيد لمعركة رشيد والمقاومة الشعبية والتى كانت مجموعة فقرات هائلة.
ومن جهته، قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، إن متحف رشيد يضم مقتنيات ونماذج تبرز كفاح شعب رشيد والمعارك التي خاضها ضد المُستعمر الفرنسي والإنجليزي، من صور للمعارك وللحياة الأسرية والصناعات الحرفية والشعبية ومخطوطات وأدوات للحياة اليومية ونسخة من حجر رشيد الذي كشف عنه في رشيد عام 1799 ومجموعة من الأسلحة تعود إلى القرنين 18، و19 م، وبعض قطع الآثار الإسلامية المكتشفة برشيد منها عملات إسلامية وأواني فخارية كما يعرض نص المعاهدة الخاصة بجلاء حملة فريزر عن مصر والموقعة من محمد علي باشا.
وعن أهمية مدينة رشيد عبر العصور، أضاف «ريحان»، لـ« الشروق»، أنه في الفترة البيزنطية كان لرشيد دورها كأحد المراكز الدينية وكان حاكم رشيد حين دخول الإسلام هو قرماس أو قزمان، وبعد سقوط حصن بابليون ووصول خبرموت الإمبراطورهرقليوس فى 11 فبراير 641 م تحطمت قوة الحاميات البيزنطية.
وتابع ريحان، أنه في رشيد عقد قرماس الحاكم البيزنطى صلحًا مع عمرو بن العاص وظلت الكنائس كما هي في رشيد وينقل إبراهيم عناني عن إميلينوفي جغرافيته أن اسمها القبطي Raschit ومنه اشتق اسمها العربي رشيد، وفي العصر الإسلامي وبفضل خصائص موقعها الهام قامت بالوظيفة الحربية كثغر من الثغور الإسلامية وينقل عناني عن برشيا أن رشيد الحالية أسست على أطلال المدينة القديمة "بولبتين" التي تعود إلى العصر البطلمي وذلك عام 870م في عهد الخليفة العباسي المتوكل، وكانت المدينة القديمة تمتد على طول شاطئ النيل حتى مسجد أبو مندور.