الإسلام كما أدين به 6 ــ الإيمان بالغيب- - جمال قطب - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإسلام كما أدين به 6 ــ الإيمان بالغيب-

نشر فى : الخميس 14 يناير 2016 - 10:10 م | آخر تحديث : الخميس 14 يناير 2016 - 10:10 م
ــ1ــ
الغيب هو ما لا تراه الأعين، ولا تلمسه الأيدى. والغيب الذى نؤمن به ثلاث درجات: الأول والأكبر هو الله، فذاته غيب لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، فالأبصار جميعها من خلقه وصنعه ولا توجد صنعة تدرك كنية صانعها، فحينما نقرأ فى القرآن أو نسمع لفظ الغيب نتذكر الغيب الأول والأكبر وهو الله، أما عوالم الغيب فمع كثرتها وكثافتها وتنوعها إلا أنها تقع جميعها فى أحد قسمين لا ثالث لهما، فكل غيب من الغيوب الخافية علينا إما أن يكون غيبا مطلقا أوغيبا نسبيا.
ــ2ــ
فالغيب المطلق: هو الملائكة والوحى، والشياطين والوسوسة، ويوم القيامة التى سماها القرآن بأسماء تعبر عنها، فيوم القيامة هو الحاقة ((الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ))، وهو القارعة ((الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ))، وهو الطامة الكبرى، وهو الصاخة ((فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ)). وقد وصف القرآن ذلك اليوم بأنه: يوم الدين، يوم الحسرة، يوم الفصل، يوم الحساب، يوم التلاق، يوم الوعيد، يوم الخروج..إلخ، وتلك كلها بعض ملامح ذلك الغيب الذى نسأل الله أن يعمنا فيه برحمته ولطفه وتجاوزه عن خطايانا.
واليوم الآخر بمراحله من النفخة الأولى فى الصور فالنفخة الثانية ((وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ)) حيث يحشر الناس ــ كل الناس ــ إلى ربهم، ويعاين كل إنسان الصراط الفارق بين الجنة والنار ويعاين الميزان وتعرض سجلات أعمال كل إنسان عليه صوتا وصورة..إلخ ((.. وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابا يَلْقَاهُ مَنشُورا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبا)).
وها هى الجنات المتعددة«جنات المأوى» ((أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))، «جنات عدن» ((جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ))، « جنات النعيم» ((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ))، «جنات الفردوس» ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا))، «جنات الخلد» ((..وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِى رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ..))، «جنة عالية» ((إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلَاقٍ حِسَابِيهْ * فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ))، «جنة الفرقان» ((تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرا)).
وها هى دركات النار من «جهنم» ((وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ))، إلى «الجحيم» ((وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ))، إلى «السعير» ((..وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ))، إلى «الحطمة» (( كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِى الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ))، إلى «لظى» ((..كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى* نَزَّاعَة لِّلشَّوَى* تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى* وَجَمَعَ فَأَوْعَى))، إلى «سقر» (( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ))، ثم «الهاوية» ((وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ .نَارٌ حَامِيَة)) وآيات القرآن توضح كثيرا من تلك الغيوب المطلقة.
ــ3ــ
أما الغيب النسبى: فهو تلك السنن الإلهية الكونية التى أودعها سبحانه وتعالى فى جميع المسخرات، حيث تبقى تلك السنن غيبا خافيا حتى يأذن الله بظهورها على يد بعض عباده مثل «الجاذبية الأرضية»، وسنن الضوء التى أثمرت تنوع العدسات بين مقعرة ومحدبة، و«المرايا العاكسة»، فكل ذلك كان غيبا خافيا لأجل محدود ثم أذن سبحانه وتعالى فأظهره فأصبح «حقيقة مشهودة»، لذلك يحسن أن نطلق عليه «غيب نسبى»، أو المجهول، فكل مكتشفات العلم ومخترعات العلماء من هذا المستوى «الغيب النسبى»، وما دام قد ظهر فيجب أن نسميه «مجهول» تم اكتشافه فأصبح معلوما، وذلك حتى لا يتصور أحد أن الغيوب المطلقة قابلة للظهور.
يتبع ،،،
جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات