كيد النساء - محمود قاسم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيد النساء

نشر فى : الجمعة 7 أكتوبر 2022 - 8:25 م | آخر تحديث : السبت 8 أكتوبر 2022 - 1:34 ص
ارجو من القارئ أن يظل متحمسا لما أكتبه فى هذا العمود أسبوعيا لمحاولة التعرف على الأفلام المجهولة فى تاريخنا السينمائى أو التعرف على منظور مختلف من الأفلام المألوفة «وأنا اليوم بالغ الحماس لمواصلة كتابة هذه المقالات والسبب أننى سمعت بالأمس برنامجا ثقافيا يتناول المقارنة بين الأفلام المصرية والمصادر العالمية المأخوذة عنها. وكانت المقارنة هذه المرة بين مسرحية {مدرسة الزوجات} للكاتب الفرنسى الكلاسيكى موليير وبين الفيلم المصرى {قصة ممنوعه} تأليف وإخراج طلبة رضوان 1963، وتمثيل كل من: ماجدة. شكرى سرحان. محمود المليجى. وكان ضيف الحلقة استاذا جامعيا له ثقافته وقد ظل لمدة نصف ساعة كاملة يقارن بين العملين دون أن نعرف منه إن كانت هناك أفلام أخرى تم اقتباسها عن نفس المسرحية، ومن الواضح أن هذا الأستاذ المتخصص لم تكن لديه أى معرفة بأن مسرحية موليير المشار إليها قد سبق تقديمها قبل ذلك بثلاتة عشر عاما فى فيلم يحمل عنوان {كيد النساء} من إخراج كامل التلمسانى وبطولة مديحة يسرى وكمال الشناوى وحسن فايق.. ومن المهم التعرف على هذا الفيلم ومقارنته بالمسرحية السبب هو استكمال رسالة البرنامج والتعرف على إلى أى حد قدمنا مسرحية موليير ليس هذا فقط بل كم مرة رأينا أعمال هذا الكاتب فى أفلام مصرية ومن أشهر تلك المسرحيات: {البخيل} {طرطوف} وبذلك تكتمل دائرة التعرف على مصادر الأفلام.
للأسف الشديد فإن طلبة رضوان فى فيلمه قد انتزع كل روح الكوميديا عن فيلمه وجعلنا نشاهد عملا سينيمائيا جادا ضيق الأفق لا يتعدى أن يكون صراعا بين رجلين صديقين حول نفس المرأة ليفوز بها أحدهما.. والفتاة هنا مجرد فلاحة غشيمة اضطرت للحضور إلى القاهرة لتعيش عند محام ثرى تناديه بـ {عمي} وهو يشتهيها ويسعى للزواج منها، أما هى تقع فى غرام أحمد الذى يعمل محاميا فى مكتب عمها حتى لو كانت هناك مساحة للكوميديا فإن رضوان قد مسحها تماما والغريب أنه فعل ذلك فى فيلم التالى {السفيرة عزيزة} المأخوذ من فيلم كوميدى أمريكى بينما تحول الفيلم المصرى إلى مأساة حول الزواج والثروة.
اما فيلم {كيد النساء} فإن أبطاله الثلاثة عملوا دوما فى الأدوار الكوميدية خاصة حسن فايق الذى قام بدور الرجل الناضج الذى يحب فتاه صغيرة جاء بها اهلة من الريف، بالتالى فإن أحداث الفيلم تفهم من العنوان، كيد النساء ومقالب المرأة ضد الرجل، حسب مسرحية موليير فإن الثرى هو رجل زير نساء معروف باسمين بين قريته التى ينتمى اليها والمدينة التى يعيش فيها، ومن هنا تأتى فكرة المقالة وعدم فهم الحقائق، وهذا الرجل تولت أسرته الريفية تربية الفتاة منذ صغرها وأرسلوها كى تخدمة وهى على مشارف الصبا، وفيما بعد تنبه إلى جمالها الذى يتورد يوميا فأحبها وطلبها لنفسه، بينما هى تحب شابا آخر يعمل مساعدا لربيبها، تعتمد فكرة الفيلم والكوميديا فيه على أساس المقالب التى تحكيها المعشوقة لهذا الرجل، أما الشاب فهو يظل طوال احداث الفيلمين جاهلا بأن رئيسه هو خصمه على قلب الفتاة.
فإن الحديث والمقارنة بين فيلم {قصة ممنوعة} ومسرحية {مدرسة الزوجات} يبدو مبتورا تماما لو لم ندخل فى المقارنة فيلم {كيد النساء} الذى هو أقرب إلى المسرحية. ويبدو هذا واضحا فى عنوانها ف فى فيلم طلبة رضوان ليست هناك أى دروس تلقنها الفلاحة لعمها، بينما فى المسرحية فإن المرأة التى كانت طفلة قبل فترة صارت تفهم ماذا يعنى مصطلح كيد النساء، وهو مصطلح الذى قام بتغيير سلوك الثرى الذى تجاوز الأربعين وكانت فى حياته عشيقات كثيرات لكن فتاة واحدة علمته الدرس الحقيقى.
كم من أفلام مجهولة مقتبسه تمت إعادة إنتاجها لكن الأساتذة يتوقفون فقط عند نصف المعرفة ولا يبحثون عن المعلومة كاملة، وهى التى نحرص عليها فى مقالاتنا هنا.
التعليقات