شبهة التواطؤ فى مهرجان مالمو - خالد محمود - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شبهة التواطؤ فى مهرجان مالمو

نشر فى : الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

ما حدث فى مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد من تعرض الوفد الفنى المصرى لاعتداء لفظى وبدنى من أنصار الإخوان، يكشف أولا الوجه الحقيقى لتلك النوعية من المهرجانات «السبوبة» التى لا يرغب منظموها سوى البحث عن الشهرة والأضواء وكيان اجتماعى لهم وسط ذويهم فى الخارج.

فجميعنا يعرف كيف تقام ولماذا هذه المهرجانات؟، فهى لا تخضع لتنظيم مؤسسى شأنها شأن المهرجانات السينمائية الأخرى، كل ما يهم أصحابها هو جمع أكبر كم من النجوم والأفلام ليستعرضوا بهم أمام جميع من تربطهم بهم مصالح، ولنا فيما حدث للفنانين وصناع السينما والإعلاميين المصريين بمالمو مثالا، فلم يجدوا الحماية المناسبة لهم ولا صورا مطمئنة توفر لهم المناخ المناسب لعرض أعمالهم داخل وخارج قاعة العرض والتحاور مع الجمهور السويدى، بل ترك أصحاب المهرجان السبوبة الوفد ليكون فريسة للاعتداء اللفظى والبدنى والاستفزازى من قبل مجموعة تريد أن تخيفهم وتنال من عزيمتهم ورسالتهم.

إذا كان الوفد الفنى المصرى ينتقد البعثة الدبلوماسية المصرية بالسويد لعدم التحرك سريعا لحمايتهم واتهام السفارة بالتخاذل، فلماذا لم يخبر منظمو المهرجان مسئولى السفارة منذ البداية بوجود مهرجان ووفد مصرى على مستوى عال لإشراكهم فى الحدث حتى يكون هناك مرافقون كما يتم مع كل مهرجان محترم.

القضية منذ البداية بها شىء خطأ، وإن كان السينمائيون المصريون قد تداركوا هذا الخطأ وقرر معظمهم مقاطعة المهرجان وعدم الاستمرارــ كى صرحوا ـ للموقف الذى يدعو للخذى من قبل إدارة المهرجان التى لم تتحرك أمام مؤامرة تستهدف الفنانين للتنكيل بهم وترهيبهم فقد لاحظنا جميعا رغبة أنصار الإخوان الذين رفعوا أمام قاعة المهرجان شعاراتهم الشهيرة الصفراء فى استفزاز الوفد المصرى واستدراجهم بكل الصور للخروج عن مشاعرهم والرد والاشتباك، بينما تحلى الفنانون والإعلاميون ــ حسب البيان الصادر منهم والموقع من الفنانة عبير صبرى والمخرجان أحمد عاطف ومحمد أمين، والمذيعة أسماء يوسف، ومستشار الشركة العربية عبد الجليل حسن ــ بالرد الحضارى والمواجهة العلنية بالشعارات والهتافات التى تؤيد ثورة الشعب العظيم فى 30 يونيو التى ساندها جيشها.

وأكد بيان الوفد ــ طبقا لما جاء فيه ــ حقيقة مفزعة وهى تهديدهم بالقتل وحصارهم داخل قاعة العرض وهى الواقعة التى أثبتت تخاذل إدارة مهرجان مالمو عن حماية ضيوفها وعدم استدعائهم للشرطة، ووصل الأمر لحوار ودى بين محمد قبلاوى رئيس المهرجان، والشيخ أبومحمد قائد المجموعة المعتدية على مخرج نايل سينما مهاب زنون، ومديرة مهرجان الأقصر عزة الحسينى، وسأله عن أحواله فى الوقت الذى كان يحاصر فيه الشيخ ضيوف مهرجان قبلاوى على بعد خطوات من هذا الحوار، بجانب رفض إدارة المهرجان الطلبات المتكررة من الفنانين المنسحبين تحرير محضر فى الشرطة.

الواقعة برمتها تشير إلى تدخل تيارات سياسية ودينية بأعمال المهرجان، وهى تدخلات مريبة قد تلقى بظلالها على مهرجانات وفعاليات سينمائية أخرى ينظمها أشخاص نجهل هدفهم الحقيقى من إقامتها.

إننى مع تأكيد السينمائيين المنسحبين بأنهم لن يتوانوا عن تشريف السينما المصرية وتمثيلها فى المستقبل، وسيتصدون بشجاعة لأى محاولة لإرهابهم أو إثنائهم عن أداء دورهم فى صالح صناعة السينما، لكن المهرجان الذى لا يؤمن سلامة ضيوفه ويشتبه فيه بالتواطؤ لا يستحق البقاء فيه أو التعامل معه.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات