لم تحظ أنجريت كرامب كارنباور تمامًا، مثلما هو الحال مع أقرب حلفائها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بالتقدير الذى تستحقه بشكل منتظم أثناء صعود نجمها عبر عالم يهيمن عليه الذكور إلى حد كبير في معترك السياسة الألمانية المحافظ.
إلا أن أعضاء الحزب الذين حضروا مؤتمر هامبورج، أمس الجمعة، صوتوا لصالح كارنباور، رئيسة الحكومة السابقة لولاية زارلاند الصغيرة، لتتبوأ مقعد رئاسة الحزب خلفا لميركل التي رفعت راية الرحيل في أكتوبر الماضي.
وبهذا التصويت أصبحت كارنباور قاب قوسين أو أدنى من خلافة ميركل في رئاسة أكبر اقتصاد في القارة العجوز، والقوة السياسية الرائدة في المنطقة ما أن تغادر معلمتها ومرشدتها ومثلها الأعلى مكتب المستشارية، والمقرر له في عام 2021.
وبعد أن بدأت حياتها السياسية قبل أقل من عشرين عاما على المستوى الإقليمي في ألمانيا، انتقلت إلى مضمار السياسة الوطني الوعر في العاصمة برلين كأمين عام للحزب الديمقراطي المسيحي.
ولكن نظرا لقلة خبرتها فيما يتعلق بالشؤون الدولية وبعد أن باتت ألمانيا تلعب دورا رئيسيا على مسرح السياسة العالمية، فإن انتخاب كرامب- كارنباور، 56 عاما، يمثل مقامرة كبيرة بالنسبة للحزب الديمقراطي المسيحي.
وكانت كارنباور الملقبة بـ"ميركل الصغيرة"، قد فازت بمنصب أمين عام الحزب الديمقراطي المسيحي بعد أن قادت حزبها إلى فوزين متتاليين في الانتخابات في زارلاند.
ونشأت كارنباور المدافعة عن القيم العائلية التقليدية، وسط أسرة كاثوليكية كبيرة وهي تعارض الاتجاهات الأخيرة في ألمانيا التي تتبنى الزواج المثلي وهو ما تمخض عن صعود نجمها في صفوف الحزب المحافظ.
كما تعرب كرامب- كارنباور أيضا عن معارضتها للجنسية المزدوجة، وهو ما دعاها إلى المطالبة بإجراء فحص صارم لأعمار اللاجئين الذين يقولون إنهم صغار، وكذلك مطالبتها بإعادة فرض الخدمة العسكرية.
وكارنباور متزوجة منذ أكثر من 30 عاما ولديها ثلاثة أبناء بالغين، وقد تخلى زوجها هيلموت عن عمله كمهندس منذ دلفت إلى معترك السياسة.
وتقول كارنباور التي تصف نفسها بأنها مغرمة بقراءة الكتب إن أوقات فراغها مخصصة لممارسة الرياضة والرقص والاستماع إلى الموسيقى.
وقالت أيضا إنه لم يسبق لها أن دخنت المخدرات في حياتها.
كما تحدثت في مقابلات شخصية حول علاقتها الخاصة مع والدها، الذي كان مديرا لمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت والدتها ربة منزل.
ونشأت كارنباور في مدينة بوتلينجن الهادئة والخلابة، حيث قامت بالترتيل في الكنيسة المحلية.