حماية النساء من التهديدات الإلكترونية - قضايا المرأة - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حماية النساء من التهديدات الإلكترونية

نشر فى : الأحد 2 أبريل 2017 - 9:35 م | آخر تحديث : الأحد 2 أبريل 2017 - 9:35 م

نشرت مجلة Columbia Journalism Review مقالا لـ«لاورا ثومبسون» ــ الكاتبة بموضوعات الهجرة والعدالة الجنائية ــ حول ما تتعرض له بعض النساء وبخاصة الصحفيات من مضايقات واعتداءات عبر الإنترنت وبشكل خاص من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، وسبل حماية النساء والتصدى لمثل هذه الممارسات.
تستهل الكاتبة المقال بما حدث ببريطانيا، وتحديدا فى يوليو 2013 حينما قامت الشرطة بإغلاق عدد كبير من الصفحات التى تهدد إحدى المواطنات البريطانيات – وتدعى كارولين بيريز ــ الصحفية التى كانت تطالب بوضع صورة المرأة على الأوراق النقدية البريطانية، وعلى أثر ذلك قام الأفراد بوابل من التغريدات مفادها أن هذه الصحفية تحتاج إلى أن تعرف قدرها الحقيقى فى ذلك العالم كامرأة وأن النساء اللواتى يتحدثن كثيرا فى الغالب لابد من اغتصابهن وتكميم أفواههن.
جدير بالذكر، أن ما حدث جاء نتيجة قيام «بيريز» بتدشين حملة عبر موقع Change.org بعد الإعلان عن أن صورة ونستون تشرشل ستحل محل صورة آخر النساء المتبقيات على العملة البريطانية، ما عدا الملكة. لمعارضة ذلك بدأت بيريز بالقول «نحن بحاجة إلى النساء على الأوراق النقدية» وقدمتها إلى بنك انجلترا. وبفضل 35,000 من التهديدات القانونية، أعلن بنك انجلترا أنه ابتداءً من عام 2017 سيطبع صورة المؤلفة جين أوستين على الورقة النقدية من فئة 10 جنيهات.
تحدثت بيريز فى تقريرها إلى منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بأنها تلقت العديد من التهديدات لتشويه أعضائها وشق حلقها وحرق جلدها وقصف بيتها بل وحرقها وهى حية». وخلال فترة وصلت لأربعة أيام استقبلت وابلا من التهديدات على الإنترنت جاء أغلبها عن طريق موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» تكاد تملأ 300 ورقة مطبوعة.
***
تقول «ثومبسون» إنه وفقا للبيانات التى قد تم جمعها من قبل أحد المراكز البحثية البريطانية ــ«ديموس»، فإن الصحفيات يتعرضن للمضايقات والتحرش عبر الإنترنت ثلاثة أضعاف ما يمكن أن يتعرض له أقرانهن من الصحفيين الرجال. خلال استطلاع للرأى بتقرير صدر عام 2014 من قبل المؤسسة الدولية لإعلام المرأة والمعهد الدولى لسلامة الأخبار، توصلوا إلى أن ربع المضايقات الواقعة على الإنترنت كانت من نصيب الصحفيات على وجه التحديد.
جدير بالذكر، أن وقائع مثل هذه الأمور التى تحدث للنساء قد دفعت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية إلى إصدار تقرير خلال فبراير الماضى يركز على مكافحة إساءة استخدام الإنترنت وبخاصة تجاه الصحفيات. فى السياق ذاته صرحت «دونجا ميجاتوفيك» مسئول حرية وسائل الإعلام بالمنظمة «إننا نشهد تهديدات عديدة بالاغتصاب والقتل ضد المهنيين وبخاصة عند قيامهم بالكشف عن الفساد بمجتمعاتهم، هذا ليس متعلقا فقط بكونهم صحفيين ينتقدون الأوضاع حولهم، بل لكونهم إناثا». كما أكدت أنهم الآن يعملون مع الحكومة من أجل التنسيق لوضع الآلية الملائمة التى يمكن من خلالها معالجة ذلك الأمر.
