قال الدكتور ميشيال الشماعي، الكاتب والباحث السياسي اللبناني، إن المشهد في جنوب لبنان لا يزال «خارج إطار المؤسسات الشرعية للدولة»، مشيراً إلى أن العمليات الإسرائيلية الجارية تستهدف قيادات ومستودعات وتحركات تابعة لحزب الله على الأراضي اللبنانية.
وأضاف الشماعي، في مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن هذه العمليات لن تتوقف ما لم تستعد الدولة اللبنانية زمام المبادرة السيادية على كامل أراضيها، موضحاً أن الأمر «لا يتعلق بجنوب نهر الليطاني فحسب، بل بلبنان كله»، مؤكداً أنه «إما أن تكون الدولة دولة بكل ما للكلمة من معنى، أو لا تكون».
وأشار الباحث السياسي إلى أن الواقع الراهن يعكس خللاً عميقاً في توزيع السلطة وممارسة السيادة، ما يجعل الجنوب ساحة مفتوحة للتصعيد وعمليات الاستهداف المتكررة في غياب القرار الوطني الموحد.
وفي سياق متصل، أكد الشماعي أن الذكرى الـ82 لاستقلال لبنان تحمل هذا العام «دلالة خاصة»، لافتاً إلى أنه لم يعد ممكناً استمرار مفهوم «الاستقلال المنقوص» في ظل غياب سلطة الدولة الكاملة على أراضيها. وشدد على أن الأحداث الجارية تبرز الحاجة الملحة إلى استعادة القرار الوطني الموحد وفرض سيادة الدولة كشرط أساسي لوقف التصعيد وإعادة الاستقرار.
وختم الشماعي بالتأكيد على أن المرحلة تتطلب «موقفاً وطنياً جامعاً» يضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار، داعياً مختلف القوى اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية في حماية كيان الدولة وتعزيز مؤسساتها الشرعية، باعتبارها «الضامن الوحيد لأمن واستقرار لبنان في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية».