هناك مناصب تستمد قوتها وأهميتها من مكانة المؤسسة التى يعمل فيها الشخص وكلما كانت المؤسسة أهم من غيرها مثل المؤسسات التى تتسمى بالسيادية كلما كانت أهمية الذين يعملون فيها وعندما يقالون ويذهب بريق السلطة المستمدة من المؤسسة تنطفئ الأضواء وينفض الجميع من حولهم، هؤلاء هم كثر فى مجتمعنا الذى لا يحترم الا قوة المؤسسات حتى لو كانت قوة مزعومة، وعندنا تجربة فى مصر فى ٢٥ يناير ٢٠١١ فمؤسسات الدولة أو بالأحرى النظام سقطت وتهاوت فى أيام قليلة بعد ان كنا معتقدين انها مؤسسات عاتية تعرف اين النملة ومتى تدب ولكنها تهاوت أمام إرادة الشعب وسقطت كما تسقط قصور الرمال وتفرط، وهناك رجال يصنعون المنصب والمؤسسة ولا يستمدون قوتهم من الكراسى التى يجلسون عليها بل العكس هو الصحيح فهؤلاء ليسوا اصحاب حظوة بل أهل خبرة هم بعلمهم وإخلاصهم وتفانيهم فى العمل وحبهم للوطن يصنعون المنصب وينمون المؤسسات التى تكتسب صيتها وقوتها من هؤلاء، وقد لاحظنا ان كثيرا من مؤسسات الدولة تدار من مقربين ومحظوظين من السلطة وليسوا متخصصين فعليين فى مجالهم فالشعب المصرى ليس فران تجارب، وضعنا السياسى والاقتصادى والاجتماعى لا يسمح بترف التجارب المعملية التى فى النهاية تخيب أكثر مما تصيب والنتيجة مزيد من الضحايا من المعوزين والمحتاجين والفقراء والمعدومين.