قلبى وسيفى - محمود قاسم - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 11:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قلبى وسيفى

نشر فى : الجمعة 26 أكتوبر 2018 - 11:00 م | آخر تحديث : الجمعة 26 أكتوبر 2018 - 11:00 م

صار هناك هواة محترفون يقومون باكتشاف افلام قديمة لم يسمع بها احد، ويضيفونها إلى اليوتيوب، ما يعنى أن القائمة كبيرة، وفيما سبق فإنه كان يتم نقل الأفلام القديمة من قنوات السينما المتخصصة، هذه القنوات التى قام أصحابها بترميم الأفلام القديمة، فصرنا نراها كأنها مصنوعة صباح اليوم، وهناك هواة يأتون بالأفلام من عشاق نجوم، ولا أعرف كيف تمت المحافظة على النسخ طوال هذه الفترة , ومن الأفلام التى مثلت لى دهشة هو « قلبى وسيفى» اخراج جمال مدكور عام 1947، وهو بطولة وانتاج المطرب، ذو الاصول اللبنانية محمد البكار، والنسخة الموجودة على الفيلم من مقتنيات مجموعة من عشاق فن المطربة صباح. وهذا أمر مهم فبالتأكيد أننا يمكن أن نشاهد من خلال المجموعة الأفلام الكاملة لفنانة ذات تاريخ طويل فى الغناء والتمثيل.. من المهم التعرف عليه.
لفيلم «قلبى وسيفى» أهمية قصوى وكنت فى أمس الحاجة لرؤيته وأنا اقوم بعمل دراسة حول الجيش والسينما، فهو بالتقريب الفيلم الثانى من ناحية التاريخ السينمائى حول دور الجيش على حياة المصريين، وكيف يكون التجنيد وسيلة فعالة فى تهذيب المواطن، خاصة بالنسبة لشاب مستهتر لم يتمكن أبواه من تقويمه، فرفض أن يدفعا له الدية، وكان فى الثلاثينيات أربعون جنيها، وفى التجنيد تحول الشاب الفاشل الأرعن وصار مواطنا صالحا.
كنت قد قرأت ملخصا للفيلم، وفيه الشاب المجند قد أبلى فى الحرب، وتخيلت أنها قصة تخيلية، باعتيار أن حرب 1948 هى الحرب العربية الأولى، وبمشاهدة الفيلم أدركت أن المقصودة هى الحرب العالمية االثانية، وأن الجيش المصرى شارك إلى جوار الانجليز فى الحرب ضد الأعداء فى منطقة القناة، والموضوع يحتاج إلى دراسة، فلا أعتقد ان أحدا من اساتذة التاريخ المعاصر قد شاهدوا الفيلم.
الفيلم بطولة مجموعة من نجوم الأربعينيات ومنهم أحمد علام فى دور ضابط بالحيش المصرى، يهمه أن يتم تجنيد الشاب منير الدى تحبه ابنته الوحيدة سميحة، وهى ايضا من ابناء الجيران، ولذا فإنه يعمل على تجنيد الشاب، أما الأب فهو سليمان نجيب، الذى يعجز عن تأديب ابنه الأكبر الذى يضبط وهو يغش فى الامتحان، كما أن له الكثير من أصدقاء السوء، فيقاطعه إلى أن يتم تحول الاب بعد تجنيده، وتتم ترقيته فى الصفوف من درجة نفر الى ملازم، اما دولت أبيض فهى أم منير التى لا تملك سوى أن تراقب ابنها وهو يتغير، وكالعادة فإن بشارة واكيم يبدو متألقا، ويكون كعادته زهرة الفيلم، وهو يقوم بدور الخال الذى يصحب ابن اخته فى جميع أحواله، ويزوره فى المعسكرات التى يذهب اليها، وهو رجل متمرد من الصعب السيطرة عليه.
صباح هى البطلة التى يحبها الشاب، رغم تعدد علاقاته، وهو يقع فى شرك فتاة تنسب اليه الجنين الذى تحمله فى بطنها من شاب آخر، وقامت بالدور حسناء ذلك الزمان لولا صدقى، ويكاد منير يتورط إلا أن الخال ينقذه أيضا.
كما نرى فإن هذا الموضوع صار مستنسخا فى عشرات الأفلام عن تجنيد الشباب الطائش فيتحولون إلى مواطنين صالحين مقاتلين، وما أكثر هذه الأفلام عبر العقود، وإن كانت قد صارت نادرة مع بداية القرن الحالى عقب إنتاج فيلم «عبود على الحدود» اخراج شريف عرفة، هو موضوع يستحق البحث
أهم ما فى هذه النسخة التى يمكن مشاهدتها ان رجال الرقابة الناصرية لم يقوموا بحذف المقاطع التى تشير إلى حب الناس الشديد للملك فاروق، ونحن نسمعها بدون أى حساسية، باعتبار أن الحذف صار من نصيب عشرات المشاهد والاغنيات التى كانت تعبر عن حب السينمائيين للملك فاروق والاسرة العلوية، مثلما شاهدنا فى الكثير من الأفلام منها «غرام وانتقام» و«ليلى بنت الفقراء» و«الماضى المجهول» وغيرها، ولاشك أن مشاهدة الأفلام كاملة يغير من المفاهيم التى ظلت ثابتة لدينا دوما، وهذه فائدة جديدة فى التعرف على السينما فى اليوتيوب.

التعليقات