في محاكاة للأفلام العالمية، نجح 6 أسرى فلسطينيين في الهرب من داخل سجن جلبوع الإسرائيلي، في مدينة بيسان، في الثالثة فجر اليوم الاثنين، بعدما تمكنوا من حفر نفق سفلي مؤدي لخارج السجن، فيما شرعت قوات الأمن في حملة بحث واسعة عن الفارين.
ونقلت وكالة رويترز، نقلا عن إذاعة كان العامة الإسرائيلية، أن خمسة من الأسرى ينتمون إلى حركة الجهاد، بينما السادس كان قياديا سابقا بالجناح المسلح لحركة فتح.
ونشرت مصلحة السجون الإسرائيلية صورا ومقاطع فيديو تظهر النفق الضيق الذي حفره الأسرى أسفل مغسلة في حمام إحدى الزنزانات، لتحقيق الهرب.
وكشفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن قائد عملية هروب الأسرى من سجن جلبوع هو "أمير أسرى الجهاد" محمود عبد الله العارضة، الذي قضى ما يزيد على 25 عاما في السجن ضمن حكم بالمؤبد.
* كيف حدث الهروب؟
كشفت التحقيقات الأولية أن الأسرى الفلسطينيين استخدموا "عمود السرير" في حفر النفق من داخل مرحاض الزنزانة، وساعدتهم ظروف أرضية المرحاض لإتمام العملية.
وذكر موقع "واي نت" الإخباري، التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، ملامح خطة الهروب، نقلا عن قائد المنطقة الشمالية، أريك يعقوب، صباح اليوم الاثنين، معتبرا أن الفتحة التي خرج من خلالها الأسرى ربما كانت فجوة في مبنى السجن، كجزء من الأساسيات، مشيرا إلى أن الحادث لا يزال قيد التحقيق ولا يزال قيد الدراسة.
ويعتقد يعقوب أن الهروب لم يتم عن طريق نفق حفره الأسرى بل حدث بسبب وجود مساحة أسفل المبني، مضيفا: "يبدو أن السجناء استفادوا من الفراغات تحت المبنى، وأنه ليس نفقا بالمعنى الحرفي".
وتابع: "أنا بالطبع لست مهندسًا، لكن اتضح أن هذا السجن بني على ركائز متينة في عام 2004 وهناك مساحات هوائية فارغة بين السطوح في جميع أنحاء السجن".
في الساعة الثانية إلا عشرة دقيقة فجر اليوم الاثنين، تلقت الشرطة أول مكالمة عبر الخط الساخن، من سائق تاكسي مر على الطريق، عندما لاحظ وجود حركة غريبة في الحقول، وقال إنه تعرف على العديد من الشخصيات الذين كانوا يركضون في الحقول، وبعد تسع دقائق، وصلت سيارة دورية إلى المنطقة وبدأت في المسح.
بعد ذلك بوقت قصير، أخبر موظف في محطة وقود قريبة، الشرطة عن رجل بدأ له "غريبًا" بالقرب من المحطة، ووصولا للساعة الثالثة والنصف فجر اليوم، أبلغت مصلحة السجون عن فقدان 3 سجناء في الزنزانة رقم 5 في الجناح 2، ولم يتم اكتشاف غياب السجناء الثلاثة الآخرين إلا بعد نصف ساعة فقط.
وقال أحد حراس سجن جلبوع لموقع "واللا" العبري، إن مصلحة السجون عرفت منذ سنوات بوجود بعض نقاط الضعف في السجن، لا سيما في الدوائر الأمنية، وعبر قائلا: "تم الكشف عن نفق سابقًا في الجناح رقم 3، تم حفره من قبل مسجونين، ثم وجد أن هناك اختلافات في الارتفاع بين الأرض والصب الخرساني، وهو فراغ تحت أرضية الزنزانة، الذي تم الكشف عنه كفشل بنيوي في وقت مبكر من عام 2014، لكن رغم ذلك لم يتم تجديد الزنزانة".
وقال مسئول أمني كبير إن هذه سلسلة من أخطر عمليات الإغفال، حيث تتساءل الأجهزة الأمنية كيف تم حفر النفق، في الوقت الذي يحظر دخول المعادن إلى الزنزانة؟ مستغربا من تمكن الأسرى من إجراء مكالمات هاتفية داخل السجن.
* من هم الأسرى الهاربين؟
وكشف "نادي الأسير" الفسطيني عن هويات الأسرى الستة الهاربين وفقا للقائمة التي نشرها، وهم: الأسير محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من جنين، معتقل منذ عام 1996، الأسير محمد قاسم عارضه (39 عاما) من عرابة، معتقل منذ عام 2002، الأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من بير الباشا، معتقل منذ عام 2003، الأسير أيهم نايف كممجي ( 35 عاما) من كفردان، معتقل منذ عام 2006، الأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين، معتقل منذ عام 2019، وقد حُكِم عليهم بالسجن مدى الحياة، بالإضافة للأسير يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد، معتقل منذ عام 2019.
* حدث خطير
من جهته وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، هروب السجناء بـ"الحدث الخطير"، مؤكدا متابعته الحادثة وتلقيه المنتظم لمعلومات حول عمليات البحث.
وسجن جلبوع شديد الحراسة يقع في شمال إسرائيل، حيث قال مراسل "العربية الحدث" إن قوات معززة بمروحيات تواصل عمليات البحث عن الفارين، بالإضافة للشروع الفوري بعملية تمشيط واسعة تشارك فيها الشرطة والقوات الخاصة والجيش.