حذّرت دول مجلس التعاون الخليجي الستة، اليوم الإثنين، من "تداعيات كارثية" على الأمن الإقليمي والدولي في حال استمرار التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، داعية إلى ضبط النفس وتغليب الدبلوماسية، وذلك خلال جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، في أعقاب الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران.
وفي كلمة ألقاها باسم دول المجلس، قال السفير طلال سليمان الفصام، المندوب الدائم لدولة الكويت لدى المنظمات الدولية في فيينا، إن دول الخليج تتابع "بقلق بالغ" التطورات المتسارعة، محذرًا من أن اتساع نطاق النزاع قد يقود إلى "عواقب كارثية" تتجاوز حدود المنطقة.
وأوضح الفصام أنن الكلمة تعبّر عن موقف مشترك لكل من: دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، دولة قطر، مملكة البحرين، سلطنة عمان، ودولة الكويت، مشددًا على أن الهجمات ضد المنشآت النووية تمثّل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة والنظام الدولي لمنع الانتشار النووي.
** تحذيرات مكرّرة ودعوات للمسؤولية الدولية
البيان الخليجي أشار إلى موقف مماثل صدر عن المجموعة العربية خلال جلسة استثنائية في 16 يونيو، عبّر فيه ممثلو الدول العربية عن قلقهم من التصعيد الأخير في الملف الإيراني، مؤكدين أن استمرار المواجهات المسلحة في محيط المنشآت النووية "يعرقل جهود السلام ويقوّض فرص التهدئة".
كما دعت دول مجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى تحمّل مسؤولياته والتحرك لمعالجة الأزمات المتفاقمة التي تهدد الاستقرار العالمي، وطالب السفير الفصام الوكالة بمواصلة تقديم إحاطات منتظمة للدول الأعضاء بشأن أي تغيّرات في مستويات الإشعاع في المنطقة، في خطوة تهدف لتعزيز الشفافية وبناء الثقة في النظام الدولي للأمن النووي.
** خلفية الأزمة: منشآت نووية تحت النار
جاءت هذه التصريحات في ظل توتر متصاعد عقب تقارير عن هجمات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، من بينها فوردو ونطنز وأصفهان، في أعقاب ضربات إسرائيلية سابقة. وتخشى عواصم خليجية أن يؤدي هذا المسار إلى انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة ذات أبعاد نووية، خصوصًا في ظل اتهامات متبادلة بين إيران والوكالة بشأن الالتزام باتفاقيات الضمانات.
** دعوة للحوار ورفض للغة السلاح
وأكدت دول مجلس التعاون في ختام بيانها أنها ستواصل العمل من أجل خفض التصعيد، والدفع نحو الحوار باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الخلافات. وجاء في الكلمة أن "تجارب التاريخ تؤكد أن الحروب لا تحسم النزاعات، بل تعمّق المآسي"، مشيرة إلى التزام دول المجلس بمبادئ السلام وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية.
واختتم السفير الكويتي مداخلته بدعوة إلى "وقفة دولية مسؤولة قبل فوات الأوان"، مؤكداً دعم الخليج للجهود الدولية الرامية إلى منع الانزلاق إلى صراع مفتوح في واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم.