«تاما 38» مشروع للتنمية الحضرية فى إسرائيل - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«تاما 38» مشروع للتنمية الحضرية فى إسرائيل

نشر فى : الجمعة 26 يوليه 2019 - 10:20 م | آخر تحديث : الجمعة 26 يوليه 2019 - 10:20 م

نشرت صحيفة U.S NEWS مقالا للكاتبة Sara Toth Stub تتحدث فيه عن المشروع الذى صدقت عليه حكومة إسرائيل عام 2005 لتدعيم المبانى القديمة أمام الهزات الأرضية.. ويشجع عملية تدعيم المبانى القديمة المرخصة التى بنيت قبل عام 1981 سواء السكنية أو التجارية، وإعطاء صاحب المبنى الحق بإضافة وحدات سكنية جديدة حسب ظروف كل مبنى..
إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن المبنى السكنى الذى يعود تاريخه إلى ستينيات القرن العشرين والذى تعيش فيه يائيل روكوف فى القدس مع زوجها وابنيها الصغار سيتم هدمه وإعادة بنائه وفقا لمعايير البناء الحالية. سيتلقى روكوف والعائلات الأخرى جميعها شققا أكبر فى المبنى الذى تم تجديده، وهذا المشروع الضخم لن يكلفهم شيئا. وفقا لخطة التجديد العمرانى على مستوى البلاد، والمعروفة بـ«تاما 38»، فإن المطورين فى إسرائيل سوف يسددون فاتورة تعزيز المبانى ضد الزلازل وإضافة غرف واقية لاستخدامها أثناء هجمات الصواريخ والأسلحة الكيميائية.. وفى المقابل، يمكن للمطورين إضافة المزيد من الشقق على المبانى وبيعها لتغطية التكاليف وتحقيق هامش ربح. كما أن المطور سيغطى أيضا تكاليف استئجار العائلات لمنزل آخر أثناء إنجاز العمل».
لكن البلديات فى جميع أنحاء إسرائيل أثارت مخاوف بشأن العدد المتزايد لمشاريع تاما 38، قائلة إنها تؤدى إلى زيادة الكثافة السكانية دون زيادة فى البنية التحتية ــ مثل الحدائق والمدارس وأماكن وقوف السيارات. ويبدو أن الحكومة الفيدرالية قد تلقت الرسالة. فى أوائل شهر يوليو، وأعلنت عن خطط مبدئية لإلغاء البرنامج وهو ما أدى إلى مزيج من ردود الفعل المتناقضة.
وعلى الرغم من أن تاما 38 موجود منذ عام 2005، إلا أن وتيرة هذه المشروعات قد ارتفعت فى السنوات الأخيرة مع استمرار ارتفاع أسعار العقارات. فى عام 2018، وافقت الحكومة على خطط لإضافة 13133 وحدة سكنية جديدة فى هذه المخططات، ارتفاعا من 843 وحدة سكنية جديدة تمت الموافقة عليها فى عام 2010، وفقا لمكتب إسرائيل للتجديد الحضرى..
يتم تنفيذ تاما 38 بشكل رئيسى فى المدن والأحياء ذات القيمة العقارية العالية، حيث يمكن للمطورين تحقيق أعلى الأرباح فى الشقق الجديدة التى يضيفونها ويبيعونها، بعيدا عن المناطق الأكثر فقرا والأكثر عرضة للزلازل فى البلاد أو فى المناطق القريبة من الصواريخ المحتملة من قطاع غزة ولبنان.
إن الزيادة فى مشاريع تاما 38، وبرنامج مشابه يدعى «الإخلاء والبناء»، ملحوظة بشكل خاص فى القدس، المدينة التى يبلغ عدد سكانها نحو 874000 نسمة والتى يوجد فيها عدد قليل من المبانى الشاهقة والجديدة. الآن يتم التخطيط لأكثر من 20000 شقة جديدة فى إطار هذه البرامج. ويقول بعض المسئولين إن هذه المشاريع أساسية لإضافة مساكن المدينة فى حاجة ماسة إليها.
ويضيف آميت بونى كرونيش، رئيس مبادرات التجديد الحضرى لشركة Moriah Jerusalem Development Corporation قائلا: «نحن محدودون فى الفضاء، لذا فإن هذه المشاريع هى الحل الاجتماعى والحضرى الصحيح للقدس». ويقول إن التوسع فى القدس محدود بسبب التضاريس الجبلية المحيطة والضغط السياسى الدولى للامتناع عن البناء الجديد على الأرض الذى خصصته خطط السلام لدولة فلسطينية محتملة.. وكانت هناك شكاوى من البرنامج باعتباره يزيد من الكثافة السكانية دون مراعاة الاحتياجات المصاحبة مثل مواقف السيارات والمساحات الخضراء والمدارس والبنية التحتية مثل شبكات الصرف الصحى.. إلخ. كانت رمات غان، المدينة المتاخمة لتل أبيب، تشعر بقلق بالغ إزاء البنية التحتية.
ويضيف بونى كرونيش أن القدس تفضل مشاريع الإخلاء والبناء لأنهم، على عكس تاما 38، يحتاجون إلى إعادة موافقة من البلدية. «هذا يتيح للبلدية تقديم طلبات، مثل أن يقوم المطورون أيضا بالدفع مقابل أو بناء المزيد من المدارس أو الطرق أو المعابد، مقابل الحصول على التصاريح».
ويضيف منتقدو البرنامجين إنهم أحيانا يجبرون الأشخاص ذوى الدخول المنخفضة على الخروج من منازلهم. وعلى الرغم من أن مالكى الشقق يحصلون على شقة أكبر مجانا، إلا إن المبانى الجديدة والموسعة التى تنتج عن مشاريع تاما 38 ومشروع الاخلاء والبناء تتطلب غالبا رسوم أكبر للصيانة، كما أن ضرائب العقارات أعلى أيضا فى الشقق الموسعة. و«هذه كلها تحديات، لابد من إيجاد طرق لمواجهتها».
بعد المخاوف المثارة بشأن مشروعات تاما 38، أعلن رئيس المكتب الحكومى الوطنى الذى يشرف على التخطيط والتطوير الحضرى أنه يفكر فى إنهاء البرنامج فى عام 2020.
وقال «داليت زيلبر» مدير إدارة التخطيط الوطنى فى بيان أن «موقف إدارة التخطيط هو أنه من الأفضل الترويج لمشاريع تجديد حضرى أكثر شمولية تستجيب لاحتياجات عامة الناس وتساهم فى تحقيق الرفاهية».
لكن أيضا بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعيشون فى شقق صغيرة، وغالبا ما تصل قيمتها إلى نحو مليون دولار فى الأحياء الوسطى من القدس وتل أبيب، فإن المشاركة فى تاما 38 ومشروع الإخلاء والبناء هو حلم بالنسبة لهم.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى:من هنا

التعليقات