ثورة حتى النصر - أشرف البربرى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثورة حتى النصر

نشر فى : الخميس 24 فبراير 2011 - 9:49 ص | آخر تحديث : الخميس 24 فبراير 2011 - 9:49 ص

 رغم أن ما حققته ثورة 25 يناير عظيم للغاية بمقياس الماضى، فإنها لا تكاد تكون حققت شيئا كبيرا بمقياس المستقبل.

فالماضى الذى ضرب فيه الفساد والاستبداد والسلبية والإهمال جذوره، يجعل من ثورة الشعب المصرى التى أطاحت بأحد أقدم رؤساء إفريقيا والعالم خلال 18 يوما وأجبرت النظام على تحقيق ما لم يكن يحلم به مصرى يؤكد أن إنجازات الثورة هائلة.

لكن المستقبل الذى يحتاج إلى تثبيت السلطة المطلقة للشعب والحق المطلق لأى مواطن فى التعبير السلمى عن رأيه وضمان احترام هذا الرأى والتعامل معه بجدية من جانب أكبر رأس فى البلاد ووضع أسس دولة ديمقراطية مدنية حقيقية السيادة فيها للقانون والدستور يؤكد أن الثورة لم تحقق من أهدافها إلا النذر اليسير.

لذلك لا يجب الاستماع كثيرا إلى الأصوات التى تطالب الشعب بالهدوء والاكتفاء بما تحقق وترك الفرصة للقائمين على الأمر لكى ينفذوا المطالب الشعبية المشروعة. فأفضل ضمانة لتحقيق كل الأهداف هى مواصلة الضغط الشعبى على المسئولين بمختلف فئاتهم حتى يدركوا تماما أنهم ليسوا مطلقى اليد فى البلاد وأن هناك شعبا رقيبا لن يقبل بالالتفاف على الثورة وأهدافها أيا كانت المبررات.

ليس هذا فحسب بل إن المظاهرات المليونية الأسبوعية هى أمر مطلوب فى حد ذاتها من أجل ترسيخ حق الشعب فى التظاهر السلمى وقتما يشاء دون انتظار إذن من أى جهة كانت. فلا يجب تقييد الحق فى التظاهر تحت أى دعوى حتى لو كانت حالة الطوارائ، لأن التظاهر هو السلاح الوحيد الموجود فى يد الشعب الآن لكى يحقق توازن القوة مع نظام الحكم، فى ظل غياب أى مؤسسات للتعبير عن الإرادة الشعبية فى الوقت الراهن.

أما هؤلاء الذين يعتبرون التظاهر فى ميدان التحرير بالقاهرة أو فى أى شارع بعموم مصر تعطيلا لمصالح الناس، فعليهم أن يتذكروا كم مرة تم حبسهم داخل شوارع مغلقة بالساعات لكى يمر مسئول كبير أو صغير. وكم مرة تم إغلاق أحياء وربما مدن بأكملها لأن الرئيس أو زوجته أو نجله يتفضل بزيارة المدينة.

المظاهرات السلمية لا تعطل مصالح أحد ولكنها تحمى مصالح الشعب. والوصول بالثورة المصرية التى يتحدث عنها العالم بانبهار يحتم على الجميع أن يظلوا فى حالة تأهب دائم وأن يظل القائمون على الأمر تحت ضغط شعبى مستمر لأن تلاشى هذا الضغط يمكن أن يدفع من فى قلبه مرض إلى محاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. لذلك على الجميع أن يرفع شعار «ثورة حتى النصر».

التعليقات