الانتخابات الإسرائيلية.. بيبى صفقة سيئة - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 5:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الانتخابات الإسرائيلية.. بيبى صفقة سيئة

نشر فى : الثلاثاء 17 مارس 2015 - 11:10 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 17 مارس 2015 - 11:10 ص

نشرت صحيفة الإيكونوميست مقالا تتناول فيه الانتخابات الإسرائيلية والمقرر بدؤها اليوم، موضحا أن نتنياهو سبب أضرارا لإسرائيل وأن استمراره على رأس الحكومة سيزيد من الخطر الموجه ضد إسرائيل. وتبين الصحيفة فى بداية المقال أن بنيامين نتنياهو سيواجه عدم ثقة الأصدقاء والأعداء على حد سواء. فى إشارة إلى ما استمع إليه البعض عندما قال نيكولا ساركوزى، الرئيس الفرنسى السابق، عنه لباراك أوباما ذات مرة: "لا أستطيع احتماله. إنه كاذب." ولم يجادل أوباما فى الأمر.

ويشير المقال إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى هذا الشهر، قدم لمحات جديدة من الخداع. فبعدما أوضحت تقارير أنه عرض على الفلسطينيين شروطا أكثر سخاء مما يعلنه فى خطابه، حاول نتنياهو استعادة تأييد اليمين، فى كلمة ألقاها فى عام 2009، أشار فيها إلى إقامة دولة (محدودة جدا) للفلسطينيين. ويطرح هذا السؤال الكبير: أيهما نتنياهو الحقيقى رجل التفاوض، أم رجل الاحتلال؟ لقد راهن بتهور، على دعم الحزبين الأمريكيين لإسرائيل عندما تحدى أوباما بظهوره بوقاحة – على حد وصف المقال ــ أمام الكونجرس الذى يهيمن عليه الحزب الجمهورى للتنديد بالمفاوضات النووية التى تجريها الإدارة مع إيران حيث قال "هذه صفقة سيئة. انها صفقة سيئة للغاية. حالنا أفضل من دون ذلك ".

ويؤكد المقال أن اليوم سوف يصدر الناخبون الإسرائيليون حكمهم على بيبى. معتقدا أنه كان صفقة سيئة بالنسبة لإسرائيل. وسيكون الحال أفضل من دونه. مضيفا أنه برغم عدم امتلاك منافسه، «اسحاق بوجى هرتسوج» كاريزما، لكنه متزن الفكر ولديه فريق يتمتع بمصداقية أمنية واقتصادية. ويريد إجراء محادثات مع الفلسطينيين وإصلاح العلاقات مع أوباما. حيث يؤكد المقال أنه يستحق فرصة لإثبات نفسه.

ويعتبر المقال نتنياهو، الذى يتولى المنصب على مدى السنوات الست الماضية، بعد أن أمضى فيه ثلاث سنوات فى التسعينات، الزعيم الإسرائيلى الذى قضى فى المنصب أطول فترة منذ دافيد بن جوريون. وهذا هو الانجاز الواضح لرجل تشكك والده ذات مرة فى صلاحيته لهذا المنصب. ويرجع طول بقاء نتنياهو إلى العديد من العوامل، ليس أقلها مكره، وطلاقته وولاؤه لحزب الليكود. ولكن انجازاته يفوقها العديد من العيوب.

•••

وعلى الجانب الإيجابى، يضيف المقال أن نتنياهو نجح فى تحرير الاقتصاد الإسرائيلى وتطوير قطاع مزدهر للتكنولوجيا العالية. كما أبحر بمهارة خلال الأزمة المالية والركود الطويل فى أوروبا، وهو أكبر شريك تجارى لإسرائيل. كما أبقى على برنامج إيران النووى فى مقدمة الاهتمام العالمى. وحافظ أيضا على إسرائيل آمنة بعد ثورات الربيع العربى عام 2011، التى أطاحت بزعماء وسببت تصدعا للدول العتيقة فى جميع أنحاء المنطقة. وبعد ذلك، ربما يحول الجهاديون والميليشيات الشيعية التى ملأت الفراغ أسلحتهم نحو إسرائيل. وهم يقتلون بعضهم البعض فى الوقت الراهن. وفى أثناء الاضطراب أقامت إسرائيل علاقات أوثق مع مصر، وعلى نحو أكثر سرية، مع الأنظمة الملكية العربية.

وفى المقابل يرى المقال أنه يجب محاسبة إبقاء بيبى على الاحتلال العسكرى فى الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، وهو أمر ضده بشكل كبير. وقد رفض تقديم أى تنازلات حقيقية للفلسطينيين، بدعوى أنه "لايوجد شريك للسلام"ــ حتى وإن كان محمود عباس، الرئيس الفلسطينى، تبرأ من العنف وأبقى على التعاون الأمنى مع إسرائيل فى الضفة الغربية. ولاشك أن لعباس نفسه الكثير من أوجه القصور، لكنه أيضا تعرض للإضعاف بشكل متعمد من قبل نتنياهو. فقد أوقفت إسرائيل عائدات الضرائب الفلسطينية ردا على قرار عباس اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتُوضح أفعال نتنياهو تأثير البراجماتية التى يعبر عنها فى خطابه: فقد قام بتوسيع المستوطنات، وبالتالى تفتيت المناطق الفلسطينية، كما جعل من فكرة قيام دولة فلسطينية، أمرا مضحكا.

وتشير الصحيفة إلى أنه ربما يكون نتنياهو منطقيا بالنسبة للإسرائيليين الذين تروعهم الصواريخ والقذائف، عندما يدعى أن منح الفلسطينيين السيطرة على أرضهم سيجلب مزيدا من العنف. وتعمق الاضطرابات فى العالم العربى هذه المخاوف. فإذا كانت إسرائيل سلمت سوريا مرتفعات الجولان، ربما كانت قد وجدت نفسها الآن تواجه مقاتلين من حزب الله والقاعدة أو الدولة الإسلامية على بحر الجليل.

ومع ذلك، فمن دون قيام دولة فلسطينية، تتعرض إسرائيل للخطر، أما الأغلبية اليهودية، أو المكانة الأخلاقية من خلال إخضاع وحرمان السكان الفلسطينيين. وسوف تخسر إسرائيل تأييد الخارج حتى عندما تدافع عن نفسها شرعيا. وفى الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، ربما يتاجر نتنياهو فى اللعب بشكل جيد بالمخاطر التى تشكلها إيران والجهاديون وحماس. ولكن الحقيقة أن الجمود، أيضا، يعرض إسرائيل للخطر.

التعليقات