خطة أمريكية لسباق الذكاء الاصطناعى - قضايا المستقبل - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطة أمريكية لسباق الذكاء الاصطناعى

نشر فى : السبت 6 مارس 2021 - 8:05 م | آخر تحديث : السبت 6 مارس 2021 - 8:05 م

نشر موقع Defense One مقالا للكاتبة Megan Lamberth والكاتبMartijn Rasser تناولا فيه التوصيات التى تناولتها لجنة الأمن القومى للذكاء الاصطناعى بالولايات المتحدة لخلق استراتيجية وطنية تكنولوجية شاملة.. نعرض منه ما يلى.

إذا أرادت الولايات المتحدة أن تحافظ على تفوقها على الصين التى تتقدم بسرعة فى مجال الذكاء الاصطناعى، فستكون بحاجة إلى خطة عمل ملموسة وشاملة. قُدمت هذه الخطة فى التقرير النهائى الذى صدر عن لجنة الأمن القومى للذكاء الاصطناعى. هذا التقرير يدور حول أكثر من الذكاء الاصطناعى، فهو البداية لجهد تمُس الحاجة إليه لخلق استراتيجية وطنية تكنولوجية شاملة، وجهد حكومى لحماية القيادة الأمريكية فى المجال التكنولوجى.
أنشأ الكونجرس لجنة الأمن القومى للذكاء الاصطناعى قبل ثلاث سنوات لتحديد كيف يمكن للولايات المتحدة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى لتلبية احتياجات الأمن القومى والدفاع الأمريكى. من المرجح أن تشكل توصيات اللجنة استراتيجية الذكاء الاصطناعى للحكومة الأمريكية فى السنوات القادمة، لا سيما داخل وزارة الدفاع. يوضح التقرير أن تفوق الولايات المتحدة فى الذكاء الاصطناعى ليس مسلَّمًا به، وأنه يجب على الحكومة أن تتصرف بسرعة وفعالية لاستغلال قوة التحول التكنولوجى.
هذا التقرير الذى صدر فى ما يزيد عن 700 صفحة يعد أكثر الوثائق شمولا للقدرات التنافسية فى الذكاء الاصطناعى. يصف النصف الأول من التقرير كيف يمكن للولايات المتحدة أن تتبنى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى لتغيير طريقة الدفاع عن أمريكا، وردع الخصوم، وطريقة استخدام المعلومات الاستخباراتية لفهم العالم، والقتال والانتصار فى الحروب.. من بين عدد لا يحصى من التوصيات، يمكن التركيز على اثنين منهما؛ أولهما الدعوة إلى أن تكون وزارة الدفاع الأمريكية مستعدة لاستخدام الذكاء الاصطناعى بحلول عام 2025، وتحقيق إصلاح شامل لنهج الإدارة فى استخدام الذكاء الاصطناعى الذى يمتد إلى محو الأمية الرقمية وتحسين البنية التحتية لصياغة مفاهيم وعمليات جديدة تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعى.. ولكن الخطر الذى حذر منه أن الجيش الأمريكى قد يفشل فى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى بفاعلية على الرغم مما تتمتع به من قدرات رائدة.
أما التوصية الأخرى، التى تعتبر ذات أهمية، تتعلق بشرعية وسلامة وأخلاقيات الأسلحة ذاتية التشغيل التى تعمل بالذكاء الاصطناعى. استنتجت لجنة الأمن القومى للذكاء الاصطناعى أن مثل هذه الأسلحة كانت ولازالت يمكن استخدامها وفقا للقانون الإنسانى الدولى، وأن وزارة الدفاع بإمكانها التأكد من تطبيق ذلك. ومن ثم اللجنة لا تدعم حظرا دوليا لتلك الأسلحة، وتبنت توصيات ركزت على التخفيف من المخاطر الاستراتيجية للذكاء الاصطناعى، وضمان أن يكون استخدام الأسلحة النووية قرارا بشريا، وإنشاء حوارات لمعالجة الأزمات مع روسيا والصين، ووضع معايير دولية لتطوير واختبار واستخدام الذكاء الاصطناعى. لا شك لدى اللجنة أن الحروب الدولية ستكون مدعومة أو مسيرة بالذكاء الاصطناعى.
يوضح القسم الثانى من التقرير ــ بعنوان «الفوز فى السباق التكنولوجى» ــ كيف أن الذكاء الاصطناعى هو جزء من المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين. فى حين ورود العديد من التوصيات فى هذا القسم من قبل فى تقارير اللجنة المؤقتة، إلا أن بعض تفاصيلها قد تغيرت. فلجنة الأمن القومى للذكاء الاصطناعى تدعو الآن إلى استثمارات أكبر فى البحث والتطوير؛ فيما لا يقل عن 8 مليارات دولار سنويًا من قبل وزارة الدفاع، وتمويل فيدرالى بمعدل 32 مليار دولار سنويا بحلول عام 2026، وإنفاق فيدرالى بنسبة 1% من الناتج المحلى الإجمالى على البحث والتطوير فى جميع المجالات. قد يعد هذا الإعلان الأجرأ حتى الآن فيما يخص زيادة الإنفاق على البحث والتطوير فى مجال الذكاء الاصطناعى.
تتمثل إحدى التوصيات المهمة إنشاء مجلس تكنولوجى بيروقراطى داخل البيت الأبيض لتوحيد الجهود المختلفة لوضع السياسات التكنولوجية داخل السلطة التنفيذية. انطلاقا من مبدأ جديد، سيكون المجلس مسئولا عن صياغة وتنفيذ استراتيجية تكنولوجية وطنية، مع التركيز على إجراء مسابقات لمن يمتلك المواهب للذكاء الاصطناعى، وتعزيز الابتكار، وحماية المزايا التنافسية للولايات المتحدة، والشراكة مع البلدان ذات التفكير المماثل لخلق نظام تكنولوجى عالمى مماثل لما تنتهجه. نظرًا لمركزية التكنولوجيا، تشير لجنة الأمن القومى للذكاء الاصطناعى إلى الحاجة لقيادة أكبر من قبل الحكومة الفيدرالية إذا كانت تسعى إلى ضمان القدرة التنافسية للولايات المتحدة على المدى الطويل.
تتوافق العديد من توصيات التقرير مع أولويات إدارة بايدن، بما فى ذلك أمن سلاسل الإمداد ومخاطر المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. تحذر اللجنة من أن الولايات المتحدة تعتمد بشكل مفرط على سلاسل إمداد متنوعة عالميًا للإلكترونيات الدقيقة ــ وهو ما يتوافق مع قرارات بايدن الأخيرة بشأن أمن سلاسل الإمداد. كما وصفت اللجنة المخاطر الكبيرة للمنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، والتى يعد الذكاء الاصطناعى عنصرا حاسما فيها.
رسالة اللجنة هى كالآتى: الولايات المتحدة لا تزال متقدمة على الصين فى مجال الذكاء الاصطناعى، لكن الفجوة بينهما تتقلص بسرعة. يقدم تقريرهم خطة عمل محددة وشاملة يجب أن تلقى صدى لدى الكثيرين فى البيت الأبيض وفى الكونجرس.. قامت لجنة الأمن القومى للذكاء الاصطناعى بعملها، الآن يتعين على صناع السياسة فى أمريكا التحرك.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا

التعليقات