بعد الفرار من التجنيد.. سوري مهدد بالترحيل يروي لـ«الشروق» مآساة هروبه إلى تركيا - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:09 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد الفرار من التجنيد.. سوري مهدد بالترحيل يروي لـ«الشروق» مآساة هروبه إلى تركيا

إنجي عبدالوهاب
نشر في: الأربعاء 31 يوليه 2019 - 12:24 م | آخر تحديث: الأربعاء 31 يوليه 2019 - 12:24 م

خوفا من التجنيد الإجباري في ظل الظروف التي تعيشها بلاده سوريا، والتي قد تضطره لرفع السلاح في وجه مواطن سوري آخر، أو بقاءه طوال العمر مجندا جراء الحرب الدائرة في البلاد، فر الطالب الجامعي "مالك عبد المقصود" -كما طلب تسميته- ذو الـ22 عاما، من سوريا مطلع 2019.

لكنه وجد نفسه -عقب رحلة شاقة فر خلالها إلى الأراضي التركية عبر العاصمة الإيرانية طهران- مهددًا بخطر الترحيل إلى إدلب، حيث النزاعات المسلحة والتجنيد الإجباري الذي قرر الفرار منهما قبل شهور؛ جراء توقيف معظم البلديات التركية طلبات الحصول على سند اللجوء القانوني أو ما يعرف بالـ"كيمليك" من جانب، وملاحقة السلطات التركية للسوريين العابرين إلى أراضيها بطرق غير قانونية من جانب آخر.

رحلة فرار هذا الشاب من سوريا إلى تركيا عبرالحدود الإيرانية، والتي تكلفت نحو 1500 دولار، لم تكن باليسيرة، فقد تخللتها دروب من المعاناة رغم اختياره السبيل الآمن للفرار إلى خارج البلاد عبر العاصمة الإيرانية، حيث لا يستلزم عبور السوريين إلى مطار طهران تأشيرة دخول؛ لذا أضحت طهران قبلة الفارين من سوريا صوب الجانب التركي، ونشأت بها تجارة جديدة عبر جماعات مختصة تؤمن عبور الراغبين في الفرار إلى الجانب التركي بشكل غير قانوني عبر طريقين، أحدهما يتكلف 1500 دولار، والآخر يتكلف 1000 دولار فقط لكنه طريق جبلي محاط بمخاطر الاصطدام بقوات الشرطة الحدودية، على حد تعبيره.

ويروي الشاب لـ"الشروق"، تفاضيل تلك الرحلة، قائلا إن مسار الفرار استغرق 9 أيام كاملة، انقسمت خلالها عملية تهريبه إلى الجانب التركي إلى عدة مراحل بدأت برحلة برية استغرقت نحو 8 ساعات قضاها برفقة 70 سوريًا، بينهم أطفال رضع وأسر كاملة بعدما سلك الجميع طريق زراعي على متن حافلتي نقل جماعي تحركتا بهم من مدينة خوي الإيرانية وصولًا إلى قرية حدودية -رفض الشاب ذكر اسمها-، مكتفيا بالقول: "إنها أقرب النقاط الحدودية لإيران مع تركيا".

لدى القرية وجد الجميع سبيلهم برفقة المسئولين عن تأمين رحلتهم إلى منزل مخصص لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين، وعقب 4 أيام أمضاها الجميع داخل المنزل، تسلمتهم صبيحة اليوم التالي سيارات أخرى استكمالًا لخطوات عبورهم إلى الجانب التركي، لتسير بهم على طريق بري استغرقت قرابة الـ4 ساعات.

توقفت الحافلتين قبالة الحائط الحدودي مع تركيا بنحو 200 متر في فجر اليوم التالي، فوجد الجميع سبيلهم للعبور إلى الجانب التركي عبر نفق يبلغ طوله نحو 30 مترًا، وعقب الخروج من النفق وعلى بعد 5 دقائق من السير على الأقدام، وجدوا سيارات نقل جماعية خصصها المهربين لتقلهم بعيدًا عن الحائط الحدودي، واستغرق الأمرة ساعة قبل العودة للسير على الأقدام مجددًا لنحو ساعة أخرى بين الأراضي الزراعية، وصولًا إلى سيارات جديدة بعدما قسمهم مسئولو الرحلة إلى مجموعات، ليسلك كل منهم طريقه طريقه إلى المنزل الذي سيأويه.

وأما المنزل الذي حطت به رحلة هذا الشاب، في اليوم الخامس لدى إحدى القرى داخل الأراضي التركية، فوصفه بـ"الخرابة"، وهناك التقى ورفاق رحلته بـ13 شابا آخرين فارين، بينهم مصري وعراقي وأفارقة، وداخل ذلك المنزل مكنهم مسئول الرحلة من الاتصال بذويهم بغية تحويل المبلغ المتفق عليه إلى حسابه شريطة إتمام الرحلة بنقلهم إلى العاصمة التركية إسطنبول، وهو ما حدث بالفعل عقب 3 أيام، بعدها اصطحبه المهرب إلى محطة البولمان، ومنها إلى إسطنبول بعدما حولت أسرته المبلغ المطلوب إلى حساب المهرب.

يخشى عبد المقصود، على آلاف السوريين الفارين إلى الجانب التركي عبر طرق غير شرعية من مصير الترحيل إلى إدلب، حيث النزاعات والقصف، فرحلة هؤلاء للفرار ليست بالأمر اليسيربكنها محاطة بمخاطر جمة، آملا أن تهتدي السلطات التركية إلى حل لأزمة السوريين الذين لجأوا إليها بشكل غير شرعي بعيدًا عن ترحيلهم إلى إدلب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك