وهن أردوغاني ظاهر.. الرئاسة في خطر - مواقع عربية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وهن أردوغاني ظاهر.. الرئاسة في خطر

نشر فى : السبت 6 مايو 2023 - 8:50 م | آخر تحديث : السبت 6 مايو 2023 - 8:50 م
ولى زمن 2011 حينما كان الرئيس التركى أردوغان، وحزبه يحققون انتصارات متتالية بسهولة. اليوم، أضحى حزب «العدالة والتنمية» الحاكم هشا، وأبرز القادة فيه انشقوا. فى ضوء ذلك، نشر موقع 180 مقالا للكاتب جو حمورة، تناول فيه وضع أردوغان الصحى والشعبى المتدهور قبل انطلاق موعد الانتخابات الرئاسية خلال الأيام القليلة القادمة، مشيرا إلى ما أظهرته استطلاعات الرأى من نتائج لا تبشر بالخير لأردوغان.. نعرض من المقال ما يلى.
يواجه الرئيس التركى أزمة حقيقية بعد العارض الصحى الذى تعرض له. اقترب جدا موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فيما يبدو رجب طيب أردوغان بحالة صحية، شعبية وسياسية، مُقلقة.
لا تُبشّر استطلاعات الرأى بفوز سهل لأردوغان فى الانتخابات المقررة فى الرابع عشر من الشهر الحالى. بعضها يعطيه أفضلية بسيطة جدا على منافسه الرئاسى مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو، فيما يشى بعضها الآخر أن هذا الأخير سيكون رئيس جمهورية تركيا المقبل.
وكان أردوغان قد تعرض لعارض صحى خطير مساء 25 أبريل المنصرم، عند مشاركته بمقابلة تلفزيونية محلية أجبرته على الاعتذار عن الاستمرار بها مباشرة على الهواء. واعتبر بيان رئاسى رسمى أن الرئيس التركى قد تعرض لوعكة صحية فى المعدة أجبرته على إلغاء بضعة زيارات ميدانية واحتفالات شعبية كان من المفترض أن يشارك فيها فى الأيام التالية.
الضعف البادى عليه جسديا ينسحب كذلك على ضعفه الشعبى. ولّى زمن الـ 2011 عندما كان الرئيس التركى وحزبه فى ذروة قوتهما، حيث استطاعا تحقيق الفوز تلو الآخر بسهولة نسبية. كانت الانتخابات فى حينها وتلك التى تلت ذاك العام عبارة عن «نزهات ربيعية سهلة»؛ حيث يُعلن فيها فوز أردوغان وحزبه النظرى قبل أسابيع حتى من إجراء الانتخابات الفعلية.
فى حينها، كان الاقتصاد التركى قويا للغاية، والمجتمع التركى متراصا خلف قائده، والمعارضة معارضات مشتتة الأصوات والجهود. كان أردوغان، فى ذاك الوقت، يُحكم قبضته على الإعلام وعلى حزبه، كما يملك نفوذا كبيرا فى تجمعات الشركات الصناعية الكبرى وبين فقراء ضواحى المدن وعلى كامل الطرق الصوفية المؤثرة جدا فى الانتخابات التركية.
اليوم تغيّر الوضع نسبيا. أبرز قادة حزب «العدالة والتنمية» تركوا الحزب وانشقوا عنه وراحوا يؤسّسون أحزابهم الخاصة. أحمد داوود أوغلو واحد منهم. كان المنظر الأساسى للسياسة الخارجية التركية فى أول عهود «العدالة والتنمية» ووزير خارجية البلاد ورئيس حكومتها بين عامى 2014 و2016. أما اليوم، فبات معارضا لأردوغان ورئيسا لحزب «المستقبل» وعضوا فى ائتلاف المعارضة الداعم لكمال كيلجدار أوغلو.
لا يشذ على باباجان عن داوود أوغلو بتاتا. هو الآخر كان القيادى الثالث من حيث التأثير فى حزب «العدالة والتنمية» ورفيق أردوغان منذ أيام النضال الأولى. أما الآن فهو رئيس حزب «الديموقراطية والتقدم» وداعم شرس لخصم الرئيس التركى.
أما الاقتصاد التركى فقد تراجع فى الزمن الحالى بالمقارنة عما كان عليه فى الماضى. التضخم ارتفع جدا، كذلك نسبة البطالة، فيما تراجعت قيمة العملة التركية مرات ومرات. إضافة إلى ذلك، تواجه تركيا بعض العقوبات الغربية، فيما توقف تصدير الكثير من المواد والمنتجات المحلية إلى مصر وأوكرانيا ودول الخليج، كما إلى دول وسط آسيا الغارقة أسواقها بالسلع الصينية الرخيصة.
هذه الحالة الاقتصادية الصعبة، دقت ناقوس الخطر عند تجمعات الشركات الصناعية الكبرى. إضافة إلى ذلك، خفت السطوة «الأردوغانية» على النقابات فى الفترة الأخيرة، وذلك مع تردى حالة الاقتصاد التركى، وهذه كلها مؤشرات على وهن أردوغان وتراجع تأييده الشعبى.
أما فى المشهد الإعلامى التركى، فلا يزال الرجل التركى الأقوى يُحكم القبضة على حصة الأسد فيه، إذ إن معظم الإعلام المحلى هو موالٍ لأردوغان أو حتى مملوكا من موالين له ولحزبه. لا يعنى ذلك، فى مطلق الأحوال، أن لا إعلامَ محليا معارضا، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعى والحملات التى تُطلق عبرها، والتى باتت أشد تأثيرا من الإعلام التقليدى، فإن قسما لا يستهان به منها لا يؤيد أردوغان.
على مقلب آخر، لا تزال معظم الطرق الصوفية تؤيد أردوغان وحزبه، هذا طبعا باستثناء بعض فروع الطريقة النورسية كما جماعات أخرى مثل «جماعة فتح الله غولن». صحيح أن تأثير هذه الأخيرة قد خفّ كثيرا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016، إلا أن حضورها لا يزال موجودا فى الخفاء وفاعلا جدا بين الأتراك القاطنين خارج البلاد.
أما أزمة أردوغان الحقيقية فهى فى ظهور ائتلاف المعارضة كمنافس جدى له. هذا الائتلاف مشكّل من ستة أحزاب معارِضة لا تملك رؤية واحدة لمستقبل تركيا، إنما تملك هدفا واحدا أوحد وهو إسقاط أردوغان مهما كلف الأمر. ويُمكن إضافة حزب «الشعوب الديموقراطى» ذات الأغلبية الكردية إلى الأحزاب الستة على الرغم من عدم تأييده العلنى لكيليجدار أوغلو، وذلك نظرا للخلافات العميقة بين حزبه وأردوغان فى الملف الكردى.
ويمكن القول إن خيار تجمّع أحزاب المعارضة تحت سقف مرشح رئاسى واحد، مع ما رافق ذلك من تخفيف لطموحات رؤسائها ومصالحهم الشخصية، ما هو إلا دليل على غياب أى إمكانية أخرى للفوز. فهذه الأحزاب، لا تملك إلاّ خيار التوحّد سويةً، على الرغم من المشاكل الجمّة التى ستقع فيها لاحقا فى حال وصولها إلى الحكم. هنا يكفى التذكير بأن تجربة تركيا خلال الثمانينيات والتسعينيات الماضية مع الحكومات الائتلافية كانت من أسوأ التجارب، حيث يضيع القرار والحكم ومصلحة البلاد، ويلتهى الجميع بالمناكفات الداخلية.
على العموم، يبقى أن وضع أردوغان الشعبى صعب للغاية، ورحلة الوصول مجددا إلى السدة الرئاسية أمر أكثر صعوبة ويحتاج إلى شبه معجزة. فالمنافسة بينه وبين باقى المرشحين على نار حامية، وفرصة سقوطه واردة.. هذا طبعا إن قرر الأتراك ذلك، فيكون لهم ما يريدون.
النص الأصلى:

التعليقات