تهديد الاتفاق الإيرانى لإسرائيل: خلاف بين الجيش ونتنياهو - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تهديد الاتفاق الإيرانى لإسرائيل: خلاف بين الجيش ونتنياهو

نشر فى : الأربعاء 26 أغسطس 2015 - 6:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 26 أغسطس 2015 - 6:10 ص

نشرت مجلة كريستيان ساينس مونيتور مقالا للكاتب جوشوا ميتنيك، والذى يستعرض فيه رؤية الجيش الاسرائيلى للاتفاق النووى الإيرانى، مبينا وجود خلاف بين وجهة نظر فريق من القادة العسكريين من جهة والحكومة المنتخبة برئاسة بنيامين نتنياهو من جهة أخرى. ويستهل ميتنيك مقاله بأنه رغم تلقى تنديد رئيس الوزراء الاسرائيلى بالاتفاق النووى الإيرانى باعتباره «خطأ تاريخيا» تأييدا شعبيا واسع النطاق وردد التنديد قادة المعارضة. إلا أن العديد من قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تبنوا نهجا مغايرا قليلا، فيما يعتبر أكبر دلالة على وجود اختلاف بين البعض فى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ورئيس الوزراء.

ورغم أن نتنياهو يصور البرنامج النووى الإيرانى على أنه يمثل تهديدا لوجود إسرائيل، ويحشد المشرعين الأمريكيين لعدم الموافقة عليه؛ أقر الاتفاق بعض الضباط، عقب الإعلان عنه فى سويسرا الشهر الماضى، قائلين إنه يرجئ التهديد النووى عقدا آخر.

***
ويرى ميتنيك أن طرح الجيش الاسرائيلى العام على العامة ملخصا لرؤيته الاستراتيجية فى 33 صفحة دلالة جديدة على الجدل الدائر، فقد أثار الدهشة فى إسرائيل الفترة الماضية، حيث يكاد يكون لم يتطرق بالذكر لإيران أو برنامجها النووى. ويطرح التقرير المعنون بـ«استراتيجية الجيش الإسرائيلى»، وكتبه رئيس الأركان، الفريق جادى آيزنكوت، تقييما جافا عقلانيا للتهديدات المتغيرة والأهداف العسكرية، والمبادئ التوجيهية للحرب. وهذه هى المرة الأولى، فى الجيش، التى يطرح فيها مثل هذا التقرير على الرأى العام.
ويعرض ميتنيك ما صرح عمير تيبون، المراسل الدبلوماسى لموقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى بأن: « ليس سرا أن بعض أصحاب المراكز الرفيعة فى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بما فى ذلك الجيش، يرون الاتفاق النووى بصورة أكثر إيجابية مما يراه رئيس الوزراء. فهم من ناحية، يعتقدون أن الصفقة تبعد إيران عن الحصول على القنبلة، وهو أمر جيد. ولكنهم، من جهة أخرى، يشاركون نتنياهو القلق حول استخدام إيران رفع العقوبات المالية فى زيادة دعمها لتابعيها الإرهابيين فى جميع أنحاء المنطقة».

ويقول نتنياهو إن البرنامج النووى الايرانى هو العامل الأكبر لعدم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، ويتساوى فى ذلك مع توجه ألمانيا النازية للحرب فى أواخر عام 1930. وعلى النقيض من ذلك، لم تذكر وثيقة قوات الدفاع الإسرائيلية إيران بالاسم سوى مرة واحدة فقط. ولم يرد فى الجزء الذى يستعرض التهديدات الموجهة لإسرائيل، كلمة «النووى» أو أى إشارة أخرى إلى البرنامج النووى الإيرانى.

***
ويستعرض ميتنيك آراء الخبراء وسط هذا الجدل الدائر، ففى صحيفة هآرتس الليبرالية، قال خبير شئون الدفاع عمير أورين إن تقرير الجيش الإسرائيلى يعكس رأيا مفاده أن تهديد إيران النووية «فى إجازة حتى عام 2025». كما حذر مسئول عسكرى اسرائيلى كبير ــ عندما طلب منه التعليق على التقرير ـ من القفز إلى استنتاجات حول مواقف الجيش من صفقة إيران. ومع ذلك، يقول محللون عسكريون اسرائيليون آخرون أن إغفال ذكر البرنامج النووى ليس من قبيل الصدفة.

ويقول ايهود عيران، أستاذ العلوم السياسية المساعد، فى جامعة حيفا والخبير العسكرى. «الجيش مؤسسة ترى الأشياء كما هى، وأعتقد أنهم يرون أنه على الأقل فى المدى القصير، لن يتعامل الجيش الإسرائيلى مباشرة مع البرنامج النووى الإيرانى».. وهذا ليس أول اختلاف فى الرأى بشأن إيران بين القادة المنتخبين والمسئولين الأمنيين. فقبل عدة سنوات، عندما ألمح القادة الإسرائيليون إلى احتمال شن هجوم استباقى على المنشآت النووية الايرانية، كان رئيس الموساد مائير داجان ضد خطط لتوجيه ضربة. ويشير عيران إلى «اختلاف بنيوى» بين المعسكرين، حيث «تهتم الجيوش بالتهديدات المباشرة، ويفسر السياسيون الواقع وفقا لمجموعات أوسع من الحقائق والقيم والأخبار؛ ولديهم مجموعة واسعة من الحسابات، مثل الفوز فى الانتخابات».

وفى الواقع، كان إسحق هرتزوج، رئيس حزب العمل المعارض ضد الاتفاق منذ الإعلان عنه فى أوائل يوليو. وذكرت صحيفة هآرتس قبل أيام، أن فرع الاستخبارات العسكرية تنبأ بأن الاتفاق النووى سيجعل إيران عاجزة عن إنتاج سلاح نووى خلال السنوات المقبلة، ويكبح الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل.

ويشير ميتنيك إلى ما قاله مائير جواد أفنار خبير الشئون الإيرانية فى إسرائيل «لدينا مجموعة، لا نعرف حجمها داخل الجيش الإسرائيلى تعتقد أن الصفقة مقبولة، وفى الناحية الأخرى، هناك أعضاء سابقون فى الجيش الإسرائيلى يعتقدون أن الصفقة ليست مثالية إلا أن رئيس الوزراء يجب أن يركز على العلاقات مع الولايات المتحدة.» وانتقد عاموس يادلين، رئيس المخابرات العسكرية السابق، الصفقة واصفا إياها بأنها معيبة، وأعرب عن قلقه من أن ذلك سيقوى موقف إيران فى الشرق الأوسط. ومع ذلك، دعا الحكومة الإسرائيلية إلى تقوية التعاون مع الولايات المتحدة فى الإشراف على تنفيذها.

ويختتم ميتنيك أنه فى المقابل، ذهب جنرال سابق يرأس وكالة الفضاء الاسرائيلية وهو مستشار حكومى كبير لشئون التكنولوجيا والبحوث فى يوليو، إلى حد تأييد موقف الرئيس باراك أوباما من الصفقة.

وقال إسحاق بن يسرائيل فى مقابلة موقع «وإلا» الإخبارى: «هذا الاتفاق، إذا ما نُفّذَ بشكل صحيح، سوف يؤدى إلى تأجيل التهديد النووى لفترة طويلة جدا»، وأضاف أن الإتفاق يراقب «بشكل كامل ومرضِ» البرنامج النووى الإيرانى.

التعليقات