تضيف الكاتبة بأن الاعتداء على الصحفيات عبر الإنترنت يمثل جزءا ضئيلا من قضية كبيرة، فالنساء بشكل عام وليس الصحفيات فقط أصبحن عرضة للإباحية وجميع أنواع المضايقات الجنسية المتواصلة عبر الإنترنت؛ فالإنترنت بات نافذة لبث كراهية هؤلاء المرضى إزاء النساء. وللأسف يأتى جانب كبير من هذه الانتهاكات من قبل أشخاص يعرفن هؤلاء النساء بالفعل، وذلك وفقا لما قالته ثريا شيمالي ــ صحفية مستقلة ساهمت فى إطلاق مشروع بأحد المراكز الإعلامية المتعلقة بالمرأة من أجل رفع درجة الوعى بذلك الموضوع وتقديم الحلول المناسبة للتصدى لما يتعرض له هؤلاء النساء.
***
فيما يتعلق بالمضايقات التى تتعرض لها النساء عبر وسائل التواصل الاجتماعى، فإن المسئولين عن إدارة هذه الوسائل قد اعترفوا بأنه حتى الآن مجهوداتهم فى ذلك الصدد من أجل حماية مستخدميهم لم ترق بعد إلى الشكل المأمول. رغم ذلك تستمر تلك الجهود؛ فمثلا قام تويتر بإطلاق خدمة الحظر أو «البلوك» وزيادة أعداد الفريق القائم على توفير الحماية والأمان للمستخدمين، إضافة إلى وضع قواعد تعمل على منع المستخدمين بإيذاء الآخرين وبخاصة النساء وتحجيم محاولات الانتقام منهم بشكل إباحى، قدر الإمكان، وذلك وفقا لما صرح به المتحدث الرسمى باسم تويتر، والذى أضاف أن تويتر يعمل بشكل مستمر على تطوير قواعده وأسلوب عمله من أجل تقليل احتمالية تعرض مستخدميه وبخاصة النساء لمثل هذه السلوكيات البغيضة. كما أنه ــ تويتر ــ لا يكتفى بجهوده الذاتية فقط، بل يتلقى مقترحات من منظمات أخرى معنية بنفس الأمر وبخاصة تلك المتعلقة بالحقوق المدنية واستعادة السيطرة مرة أخرى على الوسائل التكنولوجية.
لاشك أن هذه المبادرات والجهود تمثل خطوة جيدة بطريق مكافحة هذه الاعتداءات، إلا أنها لا تخلو فى الكثير من الأوقات من الثغرات؛ فمثلا حينما اشتكت إحدى مستخدمات تويتر من تربص أحد المستخدمين بها ومضايقتها، ردت إدارة تويتر بأن ذلك المستخدم لم ينتهك قواعد الموقع وليس عليها سوى حظر تغريداته ولكن مع إرسالها مزيدا من الأمثلة على مضايقاته قام تويتر بتعليق حسابه إلا أن الحساب عاد مرة أخرى خلال أقل من 3 أسابيع فقط.
على نحو آخر تؤكد وكالات الأخبار أنها تسعى جاهدة للتصدى لهذه الاعتداءات بشكل استباقى وبخاصة فى حال تأثير ذلك على موظفيها، وحرصها على سلامة صحفييها وأن ذلك يعد أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لها وأن جميع التهديدات التى ترسل لها من قبل موظفيها (صحفيين ــ مراسلين... إلخ) سواء عن طريق البريد الإلكترونى أو على مواقع التواصل الاجتماعى أو الهاتف تؤخذ على محمل الجد، من أجل أخذ جميع الإجراءات القانونية والتقنية حسب مقتضيات كل حالة.
***
تختتم الكاتبة بالتأكيد على ضرورة التدخل الحكومى وسن القوانين لمكافحة هذه الأمور التى تتعرض لها النساء بشكل حاسم وصارم ولكن فى الوقت نفسه لابد ألا تؤدى إلى تضييق حرية التعبير، ذلك بالطبع أمر صعب تحقيقه وبخاصة على المدى القصير ولكنه ليس بالأمر المستحيل.

النص الأصلى:
https://goo.gl/s7Zq3r