** هذا عنوان مقال كتبته الصحفية «يارا الشوبرى» فى جريدة الجارديان البريطانية، وهى عملت كصحفية freelancer وتعاونت مع العديد من الصحف والوكالات وهى متخصصة فى الرياضة وربطها كظاهرة ونشاط بالثقافة وبالسياسة. وحصلت يارا الشوبرى على العديد من الجوائز، ولها تقارير مهمة ومنها أحد التقارير ونشرته عام 2023 تحت عنوان: «هل تصل مصر والجزائر فى كرة القدم إلى العالمية؟».
** قبل الذهاب إلى تقرير يارا الشوبرى، يعد محمد صلاح رمزا للنجاح، ورمزا للكفاح، وبطلا مصريا غزا أوروبا وناطح الإنجليز فى تفوقهم الكروى، وهو حقق ذلك بالمهارة والتفرد والإبداع، وكم كان محبوبا حتى إن جمهور ليفربول غنى له ووصفه بالملك المصرى. وقد رصدت يارا الشوبرى رد فعل المصريين على أزمة محمد صلاح الأخيرة، وكيف أنهم تعاملوا معها بالمساندة الكاملة للنجم الذهبى، وهو يستحق ذلك لشخصيته ولإرثه الكروى ويبرران تصريحاته النارية.
** إن مكانة محمد صلاح فى مصر تجعل كل تحركاته محط أنظار الرأى العام. لذا، كان من المتوقع أن تصبح تصريحاته بعد تعادل ليفربول ٣/٣ مع ليدز الموضوع الأبرز والأكثر تداولًا فى وسائل الإعلام الرياضية المصرية. بعد أن جلس على مقعد الاحتياطى للمباراة الثالثة على التوالى.
** وفى التقرير يقول الصحفى المصرى آدم مصطفى، المؤسس المشارك لموقع KingFut الرياضى: «كان من المتوقع أن تدعم وسائل الإعلام المصرية صلاح». عندما تنظر إلى محتوى كرة القدم المصرية خلال السنوات الخمس الماضية، ستجد أن 60-70% منه كان يدور حوله، وهو يتمتع بمكانة فريدة لم نشهدها من قبل.
** وتقول يارا الشوبرى التى عاشت فى كندا وربما تحمل جنسية مصرية أو عربية، تقول عاد صلاح إلى قائمة تشكيلة الفريق لمواجهة برايتون بعد تصريحاته النارية. وتجلى التأثير الثقافى الحقيقى لصلاح فى اتساع نطاق النقاش فى أوساط المصريين؛ حيث تجاوز الحديث عن تصريحاته حدود التحليل الرياضى. إذ دافع عمرو أديب، أحد أشهر مقدمى البرامج فى مصر، عن صلاح بشدة. وحلل المعلقون السياسيون تصريحات صلاح من منظور تكتيكات التفاوض. حتى نقاد الأفلام على يوتيوب ومستخدمو تيك توك المهتمون بالطعام شعروا بضرورة تقديم تحليلاتهم. يقول أحمد فهمى، رئيس أحد أقدم روابط مشجعى ليفربول فى مصر: «يبدو أن لكل صوت رأيا يريد التعبير عنه. إن دراما هذه الأحداث تثبت أن أى أزمة تتعلق بصلاح هى أزمة للأمة بأسرها».
** لكن الأمر كان مختلفا فى بريطانيا، كما قال الصحفى المصرى آدم مصطفى فى تقرير الشوبرى، فبينما كان الإجماع فى مصر مساندا لصلاح بشكل ساحق، مع اتفاق شبه تام على موقفه، سارعت وسائل الإعلام البريطانية إلى وصف صلاح بأنه أنانى، بينما كان الرأى السائد فى مصر أن شخصيته وسجله السابق كافيان لمنحه الحق فى التعبير عن استيائه. ويقول أحمد فهمى رئيس رابطة ليفربول فى مصر: «إن الحديث عن خرق صلاح لقواعد غرفة الملابس المقدسة غير موجود هنا. لطالما إنحاز مجتمعنا الكروى إلى نجومه أكثر من المدربين والأندية».
** ونقل تقرير الجارديان اتهام المحللين المصريين للهولندى آرنى سلوت بالازدواجية، فهو لم يحاسب فان دايك مثلا ولم يدفع به إلى مقاعد الاحتياط، بينما كان صلاح أشبه بملاكم يبدو هادئا يتفادى اللكمات ثم ينقض ويوجه ضربته القاضية، وكما جاء فى تقرير بموقع «فى الجول» يبدو أن مايكل إدواردز، الرئيس التنفيذى لكرة القدم فى مجموعة فينواى الرياضية المالكة فى ليفربول، والمدير الرياضى للنادى، ريتشارد هيوز، لم يكونا راضيين عن تصريحات صلاح العلنية بشأن عقده الموسم الماضى، وتساءل المصريون عما إذا كانا هما المقصودان عندما قال صلاح: «هناك من لا يريدنى فى النادى».
** وانتقد أحمد حسام ميدو، الذى لعب مع توتنهام وميدلسبره، جيمى كاراجر وقال: «إنه يستغل أى موقف ليكون دائمًا محط الأنظار». وكان كاراجر فى تصريحات ببرنامج سكاى سبورتس قد وصف صلاح بأنه «فشل تشيلسى» وأنه «ضحى بترينت ألكسندرأرنولد طوال ثمانى سنوات، وتساءل عن سبب عدم فوز صلاح بأى لقب مع منتخب مصر».
** غالبية المصريين يشجعون محمد صلاح وليس ليفربول، وقد دافعوا عن بطلهم، وساندوه فى أزمته، التى بدت كأنها أزمة الأمة كلها بالفعل.