قال مسئول دفاعي أمريكي، اليوم الأحد، إن مسلحين مجهولون احتجزوا ناقلة تدعى "سنترال بارك" في خليج عدن.
وأضاف بحسب وكالة "رويترز": "القوات الأمريكية وقوات التحالف موجودة في المنطقة المجاورة، ونراقب الوضع عن كثب".
ووفقا للوكالة، قالت شركة زودياك ماريتايم التي تدير الناقلة، في بيان، إن سنترال بارك التي تحمل شحنة كاملة من حمض الفوسفوريك (يستخدم غالبا في الأسمدة)، يشتبه تعرضها لحادث قرصنة أثناء عبور المياه الدولية، على بعد حوالي 54 ميلا بحريا قبالة سواحل الصومال.
وأضاف البيان: "أولويتنا هي سلامة طاقمنا المكون من 22 فردًا على متن السفينة، والسفينة التي يقودها قبطان تركي بها طاقم متعدد الجنسيات يتكون من روس وفيتناميين وبلغاريين وهنود وجورجيين وفلبينيين".
وبحسب "رويترز"، فسنترال بارك التي ترفع العلم الليبيري بنيت في عام 2015 وهي مملوكة لشركة Clumvez Shipping Inc، هي ناقلة كيماويات صغيرة بسعة (19.998 طن متري)، تديرها شركة زودياك ماريتايم المحدودة وهي شركة دولية لإدارة السفن مقرها لندن مملوكة لعائلة عوفر الإسرائيلية.
ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، فرغم أن شركة زودياك ماريتايم ومقرها لندن التي تدير الناقلة، أوضحت أن سنترال بارك مملوكة لشركة Clumvez Shipping Inc، لكن سجلات الشركات البريطانية ربطت ملكية الأخيرة بشكل مباشر بزودياك ماريتايم، كونها جزءًا من مجموعة زودياك التابعة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، حيث أدرجت السجلات مديرين لشركة Clumvez Shipping (سابق وحالي) يحملان الاسم الأخير عوفر، أحدهما دانييل جاي عوفر، وهو أيضًا مدير في زودياك ماريتايم.
وإيال عوفر هو الآخر الأكبر للملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر، أبناء قطب الشحن الإسرائيلي سامي عوفر، الذي توفي عام 2011، وكان في يوم من الأيام أغنى رجل في إسرائيل.
وتقدر "فوربس"، ثروة إيال بحوالي 20.2 مليار دولار، وتضعه بالمركز الـ88 في قائمة أثرياء العالم.
- أسوشيتد برس: لم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم
وبحسب أسوشيتد برس، فلم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم، وتسيطر على مدينة عدن القريبة قوات متحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
ومن الناحية النظرية، يقع هذا الجزء من خليج عدن تحت سيطرة تلك القوات، وهو بعيد إلى حد ما عن الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في البلاد، ومن غير المعروف أيضًا أن القراصنة الصوماليون يعملون في تلك المنطقة.
وبالرغم من أن جماعة الحوثي سبق وتوعدت أكثر من مرة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية "نصرة لقطاع غزة"، داعية الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن، إلا أنه لم يصدر تعليق فوري من المسئولين الحوثيين.
وكانت جماعة الحوثي، استولت في 19 نوفمبر الجاري على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، واقتادتها إلى الساحل اليمني.
ووفقا لـ"أسوشيتد برس"، قالت شركة الاستخبارات الخاصة "أمبري"، إنه يبدو أن القوات البحرية الأمريكية منخرطة في الوضع وطلبت من السفن الابتعاد عن المنطقة.
وكانت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة التابعة للجيش البريطاني UKMTO، والتي تقدم تحذيرات للبحارة في الشرق الأوسط، قد أصدرت في وقت سابق تحذيرًا للبحارة من أن زورقين باللونين الأسود والأبيض يحملان 8 أشخاص يرتدون ملابس عسكرية شوهدوا في المنطقة.
وفي تحذير آخر، قالت إن حركة الاتصالات اللاسلكية تشير إلى وقوع هجوم محتمل، وقبل أن تؤكد عملية الاستيلاء.
وحددت UKMTO موقع الناقلة على بعد أكثر من 60 كيلومترًا جنوب ساحل اليمن، وحوالي 80 كيلومترًا شرق جيبوتي، وحوالي 110 كيلوأمتار شمال شرق الصومال في خليج عدن، وهو طريق شحن رئيسي.
وتأتي عملية الاستيلاء على "سنترال بارك" بعد أن تعرضت سفينة الحاويات CMA CGM Symi المملوكة للملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر لهجوم بطائرة مسيرة ملغومة يشتبه أنها إيرانية، الجمعة في المحيط الهندي.
وبحسب "أسوشيتد برس" فإن كل من "سيمي" و"سنترال بارك" تصرفتا خلال الأيام الماضية كما لو كانا يواجهان تهديدًا، حيث أوقفت الناقلتان تشغيل نظام تحديد الهوية الآلي (AIS)، وفقًا لبيانات موقع MarineTraffic.com، ومن المفترض أن تبقي السفن هذا النظام نشطًا لأسباب تتعلق بالسلامة، لكن أطقم العمل توقف تشغيله إذا بدا أنهم قد يكونون مستهدفين.
وفي حالة "سنترال بارك"، كانت آخر إشارة للسفينة قبل 4 أيام، بعد مغادرتها قناة السويس متجهة جنوبًا إلى البحر الأحمر.
وفي عام 2021، تعرضت ناقلة النفط "أم / تي ميرسر ستريت" التي تشغلها شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر ومقرها لندن، إلى هجوم قبالة سلطنة عُمان؛ مما أدى إلى مقتل اثنين من أفراد طاقمها.