فى معنى الفشل - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الإثنين 20 مايو 2024 8:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى معنى الفشل

نشر فى : الأربعاء 8 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 8 مايو 2013 - 8:00 ص

«تسلم الرئيس البلد خرابة».. هكذا يحاول أولئك المتعاطفون مع الرئيس بسبب التزام تنظيمى تجاهه أو ثقة فى حسن نواياه، تبرير كل تقصير حدث منذ تولى الدكتور مرسى مهام موقعه، وكل تباطؤ أو تراجع عن الأهداف التى قطعها على نفسه أو انتظرها منه الناس.

 

يحفظ هؤلاء مقولات لا تخلو من أخذ ورد، وتفتح الباب لجدل لا ينقطع ولا يسمح بتقييم حقيقى لأداء الرئيس بعيدا عن الإفراط فى التقدير والانبهار وكأنه صانع المعجزات، والإفراط فى التسفيه كأنه لا خير فيه ولا رجاء.

 

من بين ما يقال إن الرئيس تسلم اقتصادا منهكا، وخزانة عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمع، وفسادا ينخر فى كل المؤسسات، وكلها كما قلت أشياء لا يمكن أن تقنعك على إطلاقها، كما أنك لا يمكن أن تنفيها وتتجاهلها على إطلاقها أيضا، لكنها كما قلت لك، تحتاج لجدل ونقاش لا ينقطع، وكثير من الأخذ والرد لإخراج هذه التبريرات من إطار الشعارات العامة إلى تحديد يحسمها بالمعلومات والأرقام.

 

لكن هناك حقيقة لا تحتمل أخذا وردا.. فإذا كنا مختلفين، هل تسلم الرجل البلد خرابة أم لا؟ فالأرجح أننا لن نختلف أنه تسلم بلدا يتمتع بقدر كبير من الوحدة والتماسك بين قواه الفاعلة أو من يسمونهم بـ«شركاء الثورة».

 

دخل الرئيس مرسى جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة بمساحة تأييد واسعة اكتسبها بالإقناع أو «عصر الليمون» لا فارق، ووقف فى فندق فيرمونت عشية إعلان النتيجة وخلف ظهره وجوه متعددة تجسد ملامح التيار الرئيسى، ملزما نفسه بوعود كثيرة لم يف بشىء منها فيما بعد، وألقى خطابه الأول فى ميدان التحرير متسلحا بشراكة وطنية ذات روافد متنوعة.

 

المهمة الأهم التى فشل فيها الرئيس بامتياز ،هى الحفاظ على مساحة التأييد تلك، ومحاولة توسيعها بضم أولئك المقتنعين بالثورة ولم يعصروا الليمون، وأولئك الذين لم يقتنعوا إطلاقا بمنافسة أحمد شفيق لكنهم انتخبوه خوفا من الإخوان، ولم يجدوا بالتجربة من يخفف مخاوفهم بقدر ما عززت الممارسات كثيرا من هذه المخاوف.

 

تسلم الرئيس البلد وتسلم معها شراكة وطنية على قدر من التماسك والتوحد على الأهداف، لكن الرئيس فشل فى الحفاظ على هذه الشراكة وتعزيزها، ودفعت ممارساته وجماعته وحزبه مكونات هذه الشراكة إلى المغادرة فريقا وراء آخر، وشخصية وراء أخرى، فسقطت البلاد فى انقسام شديد الحدة امتد من النقاشات النخبوية إلى الشارع بالشكل الذى عوق أى استقرار.

 

كانت مهمة الرئيس الأولى بعد الثورة أن يضمد الجراح فإذا بمحمد مرسى يعمقها، وأن يوحد المجتمع فإذا به يقسمه ويفتته، ففرق ولم يجمع، وشتت ولم يلم الشمل، وعزز بممارساته وقراراته وانحيازاته الحزبية والتنظيمية الضيقة الانقسام والتشرذم، وبدد الشراكة الوطنية التى بدأ بها فى عدة أشهر فقط، وفشل فى الاحتفاظ بها، فهل ترى أن ذلك لا يكفى لوصمه بالفشل.؟!

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات