قائد أمريكي سابق لقوات الناتو: حرب أوكرانيا قد تصبح أرض اختبار للذكاء الاصطناعي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:17 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قائد أمريكي سابق لقوات الناتو: حرب أوكرانيا قد تصبح أرض اختبار للذكاء الاصطناعي

واشنطن (د ب أ)
نشر في: الخميس 1 يونيو 2023 - 10:26 ص | آخر تحديث: الخميس 1 يونيو 2023 - 10:30 ص

يقول الأدميرال المتقاعد بالبحرية الأمريكية جيمس ستافريديس، إن الذكاء الاصطناعي أصبح فجأة في كل مكان. فنحن غارقون في الأفكار حول كيف يمكننا استغلال الذكاء الاصطناعي بصورة منتجة – ابتداء من الزراعة إلى تغير المناخ، والهندسة، إلى وضع البرمجيات.

وبالمثل هناك الكثير من الملاحظات التحذيرية التي يتم تقديمها حول استخدام الذكاء الاصطناعي للسيطرة على المجتمعات، والتلاعب بالاقتصاديات، وهزيمة المنافسين التجاريين، وعموما تحقيق رؤى أرثر سي كلارك، كاتب الخيال العلمي البريطاني بوجود آلات تسيطر على الإنسان في عام 2001:في فيلم الخيال العلمي "أوديسا الفضاء".

ويضيف ستافريديس، الذي كان قائدا للقيادة العليا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، أنه مع ذلك، لم يُكتب حتى الآن سوى القليل نسبيا عن تداعيات الذكاء الاصطناعي بالنسبة للحرب والجغرافيا السياسية.

وللأفضل أو الأسوأ، تتيح تلك المجالات نفسها لمجموعة من السبل التي يمكن فيها للتكنولوجيات الجديدة أن تحطم فجأة النماذج السائدة. فقد تطورت أساليب الحرب حسب تكنولوجيات كل عصر. فالغواصات، والرادارات والسونار، والأسلحة النووية يمكن أن تغير التوازن العالمي في لحظة. فهل نحن نشهد هذه اللحظة في ظل الذكاء الاصطناعي؟

يقول ستافريديس، وهو الآن عميد "كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية" في "جامعة تافتس"، إنه عندما تم استخدام القنبلة الذرية في اليابان قال العسكريون المتخصصون إن " الحرب تغيرت للأبد". ومع ذلك فإن القتال المباشر في أوكرانيا، وتواجد القوات الروسية في خنادقها في انتظار هجوم الصيف الأوكراني الموعود، ومعارك المدفعية المستمرة بين الجانبين كلها تبدو بصراحة تنتمي إلى القرن التاسع عشر.

إذن كيف سوف يغير الذكاء الاصطناعي الحرب تماما؟

أولا وقبل كل شىء، سيكون الذكاء الاصطناعي أداة قوية في أيدي صانعي القرار على أرض المعركة على كل المستويات.

ويتذكر المرء تماما قيام طراد تابع للبحرية الامريكية باسقاط طائرة تجارية إيرانية بطريق الخطأ عام 1988. حيث قدر ضابط العمليات التكتيكية في مركز المعلومات القتالية بطريق الخطأ أن الطائرة هي طائرة عسكرية إيرانية معادية.

وراح ضحية الحادث نحو 300 من المدنيين. ولو كان هناك مستشار ذكاء اصطناعي في ذلك الوقت، قادر على تحليل ملايين نقاط البيانات و مقارنة صورة الرادار بعدد غير محدود من السيناريوهات المماثلة، لكان من المؤكد تقريبا أنه سيتم تحديد الطائرة بأنها مدنية. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يحد من إزهاق الأرواح دون قصد.

فبوسع الذكاء الاصطناعي أيضا تقديم معلومات استراتيجية تفصيلية للغاية عن الاستهداف، وأن يوفر لصانع القرارخريطة طريق لاستخدام الأسلحة الدقيقة في أضعف نقاط السلسلة اللوجستية للعدو.

كما أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر القدرة على التحكم في مواجهة أسراب ضخمة من الطائرات بدون طيار في تشكيلات هجومية متزامنة. ويمكن توجيه هذا النوع من الضغط الميكانيكي محققا نتاج مميتة بواسطة طائرات مسيرة منخفضة التكاليف تغمر الدفاعات الجوية.

ويقول ستافريديس إن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوجيه المسيرات في أوكرانيا، على سبيل المثال، يمكن أن يتيح لحكومة كييف زيادة استنزاف امدادات روسيا المتضائلة من المدرعات ، ودفع قواتها لفقدان صواريخ دفاع جوي مهمة.

كما يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة قوية في الحرب النفسية والمعلوماتية. فمن الممكن لتزييف مقاطع فيديو تهدف لاستعراض تأثيرات قتال معينة- أن يتسبب في ردود فعل خاطئة من جانب قوات العدو.

ولنتذكر صورة البنناجون وهو يحترق التي أربكت الأسواق الأسبوع الماضي مع انتشارها في أنحاء العالم. ويمكن لأوكرانيا أن تزيد شعور الروس بفشلهم في الحرب من خلال مجموعة كبيرة من الصور الزائفة والروايات الزائفة، والعمليات الافتراضية من انتاج الذكاء الاصطناعي.

وسوف يكون الذكاء الاصطناعي مفيدا للغاية في الانشطة الدفاعية في الحرب. فاللوجستيات كما رأينا قي الغزو الروسي لأوكرانيا يمكن أن تكون نقطة ضعف الجيوش.

وبقيام الذكاء الاصطناعي بتحليل أنماط الصيانة، واقتراح الصيانة الوقائية، وتفكيك سلاسل الامداد القتالية، وتوفير النصح اللوجيستي الفوري، سيكون لدى القادة ميزة كبيرة للغاية على الخصوم الذين تخلفوا في سباق تطوير هذه الأدوات ونشرها.

وأخيرا يقول ستافريديس إن القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بهجمات مضادة قد تكون أخطر سماته. فمع مواصلة الجيوش عملياتها القتالية، ولوجوستياتها وتهديفها ومخابراتها وكل مظاهر الحرب الحديثة التي يعتبر الانترنت عمودها الفقري، سوف تكون القدرة على اقتحام الشبكات الإليكترونية للعدو أمرا حيويا.

وحتى ونحن نبحث المكاسب الهائلة للذكاء الاصطناعي بالنسبة لمجتمعاتنا، نحتاج إلى تفهم واضح تماما لمدى التأثير العميق الذي سيكون على سير الحرب. وهو مدعاة لأن يواصل البنتاجون تنقيح تفهمه وتنفيذه للذكاء الاصطناعي في الحملة الأوكرانية. التي ستكون لها فوائد لعقود مقبلة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك