ياسر رزق - عمرو الشوبكي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 4:14 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ياسر رزق

نشر فى : الجمعة 9 أكتوبر 2020 - 9:45 م | آخر تحديث : الجمعة 9 أكتوبر 2020 - 9:45 م

غادر ياسر رزق موقعه كرئيس لمجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، وعاد كما كان واحدا من كبار الصحفيين والكتاب فى مصر تختلف وتتفق معهم، ولكن لا تنكر عليه وضوح رؤيته وإخلاصه لانحيازاته وما يؤمن به.
صداقتى لياسر تعود إلى أيام الجامعة، فقد سبقته قليلا (بدفعتين) وكان هو من الجيل الذى كنت أمازحه بأننا أعطينا لكم تعطفا دورا فى مبنى كليتنا (الاقتصاد والعلوم السياسية)، وكان الرد دائما: «نحن فى القمة وفوقكم»!!.
وقد ترك ياسر رزق بصمات مهنية فى الأماكن التى قادها، فحين رأس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون قبل ثورة يناير أحدث بها طفرة فى توزيعها وفى طبيعة المادة الإخبارية التى تكتب فيها وتنوع كتَّابها، وتكررت فى أخبار اليوم.
وحين كنت قريبا من اختيار رئيس تحرير المصرى اليوم فى عام الإخوان، لم يخف ياسر طوال نقاشاتى معه أنه ابن الصحافة القومية وليس الصحافة الخاصة، حتى يتكيف مع الوضع الجديد، وكتب مقالا ربما هو الأهم فى تلك الفترة من حيث المضمون والتأثير عنوانه: «متى يتدخل الجيش»؟ عبر فيه عن قناعاته ورؤيته ولم يقم بأى مواءمة مع جماعة الإخوان مثلما فعل كثيرون من مؤيدى كل العصور.
أذكر حضور ياسر رزق لحظة إعلان نتيجة انتخاباتى فى إمبابة فى مواجهه مرشح الإخوان، وأذكر جيدا كيف حضر آخرون ممن يحسبون على التيار المدنى، وأصروا أن يبدوا على الحياد بينى وبين مرشح الإخوان، حتى بعد فوزنا فقد كان الحرص على كسب ودهم على اعتبار أنهم التيار الأقوى والقادم إلى الحكم، وكان ياسر رزق ومعه عماد الدين حسين ومحمد سعد عبدالحفيظ قاطعين فى انحيازتهم ومواقفهم فى مواجهة الإخوان ومرشحهم.
وطوال الفترة الممتدة من 2011 وحتى 2013 كان تواصلى مع ياسر رزق دائما سواء فى لقاءات قمنا بها سويا مع قادة فى المجلس العسكرى، أو فى موقفنا المتطابق فى رفض حكم محمد مرسى واتصالاتنا قبل ولحظة إعلان النتيجة، وفيه الكثير من التفاصيل لا مكان لها الآن.
قناعات ياسر حقيقية واختبرت على مدار عامين كاملين، لم تكن هناك سلطة تدعمه إنما كان هناك حكم شرس خطط للتمكين الأبدى للسلطة، ولم يحاول مثلما فعل كثيرون كسب ود الإخوان، وإن إيمانه بثلاثين يونيو وبحتمية تدخل الجيش فى 3 يوليو للتخلص من حكم المرشد، كان عن قناعة بأنه لا يمكن تغيير حكم الإخوان بآلية ديمقراطية.
اللافت والمحزن أن هناك كثيرين أيدوا حكم الإخوان أو لم يعارضوه، وعادوا عقب 3 يوليو وتباروا فى الهجوم عليهم، واعتبروا أنفسهم أبطالا بعد أن غابوا لحظة المعركة الحقيقية.
ستبقى تجربة ياسر رزق فى جوهرها انعكاسا لقناعاته، (بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف)، فى حين أن هناك تجارب لآخرين لا تعكس إلا دعم أى طرف فى السلطة.

عمرو الشوبكي خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية
التعليقات