وصل المستشار الألماني، أولاف شولتس إلى واشنطن، أمس الخميس، بالتوقيت المحلي، في زيارة قصيرة تستمر 24 ساعة، سيركز، فيها بالأساس على مزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
وأمريكا وألمانيا من أهم موردي الأسلحة لأوكرانيا، من أجل دفاعها ضد العدوان الروسي. ويريد شولتس والرئيس الأمريكي، جو بايدن منع المعونات، المقدمة من الحلفاء الغربين، من الانهيار، بعد عامين من الغزو الروسي.
وسيجتمع الجانبان، بعد ظهر اليوم الجمعة، في البيت الأبيض، لمدة 60 دقيقة. وسيناقشان أيضا الصراع المستمر في الشرق الأوسط وقمة الذكرى السنوية الـ75 لتأسيس حلف شمال الأطلسي(ناتو) في يوليو.
وكان شولتس قد أكد أمس الخميس قبل توجهه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ضرورة زيادة المساعدات لأوكرانيا.
وقال شولتس أمس بالعاصمة برلين: "الآن هي اللحظة التي يتعين علينا فيها القيام بما هو ضروري حاليا، أي العمل سويا لإعطاء أوكرانيا الفرصة للدفاع عن نفسها ولإرسال إشارة واضحة جدا إلى الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) في الوقت نفسه".
وأضاف المستشار الألماني قبل بدء زيارته الرسمية لواشنطن، وهي الزيارة الثالثة منذ توليه منصبه قبل عامين تقريبا: "الإشارة هي أنه لا يمكنه (بوتين) توقع أن يتراجع دعمنا، ولكنه سيستمر لفترة طويلة كافية وسيكون كبيرا بشكل كاف".
وشدد المستشار الألماني على أنه يجب إرسال هذه الرسالة بشكل مشترك خلال الأيام والأسابيع القادمة.
وأشار شولتس إلى أن أوكرانيا تدافع عن نفسها بالفعل بكل ما لديها، وأكد أنها بحاجة لدعم كي يتسنى لها الاستمرار في ذلك، وقال: "ما تم التعهد به في أوروبا حتى الآن، وما تم التعهد به أيضا من خلال قرارات الكونجرس الأمريكي، لا يزال غير كاف. يتعين علينا الوصول لطريقة يمكننا من خلالها فعل المزيد سويا".
وأضاف مستشار ألمانيا أن بلاده قامت "بإسهام كبير جدا" من خلال القرارات التي تم اتخاذها للميزانية لعام 2024 وكذلك من خلال تفويضات الالتزامات للأعوام القادمة، واستدرك قائلا: "ولكن ذلك (هذا الإسهام) لن يكفي بمفرده، إذا لم يكن هناك دعم كاف في كل مكان".
ووصف شولتس الشراكة عبر الأطلسي بأنها ذات أهمية كبيرة "لأجل أمننا الخاص أيضا"، وأكد أنه من المهم التشاور سويا بشأن الخطوات الضرورية لأجل تعزيز التحالف الدفاعي عبر الأطلسي، وأكد أيضا أنه من المهم أن تحقق حاليا جميع الدول هدف إنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي لتجهيز قواتها الدفاعية، وأشار إلى أن ألمانيا "متقدمة في هذا الشأن حاليا".
يشار إلى أنه للمرة الأولى منذ 30 عاما، تعتزم ألمانيا إنفاق أكثر من 2% من إجمالي ناتجها الاقتصادي لأجل الدفاع هذا العام.
وسلط شولتس الضوء على المسؤولية المشتركة في مساندة إسرائيل في حرب غزة، عندما تدافع عن نفسها ضد هجوم حماس. وفي الوقت ذاته شدد على ضرورة تطوير أفق مستقبلية "ضرورية كي يكون من الممكن وجود سلام دائم بالمنطقة" مثل حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأكد أنه يجب أن يكون ممكنا وصول مساعدات إنسانية ضرورية إلى غزة، وأضاف أنه يتم تنسيق سياسة الحكومة الاتحادية والحكومة الأمريكية بشكل وثيق في جميع المجالات، وقال: "نسعى لمواصلة هذا التنسيق الوثيق بين السياسة الألمانية والسياسة الأمريكية. لذا فإنها زيارة مهمة بالنسبة لي في إطار تعاوننا الودي الجيد".