رأى المحافظين الجدد فى أزمة اللاجئين فى أوروبا - صحافة عالمية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رأى المحافظين الجدد فى أزمة اللاجئين فى أوروبا

نشر فى : الثلاثاء 8 سبتمبر 2015 - 7:15 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 8 سبتمبر 2015 - 7:15 ص

نشر معهد المشروع الأمريكى مقالا للكاتب جون ر. بولتون؛ السفير الأمريكى لدى الأمم المتحدة خلال 2005و 2006، وهو الآن زميل مشارك فى المعهد ذاته ومساهما فى فوكس نيوز. يتحدث فيه عن ازمة اللاجئين الاوروبية وكيف انها ليست مشكلة أوروبا وحدها وإنما تعود أيضا لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة أوباما والقائمة على تقليل التدخل فى الشرق الأوسط من أجل تحقيق الأمن والسلام العالمى؛ حيث يرى الكاتب أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية إنما يؤدى لحدوث اضطراب وعدم استقرار فى تلك الدول مما يؤثر على أمن وسلامة واستقرار الدول الأوروبية والأمريكية على حد سواء. يبدأ بولتون مقاله قائلا إنه بينما يعتقد الأمريكيون أن أوروبا – بازدراء النقاشات المكثفة حول مشكلة الحدود والأمن ــ تحصل على ما تستحقه؛ فيجب على الأمريكيين فى تلك اللحظة التركيز على التهديدات المحتملة، بل ويجب الاستفادة من الدروس التى يمكن أن تنطبق على الولايات المتحدة. فأحد الأسباب الأساسية لتزايد الهجرة غير الشرعية لأوروبا هى الفوضى العارمة فى الشرق الأوسط الكبير. وهذه الفوضى المنتشرة نتجت – فى جزء منها ــ عن سياسات باراك أوباما المتعمدة والقائمة على «القيادة من الخلف» بتقليل اهتمام وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة. فعندما يقل التواجد الأمريكى فى أى مكان فى العالم، فإن الحد الأدنى الموجود من النظام والاستقرار يمكن أن يتبخر سريعا.

لسنوات، كان السبب الرئيسى لانتقال الشعوب إلى أوروبا سببا اقتصاديا: فسكان أفريقيا الشمالية يعبرون مضيق جبل طارق متوجهين إلى إيطاليا وفرنسا. أما الأتراك والعرب فينتقلون عبر اليونان وأوروبا الشرقية. وبمجرد تواجدهم فى الاتحاد الاوروبى – وبفضل اتفاقية شنغن ـ تزول عوائق السفر، وكما فى الولايات المتحدة الأمريكية يتمكن الأجانب غير الشرعيين من الانتقال بحرية.

والآن وبعد سنوات من الاستفادة من العمال المهاجرين ذوى الأجر المنخفض، بدأ الأوروبيون يقلقون من كون حدودهم مفتوحة بشكل كبير. فمعدل المواليد المرتفع بين«المواطنين غير الأصليين» (أى غير الأوروبيين، كصياغة سياسية صحيحة) إنما تغير شكل مواطنتهم. ويشير الكاتب إلى أن ذلك يعد دراميا فى تلك القارة القديمة، خاصة أن ليس لديها «روح الاختلاط والانصهار»؛ التى تتمتع بها أمريكا وتقاليدها، كى تستوعب وتحتوى تلك الشعوب المهاجرة المختلفة. (وبالطبع فحتى فى بلدنا تلك تعد «الأمركة» معرضة للهجوم، وأسأل آل غور الذى ترجم المصطلح الأمريكى «واحد من العديد» كـ«العديد من واحد» وهو عكس المعنى الأصلى تماما. فالأوروبيون يرون تنامى مجتمعات المهاجرين التى تكون مستقلة ومنفصلة عن الشعوب الأصلية، ولكن أفكارهم حيال ما يمكن أن يقوموا به قليلة.

***
وعليه يرى بولتون أن انتشار الإرهاب والصراعات المسلحة وانهيار السلطة السياسية فى الشرق الاوسط تعد عوامل قوية مساوية بل وتتجاوز وتفوق التفاوتات الاقتصادية، ولذا تخشى أوروبا من أن تطغى عليها تلك الأعداد من المهاجرين، فتفقد السيطرة على القرارات الخاصة بتحديد من يمكن الاعتراف به ومن يجب أن يعود لبلاده مجددا. تلك الاهتمامات تعد شرعية، ولكنها مرتبطة بمخاطر أعمق بكثير. وبالنظر لما تقلق منه واشنطن؛ نجد أن هناك تهديدات إرهابية من الاسلاميين مخبأة فى فرص الأفراد الذين يسعون للجوء.

