كذبة شرم الشيخ انكشفت مبكرًا - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 1:22 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كذبة شرم الشيخ انكشفت مبكرًا

نشر فى : الأربعاء 2 نوفمبر 2016 - 10:55 م | آخر تحديث : الأربعاء 2 نوفمبر 2016 - 10:55 م

للأسف الشديد لم يرد «آبانا الذى فى المباحث» أن تستمر فرحة المشاركين فى «المؤتمر الوطنى الأول للشباب» فى شرم الشيخ بما صوره لهم خيالهم أنها إنجازات تفوق الإنجازات الوهمية لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى المأسوف عليه الذى استضافته المدينة قبل عام ونصف العام.

فقبل أن يجف مداد التوصيات التى تحدثت عن حرية الإعلام ومهنيته وصدقه المنجى من المهالك ومن عذاب جهنم، فوجئنا وفوجئ العائدون من «عمرة شرم الشيخ» بمنع إذاعة مقابلة مع المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات سابقا بدعوى أن «المستشار القانونى للقناة رأى أن إذاعة هذه الحلقة يضعها تحت طائلة القانون» وكأن الضيف ليس أحد شيوخ القضاة فى مصر وإن ترك المنصة قبل سنوات، فلا يعرف ما يوقع تحت طائلة القانون ولا يوقع.

لا أدرى كيف ينظر من خرج من مؤتمر شرم الشيخ الأخير لكى يتحدث عن آفاق الحرية والحوار والتنوع التى فتحها هذا المؤتمر، لنفسه فى المرآة وهو يقرأ خبر منع إذاعة مقابلة تليفزيونية مع شخص «مغضوب عليه» من السلطة؟.
وقبل أن يجف مداد التوصيات التى تحدثت عن ضرورة استيعاب الشباب وفتح أبواب التعبير عن الرأى أمامهم والمشاركة فى بناء سياسات البلاد باعتبارهم نصف الحاضر وكل المستقبل كما كانوا يقولون لنا فى عهد الحزب الوطنى المنحل، خرجت علينا جامعة عين شمس لتعلن فصل طالبة لمدة عام لأنها شاركت فى مظاهرة ضد تسليم جزيرتى تيران وصنافير إلى السعودية منذ نحو عام.

وقبل أن يجف مداد التوصية الخاصة بتشكيل لجنة للنظر فى ملف آلاف الشباب المحبوس بتهم مطاطة تبدأ بالدعوة إلى التظاهر وتنتهى بالسعى إلى قلب نظام الحكم، وكأن نظام الحكم لدينا «معدول»، انطلقت قوات الشرطة لتضيف إلى هؤلاء الشباب مئات جدد يتم القبض عليهم بتهمة الدعوة إلى التظاهر يوم 11/11 احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية.

لقد تبارى المتحدثون الذين استضافهم المؤتمر فى فنادق شرم الشيخ الفارهة فى الكلام عن الحق فى التعبير السلمى عن الرأى وعن الرغبة فى تعديل قانون التظاهر، وتحدث المسئولون عن حق المواطن فى التعبير عن رأيه، لكن ما أن يصدق مواطن هذا الأمر ويفكر فى التظاهر ليس للمطالبة بتنحى الرئيس ولا حتى بإسقاط الحكومة وإنما للمطالبة بالحق فى «لقمة العيش» التى باتت عزيزة على الكثيرين حتى يتم القبض عليه ليس بتهمة التظاهر وإنما بتهمة الدعوة للتظاهر.

وعندما تشكل الرئاسة لجنة لمراجعة ملفات الشباب المحبوس من أجل العفو عنهم، لا تجد الرئاسة غير صحيفة أعلنت صراحة رفضها لفكرة العفو عن المحبوسين فنشرت فى صحيفة الوطن يوم الأحد 27 سبتمبر 2015 مقالا تحت عنوان «عفو الرئيس.. عفوا أيها العفو» تقول فيه «أيا كانت المبررات، سيدى الرئيس.. تعجبت من قرار العفو عن النشطاء ولم يقبله عقلى، وأبكانى قرار العفو عن الخائنين ورفضه ضميرى».

فهل بعد ذلك يمكننا أن نتصدى لحديث «أهل الشر» و«الذين فى قلبهم مرض» الذين يقولون إن مؤتمر شرم الشيخ للشباب لم يكن إلا كذبة كبيرة جديدة من أكاذيب السلطة وحلقة فى مسلسلها الهابط لترويج الوهم؟

التعليقات