مكافحة التطرف فى الولايات المتحدة ليست الحل - قضايا عسكرية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:52 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مكافحة التطرف فى الولايات المتحدة ليست الحل

نشر فى : الخميس 11 فبراير 2021 - 6:00 م | آخر تحديث : الخميس 11 فبراير 2021 - 6:00 م

نشر موقع The Atlantic مقالا للكاتب Andrew Exum، تحدث فيه عن الحل الأمثل لمكافحة اليمين المتطرف فى الولايات المتحدة وما يجب أن تفعله أمريكا حيال الأشخاص الذين يتدخلون لعرقلة العملية الديمقراطية.. نعرض منه ما يلى.

الولايات المتحدة بحاجة لوضع حد للتطرف اليمينى الذى تعانى منه قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة، إلا أنها ليست بحاجة إلى استراتيجية لمكافحة هذا التطرف. ليس هذا فحسب، لكن لا ينبغى عليها أيضا أن تطبق دروس حملاتها الفاشلة فى الخارج على تحدياتها السياسية فى الداخل. فأسوأ شيء يمكن أن تفعله الولايات المتحدة الآن هو المبالغة فى رد الفعل ــ مثلما فعلت قبل عقدين من الزمان عندما غزت دولتين، إحداهما لا علاقة لها بهجمات 11 سبتمبر.
فى الأسابيع الماضية، رأى بعض قدامى المحاربين فى الحملات التى تم شنها على العراق وأفغانستان أن بعض المتطرفين الذين تواجههم الولايات المتحدة يشبهون القوات التى كافحت من أجل هزيمتها فى الخارج.
يأتى ذلك فى الوقت الذى شعروا فيه بالرعب خصوصا عندما شاهدوا حشدا عنيفا يقتحم مبنى الكابيتول وقت اجتماع أعضاء الكونجرس لإعلان جو بايدن رئيسًا منتخبًا بشكل شرعى للولايات المتحدة، ناهيك عن العدد المقلق من العسكريين القدامى وضباط الشرطة الذين شاركوا فى الهجوم.
الآن ما هو الحل إذن لمواجهة هذا التطرف؟. أهم شيء يمكن للولايات المتحدة القيام به لهزيمة قوى التطرف هو الاستمرار فى إجراء الانتخابات، والوفاء بالتزاماتها الديمقراطية، والاستمرار فى التصويت بأعداد لا تترك للقوى المعادية للديمقراطية خيارًا آخر سوى الاعتراف بالهزيمة. ففى نهاية عام رهيب بالنسبة للكثير من الأمريكيين، نجحت الدولة فى إنجاز شيء يجب أن تفخر به: حيث أجريت انتخابات حرة ونزيهة أدلى فيها عدد قياسى من الأمريكيين بأصواتهم وأسفر الأمر فى النهاية عن سلام، وانتقال سلمى للسلطة.
لكن ماذا عليها أن تفعل تجاه الأشخاص الذين يحاولون التدخل فى العملية الديمقراطية؟، يبدو أن الحل هو مقاضاة هؤلاء الأشخاص بموجب القوانين الموجودة بالفعل. فهى ليست بحاجة إلى تمرير تشريع جديد يمنح سلطات إنفاذ القانون مزيدًا من الصلاحيات لاتخاذ إجراءات ضد الإرهابيين المحليين، ومعظم أولئك الذين يدافعون عن تطبيق نهج لمكافحة التمرد يقرون بذلك.
وتتطلب محاكمة أولئك الذين يتدخلون فى العملية الديمقراطية جهودًا متواصلة. فستحتاج كيانات إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية إلى العمل معًا، وهو أمر صعب دائمًا من الناحية اللوجستية فى دولة فيدرالية مثل الولايات المتحدة.
كما تحتاج أيضًا إلى أن تكون صادقة بشأن نوعية الأشخاص الذين قد يستخدمون العنف أو التهديد بالعنف لتحقيق غاية سياسية فى مجتمعها. فالإرهاب الذى يرتكبه البيض لتقويض الديمقراطية له تاريخ طويل فى هذا البلد. وعليها أن تتجنب الدفاع عن البيض ومجاملتهم.
ملاحظة تحذيرية أخيرة: لتكن حذرة من أى شخص لديه أفكار حول كيفية تطبيق الدروس المرتكبة فى الخارج على تحديات الداخل. فهى لم تكن ناجحة فى الخارج بل فشلت إلى حد كبير فى تحقيق أهدافها فى كل من العراق وأفغانستان. ولم تخسر فى المقابل مبالغ فلكية فحسب، ولكن أيضًا أودت الحربان بأرواح العديد من القوات الأمريكية والعراقية والأفغانية والقوات المتحالفة.
إجمالا، التجربة الديمقراطية الأمريكية استمرت بقوة منذ 245 عامًا. كانت تلك التجربة أيضًا مكلفة، وقد أراقت الكثير من الدماء لضمان استمرارها. لكن فى أمريكا الوضع مختلف، فالكفاح من أجل الديمقراطية كان يستحق كل هذا العناء!.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى

التعليقات