وقودها الناس والمستقبل - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وقودها الناس والمستقبل

نشر فى : الأربعاء 3 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 3 يوليه 2013 - 8:00 ص

أخيرا تستطيع قناة الجزيرة مباشر أن تقسم شاشتها إلى مربعين من جديد، فقد انقسمت مصر بين تحرير واتحادية فى جانب، وجامعة القاهرة فى جانب آخر.

 

المشهد ليس جديدا، فقد شطرنا نظام مبارك إلى تحرير ومصطفى محمود، وقسم مخلوع اليمن بلده إلى ميدانين، ولم يتغير شىء. تنتصر إرادة الشعب حتى لو كانت عكس ما يريد الرئيس وجماعته وقوى الإرهاب باسم الدين والشريعة.

 

اشتباكات فجر أمس فى 6 أكتوبر تشرح ما سنراه فى الساعات المقبلة. الاشتباكات بدأت أمام جامعة 6 أكتوبر، ولم يكن لها أى سبب سوى بداية تحرك الطرفين فى نفس الاتجاه، المؤيدون بدأوا بالخرطوش وطلقات الصوت، ورفض المعارضون مغادرة المكان، على حد وصف شهود عيان لبوابة الأهرام.

 

من يقرأ دعاوى التحريض على صفحات فيس بوك وتويتر طوال الليلة التالية لبيان الجيش، سيعرف أن شركاء الوطن من لوردات الإسلام السياسى لا يعترفون بالوطن، وأنهم يجهزون لمعركة مفتوحة ضد الجميع، حتى الجيش.

 

سيناريو بسيط وناجح ليتحول المصريون من التفكير فى المستقبل إلى وضع خطط حربية لتصفية الخصوم، والانفراد بالمستقبل الذى سيكون بألوان الدم والغباء السياسى.

 

الرئيس الذى تهكم على كل طوائف شعبه فى خطابه الأخير، لم يعد بجانبه سوى جماعته، وفرق إرهاب المعارضة والشعب بشعارات المشروع الإسلامى. هناك فى رابعة ظلوا يهتفون طوال الليل:الشعب يريد تطبيق شرع الله. وهل يطبق المصريون شرعا آخر ولا يعرفون؟

 

الرئيس الذى جمع حوله أحباب شرع الله لا يكذب. لا يقول: أوباما يدعمنى «ويتعامل مع القيادة المنتخبة»، فيضطر البيت الأبيض للتكذيب، «المصريون هم من يقرر مصيرهم، والديمقراطية ليست مجرد انتخابات (وصناديق يعنى) بل ضمان بأن أصوات جميع المصريين مسموعة، وأنهم ممثلون فى العملية السياسية».

 

الرئيس الذى يحكمنا باسم الصناديق والدين لا يلتزم بالمعنى الحقيقى للتعاقد باسم الصناديق، ولا يلتزم بالحد الأدنى من أخلاقيات الدين. «لو كان حقا قد تشرب روح الإسلام الداعى إلى العقل وإتقان العمل لما كنا قد وصلنا إلى الأزمة العميقة التى نعيشها الآن»، فى رأى د. مصطفى كامل السيد، «رئيس يبدأ خطابه يشكر الله الذى هدانا إلى الإسلام ويختمه بالدعوة لينصره الله على القوم الكافرين». هنا يبدأ تقسيم شعبنا الطيب، هنا تنتهى السياسة لتبدأ الحرب على أساس طائفى محض.

 

استنفار عسكرى فى ميادين السويس وفى كل المحافظات.

 

الأمن المركزى يجهز مدرعات ومجموعات قتالية لسرعة التدخل، وعاصفة تضرب محافظات الصعيد برياح الثأر الطازج مع الإخوان، هل عرفنا الآن إلى أين تذهب مصر تحت رايات العشيرة؟.

 

الجماعة دعت أعضاءها للخروج فى ٢٢ مسيرة مساء أمس الثلاثاء. والحاكم الديمقراطى لا يرد على مسيرة معارضيه بمسيرة، بل بحوار وقرارات.

 

الرئيس الذى لا يستمع للشارع بكل أطيافه يقود جماعته إلى عداوة تاريخية مع الشعب الذى سجل رقما قياسيا فى تاريخ الجنس البشرى، وهو يخرج بالملايين فى كل مدينة وقرية منذ الخطاب الكارثى مساء الأربعاء، ليرفض التجارة بالدين والفشل الحكومى وإسقاط مصر الكبيرة لصالح مشروع وهمى، يتمسح بالإسلام، ويدعى النهضة.

 

ستعود الجماعة محظورة مرة أخرى وإلى الأبد، لكن هذه المرة بأمر الشعب، وحكمه، وعبقريته التى ما زالت تدهش القاصى والدانى.

محمد موسى  صحفي مصري