«جسر الديجيتال».. محاولة تحرير الصديق المتحول إلى «ملف» داخل الكمبيوتر - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 12:07 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«جسر الديجيتال».. محاولة تحرير الصديق المتحول إلى «ملف» داخل الكمبيوتر

 شيماء الشبراوى:
نشر في: السبت 30 نوفمبر 2019 - 4:27 ص | آخر تحديث: السبت 30 نوفمبر 2019 - 4:27 ص

ميشيل حنا: تشغلنى فكرة التحول وتصنيف الكتاب تحت مسمى أدب الرعب غير دقيق

«كنا قد قررنا أن نلعب هذه اللعبة المجنونة فى لحظة ملل»، لعبة سحرية اخترعها الإنسان، هى الإنترنت؛ حتى اصبحت عالما قائما موازيا لعالمنا الواقعى. وبين هذا وذاك، يتم استحضار الغرائبية باعتبارها سمة رئيسية لأدب معاصر جديد، ولد من رحم الثقافة الرقمية. وعندما نتحدث عن الثقافة الرقمية، يجب ألا نغفل جيل الناشئة، ومدى تأثير المستويين الواقعى والرقمى، على حياتهم اليومية، وأفكارهم القيمية. فى رواية «جسر الديجيتال»، الصادرة عن دار الشروق، للكاتب ميشيل حنا، هيثم واصدقاؤه يخوضون رحلة بحث من أجل تحرير الصديق المتحول إلى «ملف» داخل جهاز الكمبيوتر، وأخرى تكشف سر طائر الأحلام المسبب للصرع عن طريق الرسائل الإلكترونية، وقصة الفتى حسونة.. والديدان التى اقتحمت غرفة هيثم بلا منطق! عوالم يحكمها منطق الحلم؛ تستخدم كلا من العلم والتقنية من أجل التعبير عن اللعبة المجنونة لحياتنا هنا والآن.
قال، ميشيل حنا، إن رؤيته للعالم من حوله، يمكن اختزالها فى فكرة التحول التى تعد جسرا بين عالمه الواقعى وعالمه الأدبى؛ حيث يمثل التحول بمفهومه الأدبى والإنسانى هما عاما بالنسبة له. موضحا، أن المراحل العمرية التى يمر بها الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخة، تعد تحولا إنسانيا قاسيا. والأماكن، والشوارع، والقاهرة التاريخية، وعوالم التقنية، والتراث المعمارى، جميعها تأتى داخل تلك الرؤية الأقرب لروح المأساة.
وأضاف، خلال الندوة الثقافية، التى نظمتها دار الشروق، واستضافتها مكتبة مصر الجديدة العامة، بمصر الجديدة، الأحد الماضى، أن «جسر الديجيتال»، بدأت بقصة واحدة، كانت صالحة لأن تتحول إلى متتالية قصصية، أقرب إلى الأزمات التى تقع لمجموعة من الأصدقاء، بشكل متتابع فى ظل منطق قائم على الخيال العلمى والتقنى. وأوضح أن، الكتابة الأدبية للناشئين لم تأتِ بشكل مقصود أو مخطط له، بل إن رحلة الكتابة فى حياته مبنية على مدى تحقق الفرص، تلك التى بدأت من خلال مشاركته بالكتابة فى مجلة أون لاين، والتى استمرت حتى قدم أول كتاب له بعنوان «برسيم دوت كوم»، الصادر عام 2003، وهو عبارة عن قصص ساخرة، عن عالم التكنولوجيا، وأول قصص «سايبر بانك» عربية.
وقال، الكاتب والصحفى، والمدير للندوة، محمد هشام عبية، إن ميشيل حنا، أحد كبار رواد كتابة الكوميكس فى مصر، بالإضافة إلى أنه يعد من رواد الكتابة العلمية المبسطة بشكل معاصر، والتى تخاطب الجمهور العادى، غير المتخصص. وأضاف أن، الساحة الأدبية فيما يخص هذا النوع من أدب الناشئين، ممتلئة بالخواء، وتبنى كتابة كتلك الآن، فى ظل وسائل التواصل الاجتماعى، يعد خطوة مهمة وجريئة، تحديدا لأن تاريخ السرد القائم على المغامرات، والموجه للناشئين أسسه رواد كبار مثل محمود سالم، وأحمد خالد توفيق، ونبيل فاروق.
وقال، حنا، عن تصنيف «جسر الديجيتال» تحت مسمى أدب الرعب، إنه تصنيف غير دقيق. وأوضح أن، «جسر الديجيتال» قائمة على استخدام الدراما كفكرة، والخبرة المستعادة التى تم توظيفها عن طريق حالة من التقمص الوجدانى لطفولته، ودهشته البكر تجاه الأشياء. فى إشارة منه إلى أن تلك الدهشة هى التى ولدت الغرابة من قلب اليومى العادى فى قصص الفتية داخل المتتالية القصصة، كما أطلق عليها. وأضاف، أنه حاول التجديد فى شكل السرد، عبر استخدام خطابات المراسلات الإلكترونية، كل حسب نوع برنامجه، وعالمه الذى فرض شكله على الأحداث.
وأوضح، أن الكتابة استغرقت ثلاث سنوات، والكثير من الوقت لإعادة الكتابة، والتنقيح. وأشار إلى، أن التكنولوجيا فى حالة تغيير دائمة؛ حيث فرضت عليه التركيز على مواكبة تغيير التقنية وارتباطها مع الأحداث والتفاصيل أثناء الكتابة. وزاد، أن الكتابة الأدبية بدون معرفة قائمة على التنوع، تعد كتابة بدون قيمة حقيقية. وذكر أنه، تأثر بكل من الأديب العالمى المصرى «نجيب محفوظ»، والأديب «صنع الله إبراهيم»، غير أن، الكاتب العالمى «كافكا»، يعد كاتبه المفضل.
من جانبه، قال حامد محمد حامد، من مصورى المقابر الأثرية، إن كتابات ميشيل حنا، يوما ما ستصبح مرجعا، وتأريخا لتجربتنا الإنسانية مع الإنترنت. وعلق، حنا، قائلا: «التكنولوجيا تتغلل فى حياتنا بشكل لا إرادى، حتى أننا اصبحنا من الممكن أن نحدد تاريخ وزمن الفيلم السينمائى من خلال نوعية التقنية المستخدمة داخله.
وعن التصوير، قال، إنه لا يعتبر نفسه مصورا جيدا، بينما هو صور الشارع بشكل أرخ فيه للتراث المعمارى، حتى أصبح يمتلك أرشيفا ضخما يضم أكثر من 150 ألف صورة عن أماكن مثل، مصر الجديدة، والعباسية، الضاهر، وسط البلد، الزتون، حدائق القبة، المطرية. وكشف عن رغبته فى ايجاد ناشر يدعم فكرة تأريخ هذا الأرشيف الضخم بصورة واعية وموظفة بشكل سليم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك