تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرسالة ماجستير، قدمها الأسير الفلسطيني زكريا زبيدي، الهارب من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، رفقة خمسة من الأسرى في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وظهرت الشهادة ممهورة بتوقيع جامعة بيرزيت الفلسطينية، وكتبت بعنوان برنامج الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة، وهي في الأساس مقترح رسالة ماجستير، وجاء المقترح بعنوان "الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية من 1968- 2018"، مقدمة من الطالب زكريا محمد عبد الرحمن زبيدي.
حقيقة الصورة
بالبحث اتضح أن الأسير الهارب من السجون الإسرائيلية، كان من ضمن أسماء الطلبة المقبولين في برامج الماجستير للفصل الأول من العام الدراسي 2017- 2018، أي قبل عام واحد من اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ونشر موقع جامعة بيرزيت قائمة بأسماء الطلبة المقبولين في البرنامج، اطلعت عليها الشروق، وكان من بينهم الأسير الهارب زكريا محمد زبيدي في مجال الدراسات العربية المعاصرة.
ولم يتسن للشروق التأكد من عنوان الرسالة الوارد في الصورة المتداولة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح"، نشر عبر حسابه بموقع تويتر صورة رسالة الماجستير، وقال إن الطالب زكريا زبيدي هو "التنين الذي انتصر على الصياد، وهذه رسالته الماجستير في جامعة بيرزيت وقد طبقها حرفياً وعملياً اليوم".
وفي هذا السياق، أكد مركز رؤية للتنمية السياسية، وهو مركز فلسطيني مستقل، أن زكريا زبيدي الذي ولد في مخيم جنين عامة 1976، وكان قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين، حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1998، والبكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة عام 2013، والماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت عام 2019.
ولم يذكر المركز المزيد من التفاصيل عن عنوان الرسالة، غير أن موقع جريدة "تايمز أوف إسرائيل"، قال إن الزبيدي أكمل في 2018 درجة الماجستير في جامعة بيرزيت، حيث أرّخت أطروحته، "التنين والصياد" التجربة الفلسطينية مع إسرائيل، فضلاً عن أنه كان طالباً في كلية العلوم السياسية في جامعة بيرزيت.
محطات في حياة زبيدي
الزبيدي الذي كان أسيراً في سجون الاحتلال قبل هروبه، التحق بصفوف حركة فتح داخل سجون الاحتلال عام 1989، وشغل عدة مناصب تنظيمية، فانتخب ممثلاً للأسرى الأشبال في سجن تلموند، قبل أن يعزله الاحتلال في عزل بئر السبع لمدة ثلاثة أشهر، والتحق بصفوف كتائب شهداء الأقصى إبان الانتفاضة الثانية في جنين، وأصبح الناطق باسمها.
وفي عام 2007 حصل على عفو من قبل السلطات الإسرائيلية، إلى جانب الآلاف من الفلسطينيين في ذلك الوقت، وبعد خروجه أسس مسرح الحرية في جنين.
وفي 2019 اعتقلته قوات الاحتلال، بزعم ارتكاب عمليتي إطلاق نار على حافلتين خارج مستوطنة بيت إيل في وسط الضفة الغربية، في نوفمبر 2018 يناير 2019، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص.
وحسب لائحة الاتهام التي واجهها زبيدي في المحكمة، واجه القائد الفتحاوي تهم التسبب في الوفاة عمداً، بالإضافة إلى تهم متعددة مثل الانتماء إلى جماعة إرهابية، وبيع الأسلحة، وإطلاق النار على الناس وإعداد المتفجرات.
وكانت محاكمة الزبيدي لا تزال جارية، ولم تتم تبرئته رسميًا أو إدانته أو إصدار حكم عليه، قبل هروبه صباح اليوم، حسب جريدة "تايمز أوف إسرائيل".