أشارت تقارير إعلامية إلى حالة من السعي القوية لشراء وتعلم إطلاق النار، والتدريب على الأسلحة بين المجتمعات اليهودية، وتحديداً في دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة الهجمات المزعومة التي يدعون أنهم يتعرضون لها من المجتمعات المسلمة.
وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، يوم الأحد، أن إسرائيل شكلت مئات من فرق مسلحة تطوعية خلال الأسبوعين الماضيين، منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الجاري، وتقوم بتسليحها في حالة وقوع اضطرابات بين اليهود والعرب رغم ما قالته الشرطة، أنه كان السلوك "مثالي" حتى الآن، بحسب وكالة رويترز.
إسرائيل تُشكل مجموعات تطوعية مسلحة
واعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، عشرات المواطنين الفلسطينيين بشبهة التحريض والدعم لحركة حماس، بناء على منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصف بعض محامي المعتقلين هذه الإجراءات بأنها غير قانونية.
وقال قائد الشرطة، المفتش العام كوبي شبتاي، إن مثل هذه المراقبة مكنت الضباط من استباق أي اندلاع للعنف.
وتوقع إيتمار بن جفير، أن تشهد هذه الأحداث تكرارًا لاضطرابات عام 2021، وأمر بتخفيف اللوائح الخاصة بإصدار تراخيص السلاح للمواطنين العاديين، وتتطلب هذه الشروط بشكل عام أن يكون المتقدمون قد خدموا في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولكن حالياً يسعى قادة إسرائيليون إلى تسليح المواطنين خوفاً من الاضطرابات.
وشكل القادة الإسرائيليون فرق أمنية تطوعية، جاءت تحت بند التدابير الإضافية التي اتخذوها للقيام بدوريات في الشوارع ودعم الشرطة، ليؤكد شبتاي أنه تم تشكيل 527 فرقة منذ 7 أكتوبر، حيث تم إصدار أوامر بتوزيع 20 ألف سلاح ناري على هذه الفرق، وسيتبعها 20 ألف سلاح آخر، وتزويد المتطوعين أيضًا بسترات واقية وخوذات، ولم يوضح المسئولون نوع السلاح المستخدم.
ونشر بن جفير مقطع فيديو على الإنترنت يظهر فيه وهو يوزع بنادق هجومية من طراز M-16 أو M-4.
إقبال يهودي في أمريكا على شراء السلاح
ويقول مدربو الأسلحة النارية ومجموعات الأمن اليهودية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، إن هناك تدفق من زبائن جدد منذ أن وقعت معركة "طوفان الأقصى" كما تطلق عليها حركة المقاومة حماس، ويقول أصحاب متاجر الأسلحة في فلوريدا إنهم رأوا عدداً أكبر من اليهود يشترون الأسلحة النارية في الأسابيع الأخيرة أكثر من أي وقت مضى، بحسب شبكة nbc news الأمريكية.
وأوضح ديفيد كوالسكي، الذي يملك متجر فلوريدا للأسلحة في مدينة هوليوود، والذي يقدم أيضًا دروسًا تدريبية على الأسلحة النارية: "لقد شهدنا بالتأكيد زيادة هائلة في عدد اليهود المتدينين والأرثوذكس الذين يشترون الأسلحة النارية، ولقد رأيت زيادة في الاهتمام بالتدريب الفردي وكذلك التدريب الجماعي".
وتشير تقارير إعلامية أمريكية، إلى أن هناك سعي من أفراد ومجموعات يهودية للحصول على تدريبات كيفية استخدام السلاح، ليقول كوالسكي، وهو يهودي، إن المعابد اليهودية المحلية تواصلت معه لاستضافة ندوات للتدريب على الأسلحة وجلسات إطلاق النار في الأسبوع الماضي، وفي إحدى الندوات حول سلامة الأسلحة التي استضافها الأسبوع الماضي، فضلًا عن أن معظم المشاركين كانوا حديثي العهد بالأسلحة.
وتابع الحاخام يوسي إيلفورت، من منظمة ماجن آم، وهي منظمة غير ربحية في لوس أنجلوس تقدم دروسًا في الدفاع عن النفس والتدريب على الأسلحة النارية للمجتمع اليهودي، إنهم تلقوا أكثر من 600 مكالمة في الأسبوع الماضي لأشخاص لديهم الرغبة في تعلم إطلاق النار.
وساعدت إندي تينينهاوس، مديرة مرحلة ما قبل المدرسة وأم لسبعة أطفال تعيش في ولاية فلوريدا، في تنظيم تدريب على سلامة الأسلحة للنساء في معبدها الأسبوع الماضي، وكان زوجها، وهو حاخام، قد نظم بالفعل مجموعة من الرجال للذهاب إلى ميدان الرماية للتدريب.
كما قال دانييل لومبارد، ضابط شرطة شيكاغو الذي يدير أيضًا شركة "DAVAD Civilian Defense"، وهي شركة للتدريب على الأسلحة النارية، إنه شهد زيادة هائلة في اهتمام المجتمعات اليهودية المحلية.
واستضاف إيلون إيفين إيش، وهو جندي سابق في مشاة البحرية يعيش في فلوريدا، سلسلة من دورات التدريب على السلامة في حالات الطوارئ واستخدام الأسلحة للجالية اليهودية في مقاطعته خلال الأسبوع الماضي، وقال إن غالبية المشاركين هم من مستخدمي الأسلحة لأول مرة.