أين ذهب درع الدوري؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أين ذهب درع الدوري؟!

نشر فى : الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 - 10:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 - 10:55 م

** فى الرياضة قيم إنسانية عظيمة.. وليس صحيحا كما يردد بعض الدخلاء والجهلاء أن ممارسة الأطفال للرياضة فى الصغر يكون حماية لهم من الانحراف ومن الانجراف للمخدرات فقط.. ولو كان ذلك صحيحا فهو صحيح بنسبة 5%.. والباقى يكون بأن ممارسة الرياضة تغرز فى نفوس الأطفال العديد من القيم، مثل الكفاح والنضال، وتعلم أن النجاح يتطلب التدريب.. كما أن الرياضة تساعد على تعلم العمل الجماعى، وتعزز الانتماء.. وتعلم الطفل أن الحياة انتصار وانكسار. فلا مهزوم دائم ولا منتصر دائم.. والرياضة تعلم الطفل احترام المنافس، واحترام البطولة والبطل.. تُعلم الرياضة الأطفال والشباب العديد من القيم الإنسانية العظيمة والتى يرى مشاهدها فى جميع مستويات المنافسة الفردية والجماعية..

** من تلك المقدمة أدخل فى الموضوع..

** هل الزمالك استحق الفوز على بيراميدز؟ طبعا استحق. هل مدرب الزمالك ميتشو كفء وصاحب شخصية..؟ طبعا كفء وصاحب شخصية.. هل الزمالك استحق الفوز بكأس مصر؟ طبعا استحق. هل لعب الزمالك مباراة جيدة وممتعة؟ طبعا لعب مباراة ممتعة وجيدة.. إذن لماذا يغضب البعض من الإشادة بالزمالك وبأداء الفريق؟!

** يغيب عن الكثير من هواة ومشجعى كرة القدم والرياضة فكرة تقدير البطولة، وتقديرالبطل.. ولذلك وبدلا من ذلك يسارع هؤلاء إلى تسفيه البطولة وتسفيه البطل.. ويدهشك أن هؤلاء هم أنفسهم الذين تبهرهم كل مظاهر التقدير والاحترام للبطولة وللأبطال فى العالم الآخر بالغرب.. وهؤلاء يفسرون الإشادة بفريق غير فريقهم تطبيلا ومجاملة.. وعندما تكون الإشادة لفريقهم فتلك شهادة محترمة «علشان صاحبها بيفهم»..!

** إن هذا الشك يرجع إلى الخلط المذهل بين تشجيع فريق وبين النقد وبين العمل الإعلامى وتصدير الآراء للجمهور.. وهذا الشك يرجع أيضا إلى غياب العدالة فى التعامل مع كل إيجابية أو سلبية.. ومن ذلك على سبيل المثال أن يكون هناك كأس مصر حاضرا زاهيا فى المباراة النهائية، وهو أمر منطقى لأن مندوب الرئيس يحضر اللقاء بالتاريخ والتقاليد الراسخة لتسليم البطولة للبطل.. لكن لماذا لا يسلم درع الدورى للبطل احتفاء بلقبه وببطولته فى المباراة الأخيرة التى تتوجه بطلا؟

** ومن مظاهر زراعة الشك أن يقام ممر شرفى لبيراميدز من لاعبى الزمالك ويرد لاعبو الزمالك بممر شرفى للاعبى بيراميدز عند تسلم الجوائز وهو أمر جميل ورياضى. لكن لماذا لم يقف لاعبو الزمالك فى ممر شرفى للاعبى الأهلى فى المباراة الأخيرة..؟ أو لماذا لم يقف لاعبو المقاولون العرب للاعبى الأهلى فى ممر شرفى وتوج الفريق بلقب الدورى فى تلك المباراة؟

** عندما التقى منتخبا بنين والجزائر فى مباراة ودية على ملعب 5 يوليو فى العاصمة الجزائرية قبل 48 ساعة وقف لاعبو بنين فى ممر شرفى للاعبى الجزائر تحية لهم على فوزهم ببطولة الأمم الإفريقية، مع أن الأمر مضى وطويت صفحته.. لكنه التقدير للبطولة وللبطل.

** لا أقبل بمبرر الحساسيات والمنافسة، ولا يمكن تمرير هذا السبب.. فإما أن الممر الشرفى قاعدة.. أو ليست قاعدة.. وإما أن تسليم الدرع والكأس قاعدة أو أنه ليس قاعدة.. ومن يمرر فكرة الحساسية والمنافسة والخصومة بين الأهلى وبين الزمالك أو بينهما وبين أى فريق فإننا ننصحه بترك العمل فى المجال الرياضى، فمكانك ليس هنا.. مكانك هناك بعيد.. فأنت وأمثالك وأنتم وأمثالكم ترسخون للكراهية وللاحتقان وللفوضى.

** ثم دعكم من ذلك كله «هو فين درع الدورى؟» لماذا لم يتسلمه الأهلى حتى ساعة كتابة هذه السطور؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.