القوة الراديكالية للإنترنت - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القوة الراديكالية للإنترنت

نشر فى : السبت 1 مارس 2014 - 9:15 ص | آخر تحديث : السبت 1 مارس 2014 - 9:15 ص

نشرت جريدة ذا إيكونوميست افتتاحية تتحدث عن قوة الإنترنت فى تمكين الشباب. ففى الخامس والعشرين من يناير تجمع آلاف المصريين فى ميدان التحرير بالقاهرة للاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة لسقوط حسنى مبارك رئيس مصر لثلاثين عاما. وكان المزاج العام يتسم بالابتهاج والفرحة. وعزف الموسيقيون على المنصة. واستمر الحفل جزءا كبيرا من الليل. قبل ثلاث سنوات، أثناء الأيام الأخيرة من حكم مبارك، كان على حشد آخر أن يجتاز الحواجز للوصول إلى الميدان. وساعد احتجاجهم الذى جرى تنظيمه من خلال الفيسبوك على الإطاحة بالحكومة. وكتبت إيميلى باركر، مستشارة الدبلوماسية الرقمية فى مؤسسة أمريكا الجديد، وهى أحد مراكز الأبحاث: «فى بلد كان لابد فيه من الحصول على تصريح كى يجتمع أكثر من خمسة أشخاص، كان عشرات الآلاف من الأفراد يجمِّعون قواهم على شبكة الإنترنت».

•••

أشارت الجريدة إلى رأى باركر بأن مصر تعتبر نموذجا لقوة الإنترنت، على الرغم من أن الأحداث الأخيرة تشير إلى أنها لا يمكن أن تضاهى باستمرار قدرات الدولة عتيقة الطراز على الاعتقال وإخراس الألسن. لقد عاد الجيش، والصحافة تجرى قمعها، والحشود التى كانت تحتفل فى ميدان التحرير هذا العام كانت تبارك حاكما عسكريا هو المشير عبدالفتاح السيسى ولا تعزله. وكان عنوان كتاب باركر الأول هو «الآن أعرف من هم رفاقى». وهى تعتمد على خبرتها كصحفية فى الصين وفيما بعد كبيروقراطية فى وزارة خارجية هيلارى كلينتون فى توضيح كيف منح الإنترنت المزيد من القوة للأفراد. فبدونها تشل حركة المواطنين فى البلدان السلطوية، كونهم عاجزين عن التنظيم، والخوف من الاعتقال، واللا مبالاة الناجمة عن عجزهم عن التغيير. وفى كتابها تربط باركر الصين بشعور العزلة، وروسيا بالخوف، وكوبا باللا مبالاة. ومع ذلك فهى لا تفسر العلاقة بين الحالات العاطفية الثلاث، ولا توضح لماذا ينبغى أن يعانى أى بلد آخر من إحداها وليس ومن الاثنتين الأخريين.

•••

واستطردت الجريدة، فى الصين تنظر باركر إلى الطريقة التى يستخدم بها المواطنون الإنترنت للتغلب على العزل، حيث تتابع اثنين من المدونين وتروى قصص فضائح الصين وانتصاراتها على الإنترنت. وهى تشير إلى الطريقة التى يتحايل بها المدونون على آليات رقابة النظام الحاكم المتطورة وكذلك جانب حرية الإنترنت الأكثر ظلاما مثل التحرش الدائم على الإنترنت لرفيقة سكن. وفى كوبا، حيث نادرا ما يمكن للسكان المحليين الوصول إلى الإنترنت، تدردش مع حفنة من المدونين الذين يكتبون فى المقام الأول للجمهور الأجنبى. وفى روسيا تصادق ألكسى نافالنى، وهو الآن مدون مشهور ذو طموحات سياسية. الكتاب أقوى ما يكون فى الجزء الخاص منه عن الصين، التى أمضت بها باركر سنوات عديدة، حيث تستخلص العلاقة بين الرقابة والرقابة الذاتية وسلطات الدولة المراوغة. وهى فى كوبا سائحة تزور البلاد من حين لآخر وتملؤها البارانويا على نحو يمنعها من الفهم. وفى الوقت الذى تصل فيه باركر إلى روسيا تكون السيادة لشخصيتها. وهى تكافح لتوضيح أنها ليست عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية، وأنها مجرد بيروقراطية طيبة الطبع. وهى تكتب موضحة كيف نظمت جلسة تشفير للمبرمجين الأمريكيين والروس: كانت وظيفتى فى وزارة الخارجية مسئولية على نحو ما». وينتهى الحال بالأصوات من عالم الإنترنت الخفى فى الخلفية.

•••

وفى نهاية الافتتاحية وصفت الجريدة كتاب باركر «الآن أعرف من هم رفاقى» أنه مذكِّر له قيمته بالشبكات الاجتماعية بخلاف الفيسبوك وتويتر. ولأن المدونين الكبار لا تقيدهم قوالب تنسيق الخدمات الكبيرة وعدد حروفها، فهم مازالوا يمارسون نفوذا هائلا. وينجح الكتاب كذلك فى تعريف القراء على برارى الشبكات الصينية والإسبانية والروسية التى لم يستكشفها الناطقون بالإنجليزية. ويقر الكتاب قيمة الشبكة التى لا تطالب باستخدام الأسماء الحقيقية، لكن فى كتاب تضعف حجته الأحداث التى جرت فى مصر والرقابة المتزايدة فى الصين والأعمال القمعية فى روسيا، تكون هذه الدروس قليلة.

التعليقات