الإسلام كما أدين به.. 6- الإيمان بالغيب -ب - جمال قطب - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإسلام كما أدين به.. 6- الإيمان بالغيب -ب

نشر فى : الخميس 21 يناير 2016 - 10:10 م | آخر تحديث : الخميس 21 يناير 2016 - 11:06 م
الغيب الأكبر هو الذات الإلهية، فمن رحمته جل جلاله أن حجب ذاته عن عباده لعدم قدرتهم على رؤيتها، ولعلك تتذكر إجابة الله جل جلاله للكليم موسى حينما طلب أن يرى ربه وقال: ((..رَبِّ أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِى وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى..))، فإذا كان الجبل قد دك دكا ووقع الكليم مصعوقا فكيف لبشر أن يتحمل مواجهة الجمال والجلال الإلهى !!!، هكذا ذات الله غيب محجوب حتى يتجلى سبحانه يوم القيامة على أهل الجنة ليروه فيزداد نعيمهم (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)). وبعد الغيب الأكبر تأتى غيوب كثيرة بعضها مطلق أى يبقى غيبا حتى نهاية الدنيا وأبرز هذه الغيوب عالم الجن الصالح والطالح والملائكة والشياطين، وسيد الملائكة «جبريل» وكبير الشياطين«إبليس» وكيف يتكاثر كل فريق منهم ومدى أجل كل منهم، والوظائف والمهام المسندة إلى كل منهم. ونجد كثيرا مما يحبطنا علما بهؤلاء. فزمن الغيوب المطلقة حديث نفس كل إنسان وأفكار وتدابير كل إنسان التى أغلق عليها قلبه ولم يبح بها فإذا أضفت إلى ذلك العلاقات الخاصة والعامة بين بعض المخلوقات ((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِى الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُبِينٍ))، فأمم الحيوانات والحشرات سواء فى الأرض أو فى البحر أو فى الجو، كل ذلك نرى ظاهره ولا نعلم مهامه التى خلق من أجلها.. ولقد ذكرت أمم الحيوانات لأن بعض شئونها غيب مطلق وبعض شئونها غيب نسبى يتلاحق ظهوره أو اكتشافه كلما تلاحق البحث العلمى والدرس، فكل ما يتحقق كشفه سواء من مواد أو خصائص لبعض المواد فإنما هو من فصيلة الغيب النسبى الذى يجب أن نسميه «مجهولا» أو«غيبا نسبيا»، وليس«غيبا مطلقا». كذلك فمن الغيوب المطلقة التى نؤمن بها كيف يحقق الله جل جلاله الجزاء الدنيوى والأخروى لكل عبد من عباده المكلفين.

فالإنسان يتحير كيف يتم القصاص الإلهى فى الدنيا دون ترتيب من بشر وكيف تتم مكافأة المحسن دون سابق إنذار. وفى حياة كل إنسان منا عدد من الغيوب حتى الآن منها ما أكد القرآن أنه غيب مطلق لا سبيل إليه مثل رزق كل إنسان وأجله، بل وكيف يأتى الأجل زمانا ومكانا وكيفية ((.. وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ..)).
وفى حياتنا غيوب أخرى مثل حقيقة النوم الذى يأخذنا رغما كل ليلة ثم نعود لا تدرى كيف جاء النوم ولا كيف ذهب ((..وَهُوَ الَّذِى يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ..))، وفى يوم الإنسان ما يراه من أحلام أو يعانيه من كوابيس لا زال العلم عاجزا أمامها.
أما علاقة الملائكة والشياطين بالإنسان فتلك علاقة لا سبيل لإدراكها إلا من خلال ما صرح به القرآن فى شأن هذه المخلوقات. ولأن الملائكة والشياطين ذات علاقات دائمة مع الإنسان، فلنحاول التعرف على بعض وظائف وخصائص هذه المخلوقات من خلال ما جاء فى القرآن الكريم..

يتبع،،،
جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات