فيلم سعودى فى الأوسكار.. متى تفيقون؟ - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فيلم سعودى فى الأوسكار.. متى تفيقون؟

نشر فى : الثلاثاء 24 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 24 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

قامت الدنيا ولم تقعد فى الوسط الفنى والاعلامى السعودى، عقب الإعلان عن مشاركة الفيلم السعودى «وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور فى المنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى وبرغم حالة الترقب والحذر لدى النظام السياسى والرسمى من صعود تيار السينما السعودية وخاصة التى تقف وراءها امرأة تتبنى واقع ونظرة بلدها للفتاة ونجاحها فى لفت انتباه المحافل الدولية لها، إلا أن الجميع اعتبره حدثا مهما يؤكد وبحق إصرار صناع السينما، هناك رجال ونساء على خلق كيان يكسرون به تابوهات وحواجز حالت لسنوات دون تقديم أعمال سينمائية روائية طويلة تتناول الاوضاع الداخلية فى هذا المجتمع المتناقض فى نظرته للفن.

الشىء المهم أن فيلم «وجدة» تقدمه امرأة نجحت فى أن تخرج عملها الجرىء إلى النور وتطوف به كثير من مهرجانات العالم مثل فينسيا وكان ودبى وعرضته فى دور العرض الأمريكية.

والواقع أن مشهد النهاية فى الفيلم يحدد مسار الجيل الجديد فى المجتمع السعودى بإصرار بطلته الطفلة على امتلاك «بسكليتة» مثل صديقها الولد وتكسر حاجز منع امتلاكها للبنات واختيار طريق الحرية والهدف الذى حددته لنفسها حيث تسير بـ«البسكليتة» باتجاه المستقبل وكان الطريق ممهدا وطويلا، وهو ما أراه العلامة الكاملة لعمل فنى أراد عبر صورة واقعية محفزة ومحرضة توصيل رسالة بأن الجيل القادم لا يعرف المستحيل ولا توقفه رقابة مغلفة بمنظومة سياسية أو تقاليد اجتماعية.

دخول الفيلم السعودى للمنافسة على الأوسكار يكشف وضع السينما المصرية، وحالة التوهان التى أصابت صناعها ومسئوليها، فهم باتوا فى معزل عن العالم الكبير، رضخوا لليأس واستسلموا لقلة الحيلة.. شاخت عزيمتهم وانكسر طموحهم، والشىء المثير للدهشة هو الاعلان عن مؤتمر لإنقاذ السينما المصرية.. أى شىء يريدون انقاذه ؟!! طالما صناع السينما أنفسهم أصابتهم الرخوة، والأكثر اثارة هو أن يتذكر فجأة المسئولين والسينمائيين أننا لم نرشح أو نختر فيلما مصريا ينافس على جائزة الأوسكار كنظيره السعودى، ولولا أن الزميل أحمد فاروق فجر القضية على صفحات الشروق لما التفت أحد إلى الموضوع أصلا، ولنجد فى النهاية استكمالا لرحلة التوهان بعد أن أعلن وزير الثقافة عن تشكيل لجنة لاختيار فيلم مصرى للأوسكار وهم يعلمون أن الجهة التى لها حق ترشيح أفلام الأوسكار لابد أن تكون جهة أهلية منتخبة وليست حكومية، ويضيع الوقت، ثم نفاجأ ثانية ببيان أطلقوا عليه «بيان هام» يقول إنه تم الاتفاق بين جبهة الابداع ونقابة السينمائيين على تكوين لجنة ترشح فيلما مصريا للتقدم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى، بل وتناشد تلك اللجنة المنتجين وصناع السينما المهتمين بتقديم افلامهم لنقابة السينمائيين لاختيار واحد منها.

ياسادة.. إنكم تلهون وتلعبون وتلهثون وراء سراب، فمع احترامى لأعضاء اللجنة فقد فات الأوان ولن تجدوا سينمائيا مهتما، لا أحد يهمه خوض معركة حقيقية لعودة السينما المصرية ووضعها فى مكانة تستحقها، فهل لكم فى المخرجة السعودية قدوة ومثل.. متى تفيقون؟.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات