عض الصوابع وإغراق سفينة الوطن - محمد مكى - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 8:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عض الصوابع وإغراق سفينة الوطن

نشر فى : الأحد 10 مايو 2015 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأحد 10 مايو 2015 - 9:10 ص

اختلف ما شئت مع عبدالفتاح السيسى من حيث إداراته لشئون البلاد سواء السياسية أو الاقتصادية، وطريقة تعامله مع أفراد المجتمع ومؤسساته، أو حتى الطريقة التى وصل بها للحكم، ولكن الذى لا يمكن الخلاف عليه أبدا وليس مقبولاً هو المساعدة فى فوضى ثانية لوطن ما زال يبحث عن راحة مفقودة وعذابات مستمرة، ويواصل اقتصاده النزيف، دون إيقاف فى ظل حرب أصبحت واضحة لا تنفيها صورة مصطنعة أو تصريح بأن الوفاق يسود.

المواطن البسيط قبل المتابع لشئون الوطن يدرك أن خطرا بدأت بوادره سريعا أمام حكم السيسى، وسط ملاعيب من أهل المال ورجالات النظام السابق بدأت تخنق النظام، ونظام لا يمتلك رؤية حاسمة لكثير من الملفات، أشياء لا تحتاج إلى الدليل مثل الهجوم على الحكومة بشكل مكثف، ورفض لمشروعات وقرارات، واعتراض أصبح على المكشوف ضد محلب ووزرائه وقرارات المركزى، رغم سلامتها الفنية لكن الذى فى نفسه هوى لا يرى.

السيسى وهو الأقدر على الدفاع عن قراراته هو ومن معه، لكن معرفة عدة ألغاز يكشف سبب تراجع شعبية الرجل، منها لغز انهيار البورصة وقت إعلان ترشحه، وإبان مؤتمر شرم الشيخ، رغم أن لاعبا أساسيا فى الاقتصاد من كبار رجال الاعمال قال على الهواء: إنها سوف تضرب نار، على حد تعبيره، تراجع حصلية صندوق تحيا مصر، وعدم ضخ أموال فى شريان الاقتصاد تترجم إلى فرص عمل وعذبات يومية لمواطن لا يستطيع تحمل غلاء الأسعار، وغيرها من ألغاز حلها كفيل بتهدئة الملعب لاستعادة البناء مرة أخرى. وفى المقابل على النظام أن يجيب لرجال الأعمال عن ألغازه أيضا منها شعورهم أن الدولة تريد إبعادهم والحد من نشاطهم لصالح اقتصاد الجيش والشركات العربية، بعضهم صرح بذلك قبل مؤتمر شرم الشيخ، وذكر مؤسسات الجيش بالتحديد، وأغلبهم تساءل بعد قمة شرم الشيخ عن سر استبعاد القطاع الخاص المصرى، فلا يوجد اتفاقيات للمصريين سوى مع شركتين فقط الشريك الأجنبى صاحب الكلمة العليا فيهما.

الحرب التى أصبحت واضحة لا منتصر فيها، فيخطئ من يظن من رجال الأعمال والنظام أن اتباع سياسية «عض الصوابع» للوصول إلى تحقيق أكبر مكاسب هى الغاية لتحقيق المأرب، فالاستمرار فيها يؤدى إلى غرق سفينة الوطن المضطربة منذ سنوات، خاصة أن الريح عاتية من كل جانب والجميع يبحث عن مخرج لنفسه.

ومن المهم جدا للنظام الحالى قبول النقد ودراسته، حتى لا يكون مثل نظام مبارك المخلوع ومرسى المعزول، فى اتباع سياسة دعا الشارع يصرخ ونفعل من نريد، والنتيجة ما هم فيه، فالمقدمات حتما تصل إلى نتائج.

التعليقات