صدر حديثًا عن دار المعارف، ضمن سلسلة "اقرأ" الشهرية، كتاب "مفكرون مصريون وعالميون.. بين الأدب والسياسة" للسفير السيد أمين شلبي.
وجاء على غلاف الكتاب: "هذا الكتاب يقدم لنا نموذجًا من المفكرين العظام، العالميين والمصريين، الذين كان لهم تأثير كبير في الفكر الإنساني بوجه عام، والفكر العربي والمصري بوجه خاص، فالهدف من هذا الكتاب ليس فقط التعريف بهؤلاء المفكرين، بل أيضًا الدعوة لإعمال العقل والاحتكام إلى المنهج النقدي في التعامل مع الأفكار والموروثات الثقافية والدينية، وربطها بسياقاتها التاريخية والسياسية والثقافية، بطريقة نقدية مبسطة تربط بين الفكر الغربي والفكر العربي".
ويتناول الكتاب 88 شخصية أدبية، فكرية، وسياسية من الذين أثّروا في حياة السفير السيد أمين شلبي، ومن الذين عاصرهم، وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام، تحمل عناوين: "نظرات في الفكر العالمي"، "في الفكر المصري المعاصر"، و"مفكرون مصريون".
ويضم الكتاب كتّابًا وأدباء ومفكرين وسياسيين، عالميين ومصريين على حد سواء، ويذكر شلبي ما جعله يكتب عن هؤلاء المؤثرين في الفكر العالمي والمصري، إذ يقول في توطئة الكتاب: "وأنا أجلس في مكتبتي التي تكوّنت عبر 60 عامًا، وقع في يدي العمل الضخم الذي قدمه عام 2008 الناقد ومؤرخ الأدب الأستاذ سامي خشبة، حمل الكتاب مفكرون من عصرنا 1000 صفحة، قدّم فيه فقرات موجزة عن مئات من المفكرين العالميين والمصريين، عن حياتهم وإسهاماتهم الفكرية، جعلني هذا أستدعي أعدادًا من المفكرين العالميين الذين قرأت وتأثرت بهم، وقدّرت قيمتهم الفكرية الدائمة".
الكتاب مكتوب في شكل تأملات للكاتب فيما قرأه، وفيما أثّر فيه، ويركز على الشخصيات الأدبية والدبلوماسية التي كان لها دور في تكوينه الفكري والسياسي.
وتتباين أحجام تلك اللمحات السريعة التي يتناول فيها الكاتب أو المفكر، حيث لا يتعدى بعضها صفحة واحدة، بل ربما في بعض الأحيان أقل، مثل افتتاحية الشخصيات، وهو الكاتب لورانس داريل، الذي استعان الكاتب بلمحة مما كتبه في رباعيته الشهيرة عن الإسكندرية، والتي لم تُكمل الصفحة.
وفي الجزء الخاص بالكاتب البيروفي الشهير ماريو يوسا، لم تتجاوز السطرين، ومثل ذلك العديد من الأمثلة في الكتاب.
ويُعلق الكاتب أحيانًا على بعض النقاط الخاصة بالشخصيات، وفي أوقات أخرى يكتفي بكلمات مقتبسة من أحاديث هؤلاء الكتّاب والمفكرين، أو اقتباسات من أعمالهم.
ويتناول الكتاب في قسم "نظرات في الفكر العالمي" مجموعة من الكتّاب والمفكرين والسياسيين العالميين من جنسيات وقارات مختلفة، ومنهم: "الكاتب جورج أورويل، السياسي والدبلوماسي هنري كيسنجر، نيتشه، تولستوي، ماريو يوسا، أمين معلوف، وغيرهم".
ويتحدث الكاتب عن جورج أورويل من خلال رواياته السياسية التي أسّست لكتابة سياسية روائية رائدة، ويسلط الضوء أيضًا على أورويل كاتب المقالات العظيم، كما وصف الكاتبُ كيسنجر، الدبلوماسي الأمريكي البارز، بـ"ثعلب الدبلوماسية".
ونجد في قسم "في الفكر المصري المعاصر"، شخصيات مثل: "إدوار الخراط، طه حسين، جمال حمدان، نجيب محفوظ، خيري شلبي، بهاء طاهر، بطرس غالي، ثروت عكاشة، وغيرهم".
وضم قسم "مفكرون مصريون" شخصيات: "إبراهيم أصلان، رفاعة الطهطاوي، رجاء النقاش، محمد أبو الغار، صلاح عبد الصبور، وغيرهم".
ولم يخلُ الكتاب من الشخصيات النسائية، فقد ذُكرت الكاتبة الإنجليزية فيرجينيا وولف، ومن المصريات التي ذكرها الكاتب عنايات الزيات، وتحدث عن روايتها الحب والصمت، وأيضًا ذكر الأستاذة سناء البيسي، منوهًا إلى كتابها سيرة الحبايب، وكيف لمس أسلوبها المتدفق السلس في حديثها عن شخصيات مصرية، ومن الشخصيات أيضًا المؤرخة المصرية عفاف لطفي السيد.
وتحدث الكاتب عن الأديب العالمي الحائز على نوبل، قائلًا: "من يتابع فكر نجيب محفوظ الاجتماعي والسياسي عبر أعماله الروائية وتعليقاته، سوف يلحظ أن أهم ما يميز هذا الفكر هو إيمانه ودعوته لقيمتين: العلم والديمقراطية"، كما عرض الكاتب نحو 24 مقولة مختارة من أعمال نجيب محفوظ.