ويشبه بولتون صور المهاجرين الذين يحاولوا اقتحام مدخل نفق «القنال» لقطار يوروستار فى فرنسا للعبور تحت بحر المانش إلى فرنسا بفيديوهات الهجمات الإرهابية الحالية على قطار «تاليس» السريع بين امستردام وفرنسا. كم من المهاجرين عبر القوارب التى تحمل مهاجرين ذوى دوافع اقتصادية يختبئ بها إرهابيون حقيقيون، ومن المحتمل أن يكونون مدربين على يد الدولة الاسلامية فى سوريا والعراق، ويسعون لإخفاء أنفسهم ضمن المهاجرين الآخرين ليتمكنوا من الدخول لأوروبا؟ وتلك هى نفس القضية التى تواجهها أمريكا على الحدود المكسيكية. حتى إدارة أوباما تدرك تلك المشكلة جيدا، فقد حدثت فى عام 2011 عندما اتهم كبار مسئولى الحرس الثورى الايرانى بالتآمر لاغتيال السفير السعودى فى واشنطن، وذلك بالتعاون مع عصابة مخدرات دائما ما تعبر الحدود المكسيكية بشكل غير شرعى.

وبالنظر لتفاقم المشكلة، نجد أن عشرات الآلاف من اللاجئين الشرعيين من الشرق الأوسط يأتون فارين من الإبادة الجماعية الدينية فى أوطانهم وعليه تتحرك العديد من دول الاتحاد الأوروبى، وخاصة فى وسط وشرق أوروبا، سريعا لمنحهم اللجوء اللازم. هؤلاء اللاجئون عادة ما يكونون مسيحيين من العراق وسوريا مهددين من قبل الدولة الاسلامية أو جهادين متطرفين آخرين، ولكن تسعى فصائل أخرى غير المسيحيين كاليزيدين للجوء حتى يحصلوا عليه.

وهنا يرى بولتون أنه، بالرغم من ذلك، من الصعب أن يعترف البعض بصراحة بأن الحكومات الأوروبية التى تستقبل اللاجئين تشعر بأن قراراهم الإنسانى بمنح اللاجئين المسيحيين واللاجئين الفارين من الجماعات الاسلامية المتشددة اللجوء أكثر أمانا من قبول أناس غير المميزين الذين قد يتواجد ضمنهم ارهابيون يستخدمون اللاجئين الحقيقيين كغطاء لهم. وهذا غير مستبعد. ففى عام 1980، قام فيديل كاسترو عمدا وبمنتهى السخرية من إفراغ السجون الكوبية من المجرمين الحقيقيين وسمح لهم بالهروب من أمريكا فى هروب مارييل الجماعى مع نحو 100000 لاجئ شرعى. وبالتالى على الأوروبيين أن يكونوا حذرين.

***
وبوجود«المشروع الأوروبى» كاملا تحت ضغط هائل بسبب الأزمة المالية اليونانية؛ وتزايد وعى الاتحاد الأوروبى «بالعجز الديمقراطى» بسبب بيروقراطيى بروكسيل غير المنتخبين يمارسون سلطة دون مساءلة؛ ومع تنامى وتزايد القلق تجاه ضعف القيادة الدولية الأمريكية تحت إدارة الرئيس أوباما؛ فإن قلق الأوروبيون الأقرب للذعر ليس بمفاجئ.

وعليه يختتم الكاتب المقال قائلا إن الدرس الموجه للولايات المتحدة الأمريكية هو أن تقليل تأثيرها العالمى لا يزيد السلام والأمن العالمى. بل على العكس من ذلك؛ حيث إن تراجع أوباما عن الشرق الأوسط، سواء عقب كارثة ليبيا، أو عدم اهتمامه بصعود الدولة الاسلامية المستمر، أو استسلامه لبرنامج الأسلحة النووية الإيرانية، كل هذا يعد جزءا من نمط أوسع. فمشكلة اللجوء غير الشرعى لأوروبا هى مشكلة الولايات المتحدة أيضا.

 

التعليقات