فى هذا الباب الأسبوعى الذى يظهر كل يوم احد، يتواصل د. محمد طه أستاذ م. الطب النفسى، معكم، للإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم فى كل ما يخص أحوال النفس، والطب النفسى، والعلاقات الإنسانية.

راسلونا على: http://m.me/mohamedtaha.net

●● كل الرسائل تخضع للسرية والخصوصية التامة، والإجابات عليها تكون بطلب المُرسل وبدون ذكر أية معلومات شخصية.

أنا قريت كتاب حضرتك الأخير.. الكتاب من اكتر الكتب إلى قريتها واستمتعت بيها، لأنه حقيقى بجد..
كنت حابة أحكى لحضرتك قصتى عشان محتاجة رأى حضرتك.. أنا عشت فى بيت بمعنى الكلمه سوى نفسيًا، مفيش كلمة راجل وست.. أبويا وأمى وأنا وأخويا كلنا بنساعد بعض فى كل حاجة.. حتى المشاكل كان أهلى متفاهمين لأبعد حد معانا، وكمان أنا شغالة فى مكان مرموق جدا، ووضعى كبير فى مكان شغلى، وبسبب شغلى قابلت ٣٥ عريس.. اللى عايز فلوسى واللى عايز يبقى سى السيد وإللى عايزنى واجهة... وحاجات كتير طبعا.
لحد ما اتعرفت عن طريق صالونات براجل واتخطبت له.. وبعد كام شهر حصلت مشكله كبيرة وسبته.. بس رجع ولقيته رحيم وحنين وبيقول آسف وبيعتذر وبيتعلم من خطأه.. فرحت طبعا ورجعت واتجوزت من ٣ شهور.
كل ما اتناقش بهدوء معاه فى أى حاجه تقلب بخناقة، وبقيت أسمع كلمة «أنا الراجل وكلمتى تمشى»، و«انتى مش متربيه عشان تناقشينى، ده شىء مش من حقك أصلا».. يغلبنى بالصوت، مش بيدينى حق أتكلم، وبيتعامل معايا طبعا كخادمة.. وعلى فكره سايبنى لوحدى ليل ونهار.
وفجأة كره شغلى، رغم إنه كان مبسوط إنى باشغل وقتى فى حاجه بحبها.. بقى بيكره نجاحى بأى شكل.. بيكذب عليا.. بيزعق ويقولى: «شوفى قله الادب بترد إزاى»، وأنا اصلا مانطقتش كلمه.
بدأ يشتم شتايم من أفظع الشتايم، لحد ما مد إيده عليا وأنا حامل، وللأسف لما حد من أهلى تدخل شتمه ومد إيده عليه هو كمان.. وروحت لبيت أهلى ومصممة على الطلاق.. وبرضو مش راحم حد من الشتايم.. وشايف نفسه صح.
المشكله انه عاوز يبعد عن الطلاق، وعايزنى أرجع ولوحدى، بعد ما فقدت حملى.
أنا شايفة انه محتاج علاج، لأن كان بيكره والده؛ لأنه كان قاسى وعصبى، وكان بيحاول يقويه عن طريق التعذيب والضرب، ووالدته كانت بتدلعه لدرجة انها شغّلت اخواته خادمات عنده، وربت بناتها ان «لو جوزك ضربك ازعلى بس».. وشايفين إنى كبرت موضوع مد الإيد، وإن ده طبيعى.. أنا بحبه بس عمرى ما هقدر أكمل معاه.
سؤالى هو: أنا ممكن أخليه يتعالج إزاي؟ خاصة ان طفولته كانت قاسية جدا؟ واللا محاولش؟

أختى العزيزة..
«أنا ممكن أخليه يتعالج إزاى؟»
ده نص سؤالك اللى انتى محتاجة إجابة عليه.. رغم إنى كنت مستنى سؤال (أو أسئلة) تانية خالص.. أسئلة ليها علاقة بمعنى الزواج الحقيقى، وأسباب قبول الأذى، ومعانى التنازل عن الحقوق.. لكنى هاجاوبك على سؤالك.
محدش ــ يا سيدتى ــ بيخلى حد يتعالج.. فيه حد يقول لحد انت بتؤذينى وأنا مش هاسمحلك تؤذينى تانى..
محدش بيطلب من حد إنه يتعالج.. إنما ممكن حد يرفض أن يمارس حد تانى عليه مرضه (ده إذا كان مريض).
محدش بياخد حد إهانة وضربه من إيده للدكتور ويقوله علشان انت مريت بطفولة قاسية.. لكن فيه حد يقول لحد روح اكشف واتعالج، وإلا مش هاكمل معاك (فى حالة اختيارك لده على مسئوليتك).

دورك ناحيته هنا يا سيدتى فى أقصى أحواله هو النصيحة.. والنصيحة فقط: روح عند دكتور نفسى يشوفك ويساعدك.
انما دورك ناحية نفسك أهم بكتير.
دورك أن تكفى الأذى عن نفسك.. وماتصدقيش اللى عاوزين يكملوا على البقية الباقية من كرامتك..
دورك أن تعفى نفسك من مزيد من الأذى.. وماتسمعيش للى اتشوهت نفسياتهم لدرجة صعوبة ــ وربما استحالة ــ تعافيها.
دورك أن تحمى نفسك وجسمك وروحك.. لأن ربنا هايحاسبك عنهم.. وعلى مدى حفاظك عليهم..
اللى عاوز يتعالج ــ يا عزيزتى ــ مهم يعترف أولا إن فيه مشكلة.. ويشوف ــ ثانيا ــ إنه مسئول بدرجة معينة عنها.. ويقرر ــ ثالثا ــ إنه يتوجه لحد يساعده.. وينتظم ــ رابعا ــ على تعليمات وإراشادات الطبيب/المعالج.. ويبدأ ــ خامسا ــ فى تغير حقيقى من داخله ينعكس على سلوكه الخارجى.. ويستمر ــ أخيرا ــ هذا التغير ما بقى له من عمر وليس بشكل مؤقت وسريع وغير دائم.. غير كده يبقى بتضحكى على نفسك.. أو بتكدبى عليها.

عاوز أطلب منك طلب أخير..
ممكن تقرأى رسالتك تانى؟
مش إجابتى.. لأ.. رسالتك..

دعواتى معك