سيادة الرئيس.. أسألك الرحيلا - محمد عصمت - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سيادة الرئيس.. أسألك الرحيلا

نشر فى : الثلاثاء 9 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 9 أبريل 2013 - 8:00 ص

لو كنت مكان الرئيس محمد مرسى، لتقدمت باستقالتى فورا من رئاسة الجمهورية،


بعد أن أصبحت مصر تحت قيادته على وشك الانهيار كدولة وكمجتمع، تهددها فتن طائفية تزداد دموية بمرور الوقت، وتواجه سيناريوهات سوداء باندلاع ثورات جياع، مع توقعات مؤكدة بتفاقم أزماتنا الاقتصادية الطاحنة سترتفع بمقتضاها أسعار كافة السلع الأساسية، ويصاحب كل ذلك انهيار قيمى وأخلاقى، نبدو فيه وكأننا نعيش فى مجتمع همجى يتفنن افراده فى خرق القوانين، والتعدى على مؤسسات الدولة.

 

طوال شهوره التسعة فى الحكم، أثبت لنا الرئيس ان قدراته وخياراته السياسية أقل كثيرا من احتياجات وطموحات شعب قام بثورة مثل ثورة 25 يناير، كما اثبت لنا أنه لا يمتلك أى رؤية فكرية حقيقة لتحليل الازمات التى نواجهها، ولم يقدم لنا أى مشروع فكرى أو حتى خريطة طريق لحلها، وكل ما قدمه لنا الرجل طيلة هذه الأشهر قرارت متضاربة، ووعود لم تتحقق، وبرنامجا سياسيا لحل 5 ازمات رئيسية تبخر فى الهواء، كما تبخر من قبله مشروع النهضة باعتراف قادة الإخوان أنفسهم!

 

ولأن الرئيس يفتقد إلى الخيال السياسى، فقد علق أسباب فشله فى القيام بمهام منصبه على شماعة المؤامرات التى يدبرها فى حارة مزنوقة اناس غامضون بالنسبة لملايين المصريين، شبههم الرئيس مرة بالقرداتية، وأخبرنا أكثر من مرة بأنهم يقومون بإدخال اصابعهم داخل مصر، رغم تهديداته المتكررة لهم بقطعها، دون ان يشكف لنا الرئيس ما هى بالضبط هذه المؤامرات؟ ومن هم هؤلاء القرداتية؟ ولمن تؤول هذه الاصابع؟ وقبل ذلك كله، لم يخبرنا الرئيس لماذا يستخدم مثل هذه التعبيرات الغريبة فى وصف خصومه؟!

 

شعبية الرئيس تتآكل بمرور الوقت بما يهدد من شرعيته نفسها، فعشرات الأحزاب السياسية أعلنت رفضها الاشتراك فى الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرجل، كما بدات العديد من القوى السلفية تعلن عدائها الواضح للرئيس، وتحذر من مخططات لأخونة الدولة، وبعضهم أصبح يدعو لثورة ثانية، بعد أن فشل الرئيس والإخوان فى تحقيق اهداف ثورة 25 يناير، والأخطر من كل ذلك أن جولة سريعة فى شوارع مصر ستكشف بجلاء أن ملايين المصريين فقدوا الثقة تماما فى قدرة الرئيس على حل مشاكلهم الحياتية المتفاقمة بعد انقطاع الكهرباء بشكل دورى واختفاء الوقود، والارتفاع الفلكى فى الأسعار.

 

بعد سقوط قتلى وجرحى أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وأمام كنيسة مار جرجس بالخصوص، قدم لنا الرئيس محمد مرسى دليلا جديدا على فشل إدارته فى كبح جماح العنف المتصاعد فى شوارعنا، فالرجل يحكم مصر بعقلية التنظيم السرى التى صبغت مسيرته السياسية خلال عضويته فى الإخوان المسلمين وأكسبته خبرات من نوع خاص جعلته قياديا كبيرا بها، ولكنها خبرات لن تؤهله للخروج بمصر من هذا النفق المظلم التى تواجهه.. ولو أنصف الرئيس نفسه وأهله وعشيرته، لعاد للتنظيم مرة أخرى، ودعا لانتخابات رئاسية جديدة!

محمد عصمت كاتب صحفي